بعد أسبوعين من الهدوء... معارك عنيفة في الخرطوم 

كشفت مصادر عن تصاعد أعمدة الدخان في محيط القيادة العامة للجيش بكثافة، بينما سُمع دوي انفجارات، وسط تحليق الطائرات في سماء الخرطوم.

بعد أسبوعين من الهدوء... معارك عنيفة في الخرطوم 

السياق

تجددت الاشتباكات -بشكل عنيف- في محيط القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، بعد توقف أسبوعين، بينما يواصل رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان جولاته، إذ توجه إلى أوغندا، في سادس زيارة خارجية له.

وكشفت مصادر عن تصاعد أعمدة الدخان في محيط القيادة العامة للجيش بكثافة، بينما سُمع دوي انفجارات، وسط تحليق الطائرات في سماء الخرطوم.

وقال سكان في العاصمة إن "قوات الدعم السريع تقصف بمدفعية ثقيلة القيادة العامة للقوات المسلحة".

كذلك، أكد سكان أنهم "شاهدوا طائرات مقاتلة ومسيرة تقصف ضاحية أم درمان" شمالي العاصمة السودانية.

ومنذ بدء الاشتباكات، لم يحقّق أي من الطرفين تقدمًا ميدانيًا مهمًا على حساب الآخر.

 تسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي. 

 ‏وأفاد شهود بأن القصف الجوي يزداد حدة، ومعه حصيلة الضحايا المدنيين، لمحاولة الجيش استعادة مواقع في العاصمة.

في السياق توجه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان -صباح السبت- إلى أوغندا في زيارة رسمية، حسب بيان لمجلس السيادة السوداني.

وأفاد البيان بأن البرهان سيجري محادثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني "تتناول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".

وغادر البرهان من مطار مدينة بورتسودان شرقي البلاد، التي انتقل إليها الشهر الماضي، بعدما ظل في مقر القيادة العامة للجيش خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب.

ومنذ اندلاع المعارك في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل، قُتل نحو 7500 شخص، ومن المرجح أن تكون الأعداد أكبر بكثير، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار خصوصًا مصر وتشاد.

هذه سادس زيارة للبرهان إلى الخارج منذ أواخر أغسطس الماضي، إذ بدأ جولاته بزيارة مصر نهاية الشهر الماضي، أعقبتها زيارات إلى جنوب السودان وقطر وإريتريا وتركيا.

كان قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو "حميدتي" أكد -في تسجيل صوتي- أن قواته قادرة على الحسم شرقي البلاد ودحر قوات البرهان، لكنه لا يزال يمنح فرصة للسلام لتجنيب الشعب السوداني تداعيات الاقتتال.

وكان دقلو يتحدث عن إمكانية تشكيل سلطة مدنية في مناطق سيطرته، ردًا على تهديد الجيش بتشكيل حكومة حرب، منبهًا لخطورة تقسيم البلاد كما حصل مع دول أخرى.

وأمام تصاعد المواجهات، قالت بعثة الأمم المتحدة بالسودان "يونيتامس" إنها ظلت على اتصال وثيق بالجيش و"الدعم السريع"، لحثهما على وقف إطلاق النار.

وقالت في بيان بـ "فيسبوك": "مضت خمسة أشهر على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وظللنا على اتصال وثيق بالجانبين، لحثهما على الالتزام بوقف إطلاق النار بصورة جدية، والانتقال نحو وقف دائم للأعمال العدائية".