هل ترحِّل المخابرات التركية غادة نجيب إلى مصر؟
أوقفت السلطات الأمنية التركية زوجة الفنان المصري، هشام عبدالله، لأسباب قال إنها سياسية، وفق زعم زوجها الإخواني، الملاحق هو الآخر بتهم الإرهاب من السلطات المصرية.

السياق
بعد أيام من القبض عليها واستغاثة زوجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت مصادر مطلعة على القضية، أن غادة نجيب -التي اشتهرت بتحريضها على الدولة المصرية- محتجزة في سجن الأجانب بمنطقة ملاطيا في قضية "تمس الأمن القومي التركي".
وأكدت المصادر أن زوجة الفنان الإخواني الهارب هشام عبدالله، في السجن الذي يبعد عن اسطنبول ألف كيلو متر، تمهيدًا لمحاكمتها، ثم ترحيلها خارج البلاد.
وأوقفت السلطات الأمنية التركية -الثلاثاء- زوجة الفنان المصري، هشام عبدالله، لأسباب قال إنها «سياسية»، وفق زعم زوجها الإخواني، الملاحق هو الآخر بتهم الإرهاب من السلطات المصرية.
وقال هشام عبدالله، في منصة إكس، إن «المخابرات التركية اعتقلت زوجتي، غادة نجيب، من المنزل لأسباب سياسية»، مضيفًا: «بعيدًا عن التفاصيل وطريقة القبض عليها أمام أطفالها بشكل مهين، ليس فيه رحمة ولا مروءة، لا أفهم كيف يحدث هذا... من اعتقال سيدة في دولة مؤسسات، يحكمها القانون وتكفل حرية الرأي للجميع، وتحترم المرأة بشكل عام».
وحاول الإخواني المصري، مناشدة قادة التنظيم الذي ينتمي إليه، ضرورة التدخل والضغط على السلطات التركية، لإطلاق سراح زوجته، قائلًا: «أرجو ممن يهمه الأمر أن يصحح الوضع، بما يتماشى مع مبدأ الأنصار والمهاجرين»، في رسالة مغازلة باسم الدين، كتلك التي اعتاد تنظيم الإخوان الإرهابي استخدامها في الشدائد، لحث أنصاره على الانصياع لأوامره.
ما الأسباب؟
بالتوازي مع عودة العلاقات المصرية التركية، بعد تجمدها سنوات، أصدرت السلطات التركية تحذيرات لعدد من الإخوان الناشطين والمقيمين على أراضيها، بمنع مهاجمة "الدولة المصرية" وقياداتها. إلا أن غادة نجيب رفضت، وأصرت على تغريداتها التي تستهدف السلطات المصرية.
وقالت غادة نجيب في «فيسبوك» -آنذاك- إن السلطات التركية أبلغت زوجها رسميًا بأنها ممنوعة من التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ذلك، فإن غادة نجيب كثفت انتقاداتها للدولة المصرية، خاصة في الفترة الأخيرة، مع استعداد البلد الإفريقي، لإجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
مَن هي؟
غادة نجيب، سورية الأصل لكنها وُلدت في العاصمة القاهرة. أسقطت عنها السلطات المصرية الجنسية، لإقامتها خارج البلاد، إلا أنه صدر حكم بإدانتها في إحدى التهم المتعلقة بالأمن.
كان النائب العام المصري، الأسبق نبيل صادق، أصدر عام 2016 قراراً بوضع هشام عبد الله وزوجته غادة نجيب على قوائم ترقب الوصول إلى الأراضي المصرية.
بينما قضت الدائرة 14 إرهاب بمحكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة هشام عبدالله وزوجته غادة نجيب، بالسجن 5 سنوات في القضية رقم 1102 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا طوارئ.
وقبل أن تفرج عنه، إثر تدخل قيادات الإخوان، ألقت السلطات التركية عام 2018، القبض على هشام عبدالله في مدينة اسطنبول عام 2018، لإدراج اسمه على قوائم الإنتربول كإرهابي.
مستقبل الإخوان في تركيا
كان الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية منير أديب، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن جماعة الإخوان بدأت البحث عن وطن بديل، عبر نقل معظم استثماراتها إلى صوماليا لاند، وألمانيا وهولندا ماليزيا، حتى تكون على استعداد لأي موقف قد تتخذه الحكومة التركية.
في السياق نفسه، قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي محمود علي، في تصريحات لـ«السياق»، إن تنظيم الإخوان أصبح عبئًا ولم تعد له فائدة، مشيرًا إلى أن هناك دولًا بدأت تتحرر من دعمه سياسيًا، لأنه لم يحقق أي نجاح، سواء في ملفاته الداخلية أم الخارجية.
وأوضح الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن تنظيم الإخوان فشل في أن يكون ورقة ضغط فاعلة في ملفات إقليمية، مؤكدًا أنه حتى التغيرات السياسية، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمصالحات والتقلبات في العلاقات بين الدول، لم يعد للتنظيم فيها ثقل.
وأشار إلى أن نحو 70% من تنظيم الإخوان أصبح معه الجنسية التركية، الأمر الذي جعل بدائله في الحركة سهلة جدًا، خاصة إلى أوروبا وإفريقيا، لذا لم تعد معضلة التحرك، أزمة لهؤلاء، الذين أتيحت لهم بدائل عدة.
وأعلنت مصر وتركيا -يوليو الماضي- تطبيع العلاقات، بإعادة تبادل السفراء، في خطوة أنهت عشرة أعوام من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
وفي أعقاب عودة التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء، بدأت تركيا تفرض قيودًا جديدة على أنشطة تنظيم الإخوان الإرهابي، إضافة إلى حملة مداهمات استهدفت التنظيم، ما أدى إلى احتجاز من لا يحمل هوية ولا إقامة ولا جنسية.