فايننشال تايمز: وفد إسرائيلي إلى السعودية... ماذا يعني ذلك؟
قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن وفدًا من المسؤولين الإسرائيليين سافر علناً إلى المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى، في أحدث علامة على العلاقات العلنية المتزايدة بين البلدين.

ترجمات – السياق
قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن وفدًا من المسؤولين الإسرائيليين سافر علناً إلى المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى، في أحدث علامة على العلاقات العلنية المتزايدة بين البلدين.
وحسب تقرير للصحيفة البريطانية، فإن الوفد الإسرائيلي، برئاسة أمير فايسبرود، نائب المدير العام في وزارة الخارجية الإسرائيلية، سيكون مشاركًا بصفة مراقب في اجتماع اليونسكو للتراث العالمي.
وتقول الصحيفة البريطانية، إن تلك الرحلة أحدث علامة على كيفية تطور العلاقات بين البلدين، اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، قادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حملة لتطبيع العلاقات بينهما، كجزء من صفقة من شأنها إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
في السياق، تقول صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن وفدًا إسرائيليًا من تسعة مسؤولين، الآن في المملكة العربية السعودية، كمراقبين في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة المحلية، إن الوفد يرأسه رئيس هيئة الآثار الإسرائيلية ويضم دبلوماسيين، مشيرًا إلى أنها ليست زيارة ثنائية، ولم يكن من الواضح ما إذا كانت المجموعة ستلتقي مسؤولين سعوديين.
وبموجب الصفقة المعقدة والحساسة للغاية، التي يناقشها المسؤولون الأمريكيون والسعوديون، ستوفر الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية ضمانات أمنية ودعمًا لبرنامج نووي مدني، حسب «فايننشال تايمز».
وأكدت الصحيفة أنه «في المقابل، ستطبع المملكة العربية السعودية، العلاقات مع إسرائيل، في خطوة يمكن أن تقنع الدول الإسلامية الأخرى بأن تحذو حذوها».
ولإتمام الصفقة، من المرجح أيضًا أن يطالب المسؤولون السعوديون إسرائيل بتقديم تنازلات للفلسطينيين، حسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إن ثلاثة مسؤولين فلسطينيين زاروا الرياض الأسبوع الماضي لمناقشة موقفهم.
وقال مسؤول فلسطيني لـ «فايننشال تايمز»، إن الفلسطينيين يسعون للحصول على دعم الولايات المتحدة، لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث يتمتعون حاليًا بوضع مراقب.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن المسؤولين الفلسطينيين يسعون أيضًا إلى تجميد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، إضافة إلى السيطرة الإدارية على مزيد من أراضي الضفة الغربية، التي يعدونها قلب دولتهم المستقبلية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
واكتسبت المحادثات زخمًا منذ يونيو الماضي، لكنها لا تزال محفوفة بالصعوبات.
من الشكوك، ما إذا كانت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل ستقدم تنازلات كبيرة للفلسطينيين، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على المطالب السعودية، بالسماح لها بتخصيب اليورانيوم لإنشاء محطة للطاقة النووية.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ «فايننشال تايمز» إن تجميد الاستيطان أو تقديم تنازلات إقليمية للفلسطينيين غير مرجح.
كواليس المشاركة الإسرائيلية
وفقًا لتقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، فإن السعودية وقَّعت -يوليو الماضي- اتفاقية الدولة المضيفة، التي تلتزم فيها بالسماح لموقعي اتفاقية التراث العالمي -بما في ذلك إسرائيل- بدخول البلاد بحرية لحضور الحدث.
وحسب ما ورد، فإن السعوديين رفضوا في يونيو الماضي، توقيع الاتفاقية، احتجاجًا على مشاركة إسرائيل في المؤتمر، إلا أن المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أصرت على السماح للممثلين الإسرائيليين بدخول البلاد، على أن تتكفل هي بإرسال الدعوات الرسمية في الأيام المقبلة، تقول «تايمز أوف إسرائيل».
وانسحبت إسرائيل رسميًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة عام 2019، بسبب التحيز المزعوم ضدها، إلا أن رئيسة اليونسكو قالت -يوليو الماضي- إنها تعمل على عدم تسييس المنظمة، وترى أن لعودة إسرائيل أهمية كبيرة.
وفي مارس الماضي، أفاد «أكسيوس» الأمريكي بأن السعودية منعت كوهين من قيادة وفد إلى مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة.
ولم يتمكن كوهين من السفر بعد أن رفض السعوديون مناقشة الترتيبات الأمنية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين لم يذكر أسماءهم.
ومُنع الوفد الذي كان من المفترض أن يسافر –ممثلًا لمدينة كفر كاما الشركسية في منطقة الجليل شمال إسرائيل– بعد أن رفضت الرياض طلبات الحصول على التأشيرة.
وفي يوليو، سُمح لفريق من اللاعبين الإسرائيليين بدخول المملكة العربية السعودية، للمشاركة في نسخة ألعاب الفيديو لكأس العالم لكرة القدم.
ماذا يعني ذلك؟
يقول مراقبون، إن تنسيق "اليونسكو" للزيارة، يشير إلى عقبات أمام التطبيع السعودي الإسرائيلي، مؤكدين أن الرياض مضطرة إلى عدم حظر أيّ شخص من دخول البلاد، إذا كانت تريد تحويل المملكة إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة.