روسيا هددت بحرقها.. ماذا نعرف عن دبابة أبرامز الأمريكية التي وصلت أوكرانيا؟

الكرملين يتوعد بحرق دبابات أبرامز الأميركية .. مؤكدًا أن وصولها إلى ساحة المعركة لن يغير ميزان القوى.

روسيا هددت بحرقها.. ماذا نعرف عن دبابة أبرامز الأمريكية التي وصلت أوكرانيا؟

ترجمات – السياق

أثار استقبال أوكرانيا، الدفعة الأولى من دبابات أبرامز الأمريكية، تساؤلات عدة عن إمكاناتها وقدرتها على تغيير مسار المعركة، في وقت توعد الكرملين، بأن دبابات أبرامز التي سُلمت إلى كييف "ستحترق"، مؤكدًا أن وصولها إلى ساحة المعركة "لن يغير ميزان القوى" بين الجيشين الروسي والأوكراني.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن وصول الدبابات التي طال انتظارها، مشيرًا إلى أنها ستستخدم لتعزيز القوات الأوكرانية، خلال الهجوم المضاد الذي تشنه كييف من يونيو الماضي، على القوات الروسية.

وأوضح في بيان عبر "تلغرام": "أخبار جيدة من وزير الدفاع رستم أوميروف... أبرامز موجودة بالفعل في أوكرانيا، وتتأهب لتعزيز ألويتنا... أنا ممتن لحلفائنا لالتزامهم بالاتفاقيات، نحن نبحث عن عقود جديدة وتوسيع مساحة توريد الأسلحة".

كما أفادت وزارة الدفاع الأمريكية، بوصول الدفعة الأولى من دبابات "إم1 أبرامز" الأمريكية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذه الدبابات ضرورية لتحقيق عامل الردع في ساحة المعركة.

وتعهدت واشنطن بتسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز مطلع العام، في إطار التزام بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن ممثل للقوات الأوكرانية، طلب عدم كشف هويته، قوله: "حتى الآن وصل أقل من نصف دبابات أبرامز إم1 المتوقعة"، بينما أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن بقية الصفقة ستصل خلال الأسابيع المقبلة.

صواريخ أمريكية بعيدة المدى إلى أوكرانيا... كيف تؤثر في الحرب؟ 

ما هي؟

تساءلت "واشنطن بوست" عن أسباب اهتمام أوكرانيا بامتلاك دبابات "إم1 أبرامز"؟

وأوضحت أنه بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، ناشدت كييف شركاءها إرسال دبابات قتال غربية ثقيلة، يمكن أن تعزز موقفها على الخطوط الأمامية.

كانت دبابات "إم1 أبرامز" طلبًا رئيسًا، خصوصًا أنها تعد دبابة القتال الرئيسة في الولايات المتحدة، منذ دخولها الخدمة عام 1980، كما أنها بين أقوى الدبابات في العالم.

وتوفر الإصدارات الحديثة من الدبابة، طبقات دروع من اليورانيوم المنضب، لتعزيز الحماية لركابها.

كما أن عديد دبابات القتال الغربية الرئيسة، أثقل وأقوى من دبابات الحقبة السوفيتية، ومركبات المشاة القتالية التي تستخدمها أوكرانيا.

وتتميز دبابات أبرامز بالاشتباك مع الدبابات الأخرى واختراق خطوط العدو، ومصممة للتحرك عبر التضاريس المفتوحة، على غرار المناطق الطبيعية جنوبي أوكرانيا وشرقيها، التي تعد مركز الهجوم المضاد المستمر.

من المتوقع أن تساعد الدبابات أيضًا في وقف بعض الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا خلال 19 شهرًا من القتال العنيف.

ووثّق "أوريكس" -وهو موقع استخباراتي هولندي مفتوح المصدر- فقدان 654 دبابة أوكرانية خلال الحرب، دُمرت الأغلبية العظمى منها، وتضررت أخرى أو استولي عليها.

 

تردد أمريكي

وعن أسباب تردد الولايات المتحدة في إرسال "أبرامز"، أشارت "واشنطن بوست" إلى أنه رغم إلحاح أوكرانيا لأشهر على واشنطن لمدها بدبابات "إم1 أبرامز"، فقد انتظرت إدارة جو بايدن حتى يناير الماضي، لتعلن عزمها على إرسال الدبابات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن الدبابات أمريكية الصُنع التي تزن نحو 70 طنًا "تُمثل صعوبات لوجستية لساحة المعركة في أوكرانيا".

كما أثارت التعهدات بتقديم معدات حديثة لكييف تساؤلات عن كيفية تدريب حلفائها القوات الأوكرانية على استخدامها.

وذكر مسؤولون أمريكيون أن "أبرامز" تتطلب صيانة معقدة ولوجستيات وتدريبًا خاصًا، وقال وكيل وزارة الدفاع كولين كال للصحفيين، بعد زيارة إلى كييف في يناير الماضي: "إنها مكلفة، ومن الصعب التدرب عليها، كما أن صيانة نظامها مُكلف".

وطوال الحرب، كان المسؤولون الأمريكيون يدرسون بعناية ما إذا كان إرسال نظام أسلحة معين إلى كييف قد يستفز روسيا، ما يدفع إلى تصعيد الصراع.

لكن إدارة بايدن، بعد مناقشات مع نظيرتها الألمانية، قررت التبرع بالدبابات، بينما وافقت برلين على إرسال دبابة القتال الحديثة الخاصة بها "ليوبارد 2".

وقال بايدن في يناير، إن القرار لا يُمثل "تهديدًا هجوميًا لروسيا"، لكنه يهدف إلى مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من "العدوان الوحشي لروسيا"، وفق وصفه.

وأضاف بايدن: "لتحرير أراضيها، يجب أن تكون القوات الأوكرانية قادرة على مواجهة تكتيكات واستراتيجية روسيا المتطورة في ساحة المعركة، على المدى القريب جدًا".

حسب الصحيفة الأمريكية، كانت للتبرع الأمريكي بدبابات "إم 1 أبرامز" قيمة رمزية، إذ حض المسؤولون الأوكرانيون واشنطن على تسليم "أبرامز"، بحجة أن ذلك سيدفع ألمانيا إلى إرسال دباباتها الخاصة.

وتوجد وفرة في دبابات "ليوبارد2" ألمانية الصُنع في أوروبا، لكن عمليات التسليم تتطلب موافقة من ألمانيا، الجهة المصنعة، التي كانت مترددة في اتخاذ هذه الخطوة من جانب واحد.

ولكن، يبدو أن قرار الولايات المتحدة إرسال دبابات "أبرامز" أقنع برلين، التي قالت في 25 يناير إنها سترسل دبابات "ليوبارد2" وتسمح لدول أخرى بتسليم دباباتها أيضًا.

وتتمتع "أبرامز" أيضًا بمواصفات مماثلة لدبابات "ليوبارد2" الألمانية، إلا أن الأخيرة أصغر إلى حد ما من "أبرامز".

كما أن "ليوبارد2" تعمل بوقود الديزل، في حين أن محرك الدبابة الأمريكية متعدد الوقود.

 

لماذا تأخرت؟

وذكرت "واشنطن بوست" أن وصول أبرامز إلى كييف، استغرق وقتًا طويلًا.

وأشارت إلى أنه بينما وصلت دبابات "ليوبارد2" الألمانية إلى أوكرانيا في مارس، استغرق الأمر وقتًا أطول بكثير لترتيب تسليم دبابات "إم1 أبرامز".

وحسب الصحيفة، يرجع التأخير جزئيًا إلى أن الحكومة الأمريكية قررت شراء الدبابات من الشركات المصنعة، بدلاً من نقلها من المخزونات الحالية، على أن يكون دفع ثمنها بمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، وهو صندوق مخصص لشراء معدات عسكرية لأوكرانيا، لا تتوفر لدى الولايات المتحدة.

كما يجب تدريب القوات الأوكرانية على كيفية تشغيل وصيانة "أبرامز"، ودمج الدبابات في العمليات الهجومية.

وفي مارس، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" تسريع عملية التسليم عن طريق إرسال نسخ مجددة من دبابة (إم1 إيه1) القديمة، بدلاً من دبابة (إم1 إيه2) الأكثر تقدمًا.

وأصبح بطء وتيرة تسليم الدبابات مشكلة في الكونغرس، حيث اشتكى أعضاء مجلس الشيوخ، من أن تلك الأسلحة لن تكون متوفرة للهجوم المضاد لأوكرانيا.

وبحديثه في أبريل، قال السيناتور أنغوس كينغ، إنه إذا لم تصل "إم1 أبرامز" حتى أغسطس أو سبتمبر "فقد يكون الأوان قد فات".

ورغم بدء الهجوم المضاد في يونيو الماضي، فإن الدبابات لم تلعب -حتى الآن- دورًا حاسمًا في القتال.

ويرجع ذلك إلى حد كبير -وفق الصحيفة الأمريكية- إلى الألغام الثقيلة، واستخدام الطائرات المُسيرة من قِبل الدفاعات الروسية المحصنة جيدًا.

بينما يتوقع خبراء أن تلعب الدبابات دورًا أكثر أهمية، إذا تمكنت أوكرانيا من اختراق خطوط الدفاع الرئيسة.