لماذا انزعج أردوغان من الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؟

في دقيقتين مع حسينة أوشان

حتى في الكوارث الطبيعية يا بروتس..!

المغربُ العربيُ ليسَ بخَير.

فما بَينَ زلزالِ المملكةِ المغربية، وفيضاناتِ ليبيا جراءَ إعصارِ دانيال، نَشيدٌ طويلٌ للموتِ في فَضاءٍ أصَم، وبُيوتٌ شاخِصةٌ بالخوف، تَنظرُ إلى أخرى، تداعَتْ أوتَنتظِر.

في المغربِ وحدَها، لقيَ نحو ثلاثة الاف حتفَهُم، وفقاً لآخِرِ إحصائية، بخِلافِ دمارٍ مَهولٍ لَمْ يُحصَر.

فيما الأمور  في ليبيا ياغبني اسوء بكثير  الحديث حتى الان عن أكثر من خمسة الاف قتيل و الاف المفقودين

استجابَتِ السُلطاتُ الليبية، لمُساعداتٍ إنسانية، مِنْ دِولٍ عِدة، على رأسِها الإمارات.

بينَما تحفظتِ المغرب، على تلقي المُساعدات، مِنْ بَعضِ الدِول، وقبلتْ بالقليل.

شبكةُ بي بي سي، ذكرتْ أنَ "القرارَ بشأنِ المُساعدة في المغرب ، التي يَجِبُ الترحيبُ بها، قَدِ اصطدمَ بمسائلِ السيادةِ والجغرافيا السياسية".

وهُنا... يَجِبُ أأن تمر عنواين صحف غربية عدة  تنتقد قرار المغرب مرور الكرام

علينا التعامُلُ معَ هذهِ العناوينِ الصارِخة، بجديةٍ ولكنْ بحذَر، لأنَها تبدو  -في كثيرٍ مِنَ الأحيان- كاستِثمارٍ سياسي، في الكوارثِ الطبيعيةِ والأزماتِ الإنسانية.

على كُـلٍ، فإنَّ أفضلَ ما في هذه العناوين سالِفِة الذِكر، أنّهُا تثيرُ الجدلَ بشأنِ معاييرِ قَبولِ المغربِ للمُساعدات، مِنْ دِولٍ بعينِها، بيدَ أنَ المسؤوليةَ المُباشِرة، في دَرءِ آثارِ الكوارِث، تَقعُ على كاهِلِ الحكومة.

استطاعتْ أمْ لَمْ تَستَطِع؟

لذلك، لا مَعنى لمُمارسَةِ بعضِ الدِول، نَوعاً مِنَ الأبويةِ على المغرب، ولا داعيَ لأنْ تكونَ أنتَ تحديداً مَلكياً أكثرَ مِنَ المَلِك...!

2

هَلْ باتَتِ المنامةُ في حِمى واشنطن؟

‎إذا فاتَها روضُ الحِمى وجنوبُه كفاها النسيمُ البابليُّ وطيبُه...

المملكةُ الخليجيةُ الصغيرة، تبدو كأنَها تتمثَلُ ، في بَيتِ  شعر لمهيار الديلمي أعلاه، إذْ لَمْ تَكُنْ تأبَهُ كثيراً بالحِمايةِ الأمريكيةِ المُباشِرة، مُكتفيةً بنفحاتِ نسيمِها، القادمِ عليها مِنْ جميعِ اتجاهاتِها.

لكنْ، تغيرَ الوضع، معَ ما كشفتْ عنهُ مصادِرُ مُطلِعة، لموقِعِ أكسيوس، هذا الأسبوع، بقُربِ إبرامِ اتفاقيةٍ أمنيةٍ واقتصاديةٍ استراتيجية، تَرفعُ مُستوى الالتزامِ الأمنيِ الأمريكي، تُجاهَ البحرين، عَطفاً على علاقاتِها المتوترةِ معَ إيران.

وبذلك، رُبما تُصْبِحُ المنامة، أجملَ زهراتِ روضةِ حِمى واشنطن اليانِعة، ولنْ تكتفيَ بهباتٍ مِنَ النَّسيمِ البابِلي، كما كانَت.

فمُنذُ عامِ ألفين واثنين، أصبحتِ البحرين -رمزياً- حليفًا رئيسًا للولاياتِ المُتحدة، مِنْ خارجِ حِلفِ النيتو، مِنْ دونِ أنْ يتطلبَ ذلك، أيَ التزامٍ أمني.

أما الاتفاقيةُ المُزمَعة، وإنْ كانتْ لا تتضمُن حيثياتِ المادةِ الخامسة، على غِرارِ النيتو، فإنَّها مُلزِمةٌ قانوناً لواشنطن، بتقديمِ المُساعدة، إنْ واجهتِ المنامةُ تهديدًا أمنيًا وشيكاً، بجانبِ التعاونِ الاقتصاديِ والتقني.

يَلفِتُ أكسيوس إلى أنَ إدارةَ جو بايدن، رُبما تُريدُ استخدامَ الاتفاقية، كإطارٍ لاتفاقياتٍ مُماثِلة، معَ دِولٍ أخرى في المِنطَقة، عِلماً بأنَها تُجري مُحادثاتٍ مع السُعودية، بشأنِ صفقةٍ ضخمة، يُمكنُ أنْ تَشملَ أيضًا مُعاهدةَ دِفاعٍ مُشترَك.

