السياسة الأمريكية في دار المسنين.. ‫عالم السياق‬ مع ‪حسينة أوشان‬

عالم السياق مع حسينة أوشان

هفواتُ بايدن وماكونيل، تُسلطُ الضوءَ على شيخوخةِ الزُعماءِ الأمريكيين...

بينَما يتجهُ العالمُ إلى تجديدِ دمائه، بجيلٍ قادرٍ على ضبطِ إيقاعِه، على سُرعةِ العصرِ الرقمي، وتطوراتِ ما بعدَ الحداثةِ التقنيةِ والعلمية، يذهبُ سياسيو الولاياتِ المُتحدةِ عكسَ اتجاهِ العالَم، بإطلاقهِم تبريراتٍ لهفواتِ شيخوخةِ صُناعِ القرار، في القوةِ العُظمى للعالَم.

وفقاً لحساباتِ موقعِ (Five thervy net) الإلكتروني، فإنَ عددًا مِن نوابِ الكونغرس، في التسعينياتِ من العُمر، وأنَ متوسطَ الأعمارِ في مجلسِ الشيوخ، وصل إلى خمسٍ وسِتينَ سنة، في حينِ أنَ متوسطَ الأعمارِ في الولايات المتحدة بلغ تِسعًا وثلاثينَ سنة.

ذِكرُ الإحصائياتِ هنا وهناك، قد لا يُنبئ بالمشكلة، مِثلما تُنبئي ِبها تصرفاتُ الساسةِ الكِبار، التي يشاءُ الحظُ العاثرُ لهؤلاءِ الساسة، أنْ تكونَ أمامَ منابرِ الإعلام، أي على رؤوسِ الأشهاد.

عنِ الرئيس جو بايدن، صدرتْ زلاتُ لِسان، وهُفواتٌ وعثرات، أرجعَها بعضهُم إلى إصابتهِ بألزهايمر، وما زادَ قلقَ الأمريكيين، أنَ الظاهرةَ لم تتوقفْ عندَ الرئيس، بل شملتْ آخرينَ في رموزِ الدولةِ الأعظم، أحدهُم زعيمُ الأغلبيةِ الجمهورية، في مجلسِ الشيوخِ ميتش ماکونيل.

صحيفةُ "الفاينشيال تايمز" البريطانية، انفجرتْ مُنتقِدة، فذكرتْ أنهُ تجمدَ صامتًا ثلاثًا وعِشرينَ ثانية، أبعِدَ بعدَها عنِ الصحفيين، ليعودَ إليهم قائلًا: "أنا بخير"

ما حدثَ أثارَ أسئلةً جدية، عنْ أعمارِ المُشرِّعينَ في واشنطن، خصوصًا أنَ ماكونيل لمْ يكنْ أكبرَهُم، فهناكَ السيناتورة فينشتاين التي تخطت تسعين عاما...!

إلى هنا والأمرُ لم يتعد نِصفَ المُصيبة، التي تكتملُ بنِصفِها الآخَر، بمحاولةِ تسويقِ الهِرَمِ السياسي، على أنهُ خِبرةٌ تجذبُ احترامَ الناخبِ الأمريكي.

في استطلاعٍ لـ "هارفارد كابس"، ظهرَ أنَ ثُلثَ الأمريكيين، لا يعتقدونَ أن بايدن يجبُ إعادةُ انتخابهِ لولايةٍ جديدة، بينما قالَ خمسةٌ وأربعونَ مِنهم، إنهُ ليسَ على المستوى المطلوبِ ذهنياً، والذينَ يرونَ فيهِ التجربةَ والنضج، نسبتُهُم ثمانيةٌ وثلاثونَ في المئة، وهوَ رقمٌ صادِم.

حلفاءُ الرئيس، حاولوا عرضَ ذلكَ على أنهُ مصدرُ قوة، مُصرحينَ بأنَ الناخبينَ سيُكافؤونهُ على خِدمتهِ الطويلة، بإعادةِ انتخابِه.

إذًا... نحن أمامَ مكافأةِ نهايةِ خِدمة...  على خدمةٍ بلا نهاية، ظاهرةٌ للعَيانِ في المستقبلِ القريب...!

لاحِظ، أنَنا لم نتحدثْ عنِ الشيخوخة، بل عنْ تجاهُلِ حقيقةِ أنَ السِنَ والحالةَ البدنيةَ والعقليةَ للناس، ليستْ نفسَها... الحِكمةُ تأتي مع السِن، ونحنْ هنا رصدْنا الهفوات، لكن إذا تعبَ الشخص، فمِن أبسطِ حقوقهِ أنْ يستريح...!