مفاجأة... بعض البروتينات الالتهابية في المخ قد تحمي من ألزهايمر
بوجه عام، لا يبدو حدوث التهاب في المخ، من الأخبار السارة في ما يخص الصحة. وقد كشفت دراسات عدة، أن الالتهاب يُعَدُّ محركًا رئيسًا للتدهور المعرفي، الذي يحدث مع التقدُّم في السن.

ترجمات - السياق
بوجه عام، لا يبدو حدوث التهاب في المخ، من الأخبار السارة في ما يخص الصحة. وقد كشفت دراسات عدة، أن الالتهاب يُعَدُّ محركًا رئيسًا للتدهور المعرفي، الذي يحدث مع التقدُّم في السن.
ومع ذلك، أشار موقع "ستدي فايندز" إلى إعلان فريق من الباحثين كشفًا جديدًا يمثّل مفاجأة من العيار الثقيل بأنه على ما يبدو ليست جميع البروتينات المسبِّبة للالتهابات ضارة بالمخ.
وخلصت الدراسة الجديدة، إلى أن اثنين من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، يبدو أنهما تحولان دون الإصابة بمرض ألزهايمر، الذي يمثّل النمط الأكثر شيوعًا من الخرف.
وتبعًا لما ذكره الموقع، فإن فريقًا من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس العام -بالتعاون مع فريق هارفارد لدراسة الشيخوخة الدماغية- أعلن أن زوجًا من البروتينات الالتهابية الرسولية، يطلق عليهما "سيتوكين"، أسهما في إبطاء وتيرة التدهور المعرفي في البالغين من كبار السن.
وفي إطار دراسة أجريت عن تسعة من بروتينات "السيتوكين" بالدم، بدا أن هذين الاثنين يوفِّران الحماية للمخ، في مواجهة تراكم صفائح "ببتيد بيتا النشواني" وتشابك بروتين "تاو"، وكلاهما من أسباب الإصابة بألزهايمر.
وفي بيان صحفي، قال الباحث البارز المشارك بالدراسة، رودولف تانزي، إن "هذه نتائج غير متوقَّعة"، مضيفًا أن الاكتشاف الجديد قد يؤدي في نهاية الأمر إلى اكتشاف سبيل جديد، لتحديد الذين يواجهون مخاطرة أكبر للإصابة بالخرف.
جدير بالذكر أنه عام 2008، اكتشف فريق الباحثين، الذي يقوده الدكتور تانزي "سي دي 33"، أول جين على صِلة بألزهايمر ويرتبط بجهاز المناعة البشري. ومنذ ذلك الإنجاز الكبير، لاحظ العلماء وجود صِلة بين أغلبية الجينات المسبِّبة لألزهايمر التي اكتشفوها والصحة المناعية.
ودفع ذلك الكثير من الدراسات، نحو نتيجة مفادها أن الاختلال الوظيفي في عمل جهاز المناعة، أو وجود مشكلات في قدرة الجسم على محاربة العدوى، له دور كبير في الإصابة بألزهايمر.
كما لاحظ العلماء وجود معدلات "سيتوكين" مسبِّبة للالتهابات مرتفعة في دماء المصابين بالخرف.
وذكر الموقع، أن الباحثين أشاروا إلى أنه حتى الآن، لم يكن من الواضح دور جهاز المناعة، أثناء المراحل المبكرة من الإصابة بألزهايمر.
ولمعرفة دور السيتكوين المحتمل، في التنبؤ بمَنْ سيتعرَّض للإصابة بالخرف، جمع فريق الباحثين 298 رجلاً وسيدة بين الـ50 والـ90 من العمر، وكان جميع المتطوعين يتمتعون بصحة ذهنية طبيعية عند بداية الدراسة، لكن كانت لديهم كميات من "ببتيد بيتا النشواني" في المخ.
ومن خلال الحصول على عينات دموية، وإجراء تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (بي إي تي) سنويًا، خلص الباحثون إلى أن المرضى الذين كانت لديهم تراكمات كبيرة من "ببتيد بيتا النشواني"، علاوة على مستويات مرتفعة من سيتوكين إنترلوكين - 12، تعرَّضوا لتدهور معرفي أقل مع تقدمهم في السن.
وبطرح سؤال: ما الذي يؤدي إلى معاونة بعض البروتينات الالتهابية في التصدي للخرف؟ يعتقد الباحثون القائمون على الدراسة، أن هذه النتائج توحي بأن بعض المرضى يتسمون بأجهزة مناعة، أكثر قدرة على محاربة الأمراض.