فايننشال تايمز: رئيس ''كوب 28'' يحث على الاستعداد للتخفيض التدريجي للوقود الأحفوري

قال الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف كوب 28 سلطان الجابر، إن صناعة النفط والغاز يجب أن تستعد للخفض التدريجي الحتمي للوقود الأحفوري.

فايننشال تايمز: رئيس ''كوب 28'' يحث على الاستعداد للتخفيض التدريجي للوقود الأحفوري
سلطان الجابر

ترجمات – السياق

قال الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) سلطان الجابر، إن صناعة النفط والغاز يجب أن تستعد للخفض التدريجي الحتمي للوقود الأحفوري، محذرًا من أنه ينبغي ألا يُنظر إلى قطاع النفط على أنه يعمل ضد جهود إزالة الكربون.

وفي حديثه إلى صحيفة فايننشال تايمز، قال سلطان الجابر -الذي يرأس أيضًا شركة بترول أبوظبي الوطنية، إحدى أكبر مجموعات النفط والغاز في العالم- إنه يجري محادثات مع منتجي الوقود الأحفوري، بشأن مبادرة تركز على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، من المقرر إطلاقها في قمة المناخ COP28 التي ستعقد في مدينة دبي، هذا العام.

«لا أريد أن يُنظر إلى هذه الصناعة -بأي شكل من الأشكال- على أنها تعارض التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري»، قال سلطان الجابر، مضيفًا: «هذا التخفيض التدريجي يحدث (...) ما يتعين عليهم هو بدء الاستثمار في إزالة الكربون من نظام الطاقة الحالي».

الرئيس المعيَن لمؤتمر الأطراف «COP28»، أضاف أن أكثر من 20 شركة كثيفة الاستخدام للوقود الأحفوري، تشمل ما يصل إلى ربع إجمالي إنتاج النفط والغاز، تجري محادثات نشطة للتوقيع على المبادرة بالفعل، مشيرًا إلى أنه كان «يمارس ضغوطًا» على الآخرين، للانضمام إلى ما يسمى «التحالف العالمي لإزالة الكربون».

 

انبعاثات صفرية

حسب سلطان الجابر، سيُطلب من الشركات التي تدعم التحالف، الالتزام بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، إضافة إلى هدف يتمثل في انبعاثات «قريبة من الصفر» من غاز الميثان، وهو غاز دفيئ خبيث، بحلول عام 2030.

كانت «أدنوك»، قالت في يوليو الماضي، إنها تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية من عملياتها بحلول عام 2045 بدلاً من 2050 وخفض انبعاثات غاز الميثان إلى الصفر بحلول عام 2030، رغم أنها تستثمر 10% فقط من إنفاقها الرأسمالي خلال السنوات الأربع المقبلة في إزالة الكربون، حسب «فايننشال تايمز».

وتمتلك الشركة أيضًا خططًا طموحة لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط من أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا إلى 5 ملايين بحلول عام 2027، رغم أن الإنتاج الفعلي مقيد بحصص "أوبك".

وتقول «فايننشال تايمز»، إن سلطان الجابر تعرض لانتقادات من السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا، لإدارته شركة نفط رائدة، في الوقت الذي يرأس فيه مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب 28)، رغم أن آخرين -مثل مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري- يشيرون إلى أن الجابر يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دفع التغيير بصناعة النفط.

وقال الجابر إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، الذي سيعقد في نوفمبر وديسمبر المقبلين، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في نظام الطاقة العالمي.

وحسب الصحيفة البريطانية، فإنه إضافة إلى مبادرة النفط والغاز، يحث الجابر -أيضًا- الدول على التوصل إلى اتفاق جماعي لزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، قائلًا: «من فضلكم اسمحوا لي أن أقدم شيئًا ملموسًا هذه المرة».

وفي حديثه إلى «فايننشيال تايمز» من مؤتمر الهيدروكربون الرئيس في أبوظبي، دعا الجابر –أيضًا- صناعة النفط والغاز إلى توسيع نطاق احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS) وتسويقه تجاريًا، وهي تقنية لم تُثبت على نطاق واسع.

وقال الجابر إن احتجاز واستخدام الكربون، يجب أن يلعب دوراً في مساعدة العالم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مضيفًا أنه «أحد الحلول العديدة التي يجب أن نأخذ بها»،

فـ«نحن بحاجة إلى إجراءات.. دعوا صناعة النفط تتخذ الإجراءات... فلنساعدهم على الموافقة والتوقيع على التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري»، يقول سلطان الجابر.

 

جدول زمني

وسبق أن حدد الجابر جدولًا زمنًيا «لمنتصف القرن» للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري المستخدم من دون احتجاز انبعاثاته، المعروف بالوقود الأحفوري بلا هوادة.

ويسعى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، إلى التوصل لاتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) للتخلص من الوقود الأحفوري.

وتقول «فايننشال تايمز»، إن قمة مؤتمر الأطراف هذا العام، التي تمثل تتويجاً لعام من المفاوضات بين البلدان على أفضل السبل لمعالجة تغير المناخ، ستتضمن أيضاً «تقييماً» للتقدم الذي أحرزه العالم في خفض الانبعاثات.

وحسب الصحيفة البريطانية، فإن الهدف الذي يسعى إليه الجابر بشأن غاز الميثان، إذا دُعم بشكل جيد، سيكون فوزًا كبيرًا لقيادته لقمة المناخ.

والميثان هو المكون الرئيس للغاز الطبيعي، ومساهم قوي في ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما يمثل نحو 30% من ارتفاع درجة الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية.

وقال الجابر إنه متفائل بأن صندوق الخسائر والأضرار، الذي اتُفق عليه العام الماضي، لمساعدة البلدان المتضررة من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، سيعمل بحلول مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).