ولكنْ... هَلْ ترضى تِلكَ الدِولُ بذلك؟

عِلماً بأنَّ السُعوديينَ يأملونَ باتفاقيةٍ أقوى، تَتضمنُ مزيدًا مِنَ الالتزامات، الأمرُ الذي يَتطلبُ موافقةَ مجلسِ الشيوخ، وَفقاً للموقعِ نَفسِه.

3

لِماذا انزعَجَ أردوغان، مِنَ المَمَرِ الاقتِصادي، بينَ الهندِ والشرقِ الأوسطِ وأوروبا؟

لا أحَدَ يتخطى تركيا، ولنْ يكونَ هناكَ مَمَرٌ مِنْ دونِها.

هكذا تحدَثَ الرئيسُ التركيُ إلى الصحفيين، خِلالَ قِمةِ العِشرين بالهند، الأسبوعَ الماضي، مُنتقِداً عدمَ تضمينِ تركيا بالمَمَرِ الاقتِصادي.

بدا أردوغان، كالمصدومِ للوهلةِ الأولى، جراءَ توقيعِ اتفاقٍ مَبدئي، بينَ دِولٍ آسيويةٍ وأوروبيةٍ وخليجيةٍ وشرقِ أوسطية، بجانبِ الولاياتِ المتحدة، على ما يُعرفُ بالمَمَرِ الاقتصادي، بينَ الهندِ والشرقِ الأوسطِ وأوروبا.

لكنهُ سُرعانَ ما استدرَك، فرَمى بحجَرِه: "لنْ يكونَ هُناكَ مَمَرٌ مِنْ دونِ تركيا، التي تُعَدُ قاعِدةً إنتاجيةً وتجاريةً مُهِمة".

كعادتهِ نصَّبَ أردوغانُ نفسَه، وصيّاً على الجميع.

لا أحَدَ يتخطى تركيا.

هكذا، اشتبَكَ الرئيسُ معَ الحدَث، ليؤسِسَ لحظتَهُ الخاصّة، وإنْ بدَتْ كهامِش، إزاءَ المَتْن.

في الحقيقة، يُخالِفُ ما يدورُ في ذهنِ أردوغان الواقِع، إذْ إنَّ المشروع، يهدفُ -فقط- إلى الربطِ بينَ الهندِ وأوروبا، عبرَ الشرقِ الأوسط، ما يوفِرُ طريقًا تجاريًا أكثرَ فعاليةً وأقلَ تكلِفة، ويُعزِزُ مُرونةَ سلاسلِ التوريد.

وبِما أنَ لُعبةَ يا فيها يا أخفيها لا تليقُ بالسياسيةِ الدَولية، علينا أنْ نسألَ الرئيسَ التركي: ما التعارُضُ في أنْ يكونَ لكَ مَمَرُك، وللآخَرينَ مَمرُهُم؟

ليسَ أردوغانُ وحدَهُ تائِهًا في المَمَر.

بعضُ العِراقيين، عاتِبونَ على حُكومتهِم، لإخراجِ بلدِهِم مِنْ خريطةِ التنميةِ العالَمية، وبعضُ مِصريي السوشيال ميديا، قالوا إنهُ يُهدِدُ قناةَ السويس.

بينَما لجأ بعضُ اللبنانيين، إلى الابتزازِ العاطِفي، بالتساول  لماذا يَمُرُ المَمَرُ بحيفا وليس ببيروت؟

4

لِماذا تُكافِـئُ واشنطن طهران... بَينَ الفَينةِ والأخرى؟

‎كما تُنثرُ فوقَ العروسِ الدراهِمُ تكافئُ واشنطن طهران، يوماً بعدَ آخَر، بينَما تهتفُ الأخيرة: الموتُ لأمريكا.

بالفِعلِ هذا ما حدَث...!

فبالتزامُنِ معَ ذِكرى أسوأِ جريمةِ قَتلٍ جَماعي، للأمريكيينَ في التاريخ الحادي عشر من سبتمبر ، تَتبادَلُ الولاياتُ المُتحدةُ الأسرى معَ إيران، "خمسة مُقابِلَ خمسة".

هذا لا يجعلُنا نقول: لا بأس، فالأمورُ مُتكافئة، ولا أحَدَ أفضلُ مِنْ أحَد...

لااااااا... فقدْ قدمتْ واشنطن -إضافةً إلى ذلك- تحرير سِتةِ مِلياراتِ دولار، مِنَ الأموالِ الإيرانيةِ المُحتجَزة، كمُكافأةٍ إضافية.

ماذا يعني هدا ؟

هُناكَ مَنْ يتساءل: ألا تخشى إدارةُ بايدن، تشجيعَ الإيرانيينَ على اختطافِ واحتجازِ عددٍ أكبر، مِنَ الأمريكيينَ في المُستقبَل، أو رُبما تُموِّلُ مزيدًا مِنَ المزيد، مِنَ المليشياتِ لزعزعة استقرار المِنطَقة؟!  طبعا ما من مجيب