نشطاء عرب يواجهون جرائم أتراك عنصريين بمقاطعة السياحة
كشف السائح الكويتي محمد الرزيق، الذي تعرض لاعتداء في مدينة طرابزون بتركيا، بعض تفاصيل الحادثة.

السياق
حالات الاعتداءات الجسدية الوحشية، التي يشنها أتراك ضد عرب سياح ومقيمين في بلادهم، أكثر من أن تحصى، وأكبر من تعد حوادث فردية، ومن استمراريتها وتطورها عدَّها كثيرون نهجًا شعبيًا بمباركة السلطات وتساهلها، فالعقوبات التي تواجه الجناة يقول قانونيون إنها ليست رادعة.
ليس اللاجئون فقط -الذين يلقى عليهم اللوم في تدهور الأوضاع الاقتصادية من أغلبية الأتراك وعدد من السياسيين في البلاد- بل حتى السياح أصبحوا على "قوائم المستهدفين".
غير أن حادثة الاعتداء الوحشي على سائح كويتي، أثناء وجوده مع عائلته، كانت النقطة التي أفاضت الكأس من تصرفات الأتراك العنصرية تجاه العرب، حسب وصف مغردين ووسائل إعلام.
تدخل رسمي
تداول الفيديو الذي يوثق الاعتداء قطاع واسع من المستخدمين وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وسم #تركيا_غير_آمنة_للعرب مصحوبًا بمقاطع مرئية لحوادث مشابهة.
ووقع الاعتداء في ميدان طرابزون، ضمن منطقة كانت وجهة رئيسة للسياح من دول الخليج، الذين يمتلكون عقارات وبيوتًا فاخرة فيها.
وظهر السائح الكويتي ملقى على الأرض بلا حراك، بعد لكمات تعرض لها من أتراك، بينما يحيط به بعض المارة وتحاول عائلته التواصل مع النجدة.
وبعد انتشار الفيديو الذي وثق الحادث، حاول البلدان اللذان تجمعها علاقات اقتصادية قوية، احتواء الموقف، بينما تلقى السائح الكويتي العلاج اللازم وخرج من المستشفى، واستقبل وفودًا تركية رسمية للاعتذار.
تفاصيل الحادثة
كشف السائح الكويتي محمد الرزيق، الذي تعرض لاعتداء في مدينة طرابزون بتركيا، بعض تفاصيل الحادثة.
وقال الرزيق، في مداخلة هاتفية لبرنامج «ع السيف» عبر قناة «أيه تي في» الكويتية، إنه كان برفقة أسرته وهم ثمانية أفراد خلال جولة في شمال تركيا بمدينة طرابزون لقضاء العطلة، وجلسوا في أحد المحال وطلب شاياً وحلوى تركية، وطلب ابنه «شاورما»، فأعطاه الأموال لشرائها، وجلسوا خارج المحل ليأكلوها، ثم حدث الخلاف حين جاء جرسون (عامل) جنسيته سورية أخبره بأنه ممنوع الأكل، وطلب إخلاء الطاولة.
وأفاد الرزيق في تصريحاته، بأنه عندما قرر إخلاء الطاولة طلب منه العامل دفع حساب الشاي والحلوى، وقال الرزيق: «أخبرته أننا لم نتناول أي شيء، لا شربنا شاياً ولا أكلنا حلوى، ليش أدفع وما تفرق عندي أصلاً، لكن أسلوبك مو حلو، أنت سوري يعني عربي ومسلم مثلنا، ليش تعمل معنا كذا؟! فرد عليّ شاب آخر سوري: أنتم دائماً فيكم عنجهية... وبدّك تدفع الحساب)».
وتابع السائح الكويتي أنه تواصل مع الشرطة التركية، وعندما بدأ بالسلام مع الشرطي «لم يسلم عليّ... بطريقة مو حلوة»، وتابع أن هناك شاباً تركياً مدنياً قام بالصراخ وقال له: «لا ترفع صوتك»، وقام بضربه على وجهه أمام أبنائه في وجود الشرطة.
وتابع الرزيق: «جاءتني ضربة من الخلف وأغمي عليّ بعد الاعتداء عليّ من أفراد ليس لهم صلة بالموضوع، وخيطوا راسي أربع غرز بعد أن نقلوني للمستشفى، وكانت معي زوجتي والأولاد».
وقال بيان كويتي، إن وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الصباح اتصل هاتفيًا بالكويتي للاطمئنان عليه ومعرفة حالته الصحية والرعاية التي يتلقاها في المستشفى.
وأكد البيان رفض الكويت لهذه الاعتداءات، لكنه أشار إلى أن السلطات التركية تتخذ "الإجراءات اللازمة بحق المعتدي" المحتجز لديها، مع متابعة من سفارة الكويت في أنقره.
من جانبها قالت السفارة التركية في الكويت، إن السفيرة طوبى نور سونمز اتصلت بالكويتي المصاب، واطمأنت على حالته الصحية، وإن "حالته الصحية جيدة" وغادر المستشفى فجر الأحد.
مقاطعة تركيا
وأشارت السفيرة إلى تحرك السلطات المعنية "بأسرع وقت ممكن" لإلقاء القبض على المعتدي وتقديمه للمحكمة، مؤكدة أن "هذه الحادثة الأليمة لن تلقي بظلالها على العلاقات القوية التي تربط البلدين، بل عززت التضامن بينهما".
ورغم الخطاب الرسمي الكويتي، الذي وصف بالإيجابي، فإن تعليقات المغردين هناك، جاءت ساخطة ومعددة لمساوئ الأتراك.
وطالب نشطاء بمقاطعة السياحة التركية وزيارة دول مثل مصر والمغرب والإمارات.
وكتب أحمد الميموني في منصة إكس: "سنين وإحنا نحذر من تركيا نقول إنهم بلد عنصري ويمارسون أبشع المضايقات للسياح العرب وتحديداً الخليجين ومع ذلك نشاهد ناس تدافع عنهم وتبرر لهم".
وتابع: "يا حبيبي أنت رايح سياحة ودافع فلوس... ليش تروح لناس ماتحبك وهمج هالناس هذي فيها حقد وغل على كل ما هو عربي للأسف".
وكتب حساب آخر يدعي عبدالله السبيعي: "قاطعوهم ما يحملون إلا الحقد والغل بقلوبهم على العرب قبل سنة قُتل شاب مغربي بمطعم وقُتلت شابة سورية، وضرب واعتداء على مصري على يد الشرطة التركية، والاعتداء على سياح سعوديين بالسب والقذف، والآن الاعتداء والأكيد مقتل سائح كويتي".
تصاعدت بكثرة -في الآونة الأخيرة- حوادث اعتداءات وحشية ضد عرب بمختلف جنسياتهم، وفيهم مَن فقدوا حياتهم في جرائم لأتراك عنصريين.