توقيف 19 شخصًا... نتائج التحقيقات تكشف أسباب حريق الحمدانية
غضب وألم في قرقوش العراقية غداة حريق دامٍ في حفل زفاف أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات المصابين.

السياق
لايزال الحزن مخيمًا على العراق، وصور الفاجعة تحيط بكل من رأوها وتطارد كل من سمعوا عنها.
الحريق الذي اشتعل في قاعة مناسبات، وحصد أكثر من 100 قتيل في عرس، انتهى بمأتم ودفن جماعي لعشرات،فيما أعلنت السلطات عن انتهاء التحقيقات في ملابساته.
وقال قائد عمليات نينوى في العراق، اللواء الركن عبدالله الجبوري -الخميس- إن لجنة أوقفت 19 شخصًا.
وذكر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث نتج بسبب غياب شروط السلامة، مضيفاً أن نتائج التحقيق النهائية ستعلن قريبا وسيتم محاسبة كافة المتورطين.
وشدد الجبوري، على اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين إداريين في قضاء الحمدانية.
في السياق، كشفت مصادر عراقية، أن 50 بالمئة من مصابي حريق الحمدانية في حالة حرجة.
وتشير المعلومات الأولية -وفق الدفاع المدني العراقي- إلى أن سبب الحريق استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، ما أدى إلى إشعال النيران داخل القاعة.
وأضاف الدفاع المدني أن الحريق انتشر بعد ذلك بسرعة كبيرة، وأكد أن استخدام ألواح "الإيكوبوند" في البناء مخالف لتعليمات السلامة المنصوص عليها قانوناً.
وحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبدالرحمن، فإن سبب هذا العدد الكبير من الضحايا، أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي هو الباب الرئيس لدخول الضيوف وخروجهم". وأضاف: "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما زاد أيضًا عدد الضحايا.
وقُتل مئة شخص على الأقل وأصيب 150 بجروح، وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات، جراء الحريق الذي اندلع بقاعة الأعراس في قرقوش، وكان في القاعة نحو 900 مدعوّ عند وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية.
وشارك صباح الخميس مئات الأشخاص بقدّاس في قرقوش، للصلاة على أرواح الضحايا.
وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى محافظة نينوى، من أجل "زيارة المصابين وعائلات الضحايا" و"معرفة تداعيات حادث الحريق الأليم"، وفق بيان لمكتبه.
وفي كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك بقرقوش صباح الخميس، جلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن. على مقعد آخر عانقت امرأة رجلاً جالساً إلى جانبها لم يتمكّن من كبت دموعه.
بين المشاركين أيضاً بعض الناجين، منهم من ضمّدت يده المحروقة ووضعت صور الضحايا من أطفال ورجال ونساء حول مذبح الكنيسة.
ويقول رياض حنا البالغ من العمر 53 عاماً، الذي فقد زوجة أخيه وابنتها الصغيرة البالغة من العمر ستّ سنوات إن بلدته قرقوش "عانت كثيراً، وألّمت بنا العديد من المصائب، قبل فترة شهدت سيطرة تنظيم داعش، تهجرنا، والآن حصلت هذه الفاجعة".
وأضاف الرجل أن "من أعطى موافقة للقاعة هو يتحمل مسؤولية. المفروض أن يطلب منه تأمين شروط السلامة".
وتابع الرجل بالقول إن هذه المأساة أعادت إلى ذهنه "فاجعة عبارة الموصل" التي غرقت في العام 2019 وقضى فيها نحو 100 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وغالباً ما لا يُلتزم بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة.
وحسب شهود عيان ، فإنّ الحريق أتى على قاعة الزفاف بسرعة قياسية.
صباح الأربعاء، كان رجال الشرطة والدفاع المدني يتفقدون الصالة المحترقة، التي تحولت لهيكل من الحديد المحترق.
على الأرض، كانت بقايا مقتنيات شخصية للضحايا، كأحذية وحقائب يد، مبعثرة على ما تبقّى من أرضية القاعة المحترقة.
في أعقاب المأساة، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ"تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الحادث، ومعرفة الأسباب وكشف التقصير"، وفق بيان مكتبه.
الحمدانية التي تُعرف أيضاً بقرقوش وبغديدا، بلدة مسيحية ضاربة في القدم، يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017، وأعيد إعمارها.