غريس ستانك... من ملكة جمال أمريكا إلى عالمة نووية
ملكة جمال أمريكا عادت إلى دائرة الضوء بقوة من خلال مجال آخر مختلف تماما، وهو الطاقة النووية.

غريس ستانك... من ملكة جمال أمريكا إلى عالمة نووية
ترجمات -السياق
هل ما زالت الولايات المتحدة، بحاجة إلى مزيد من محطات الطاقة النووية؟، سؤال تردد بقوة، مع ازدياد المخاوف من إمكانية تكرار فاجعة انفجار مفاعل تشيرنوبل، وتسريب محطة فوكوشيما اليابانية.
ولمواجهة هذه المخاوف ومعالجة المفاهيم الخاطئة وزيادة الوعي العام بفوائد الطاقة النووية، لجأت الولايات المتحدة إلى "ملكات الجمال".
من خلال منحة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (ستيم) الجديدة لمتسابقات ملكة جمال أمريكا، تحصل الفتيات على دورات مكثفة في عدد من العلوم، أبرزها "العلوم النووية"، وهو ما بدا يؤتي ثماره، مع تخرج "عالمات نوويات" بدرجة "ملكات جمال"، وفق "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
الشابة الأمريكية غريس ستانكي (21 عامًا)، تعد أحدث مثال على نجاح "الشراكة بين مسابقة ملكة جمال أمريكا والصناعة النووية".
فبعد أن فازت بلقب ملكة جمال أمريكا ديسمبر الماضي، عادت إلى دائرة الضوء بقوة، من خلال مجال مختلف، الطاقة النووية.
وجه جديد
الوجه الجديد للطاقة النووية، أصبح "ملكة جمال أمريكا"، حسب "وول ستريت جورنال".
وتهدف الشراكة بين مسابقات ملكة جمال أمريكا والصناعة النووية، إلى تثقيف الجمهور بشأن مساهمته في الحد من انبعاثات الكربون واستدامة الطاقة، فضلًا عن مكافحة المعلومات الخاطئة وتعزيز رؤية أكثر توازنًا للطاقة النووية.
ومن خلال منصة شعبية مثل مسابقات ملكة جمال أمريكا، يأمل القائمون على الفكرة إشراك جمهور أوسع وتشجيع النقاش في دور الطاقة النووية بمعالجة تغير المناخ.
وتُمثل الطاقة النووية نحو 20% من الكهرباء المولدة في الولايات المتحدة، وتعد لاعبًا رئيسًا في مكافحة تغير المناخ وهناك مَن يعدها جزءًا ضروريًا في التحول إلى مستقبل منخفض الكربون.
أمام ذلك، يأتي دور غريس ستانكي، التي ترى أن الولايات المتحدة مازالت بحاجة ماسة إلى مزيد من محطات الطاقة النووية، مؤيدة في ذلك وجهات نظر المخرج المعروف أوليفر ستون، وأغنى رجل في العالم، الملياردير إيلون ماسك.
وبحكم دراستها للهندسة النووية، ترى غريس أن تلك الطاقة النظيفة لها فوائد جمة، كونها "تمنح الولايات المتحدة 20 بالمئة من الكهرباء"، وأنها أيضًا "الصناعة التي أنقذت والدها مرتين من السرطان".
وأوضحت ستانكي، التي تتابع دراسة اختصاصها في جامعة ويسكونسن ماديسون، أنها اختارت دراسة العلوم النووية "بدافع الغضب"، مضيفة: "عندما تبلغين من العمر 16 عامًا ويطلب منك والدك ألا تفعلي شيئًا ما، فافعليه".
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن والد غريس، وهو مهندس مدني، نصح ابنته بعدم دراسة الهندسة النووية، بحجة أنه "لا مستقبل للطاقة النووية"، مؤكدًا لها أن العالم "لن يعتمد عليها في إنتاج الكهرباء والطاقة".
لكن ملكة جمال الولايات المتحدة لعام 2022، رفضت تلك النظرية، وقبلت وظيفة في شركة كونستليشن إينرغي، التي تمتلك أكبر مجموعة من محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تتضمن الوظيفة، التي ستشغلها العام المقبل، مزيجًا من العمل الفني كمهندسة للوقود النووي، والعلاقات العامة التي تهدف إلى ترويج ذلك النوع من الطاقة.
تحديات
حسب "وول ستريت جورنال"، فإن إدراج منحة دراسية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في مسابقة ملكة جمال أمريكا، يدل على الأهمية المتزايدة للعلوم والتكنولوجيا، في مواجهة التحديات العالمية.
كما أنه يفتح فرصًا جديدة للإناث، لممارسة وظائف في المجالات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا، مثل الهندسة والفيزياء النووية.
وأشارت إلى أن قطاع الطاقة النووية في أمريكا واجه تحديات في مجال العلاقات العامة، مُثقلة بالتكاليف المرتفعة، والجداول الزمنية الطويلة لإنشاء المحطات، والمخاوف بشأن الكوارث، مثل فوكوشيما، وصعوبة التخلص من النفايات المشعة.
ولا تزال للأمريكيين -وفق الصحيفة- وجهات نظر متناقضة في التكنولوجيا النووية، إذ إنهم أكثر دعمًا لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
لكن تلك الآراء آخذة في التحول، فوفقًا لمسح مركز بيو للأبحاث في أغسطس الماضي، يُفضل نحو 57 بالمئة من الأمريكيين مزيدًا من محطات الطاقة النووية، ارتفاعًا من 43 في المئة عام 2020.
ونتيجة لذلك، تتمتع الصناعة بفرصة الحصول على مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي، من خلال قانون الحد من التضخم الذي يركز على المناخ، وقانون البنية التحتية لعام 2021، والقروض المدعومة من الحكومة للمشاريع الجديدة، لقدرة تلك الصناعة على توفير الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، من دون انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن المستثمرين في عشرات الشركات الناشئة التي تسعى إلى تصميم مفاعلات أصغر حجمًا، بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، وداستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لموقع فيسبوك، والرئيس المشارك لشركة "أوبن إيه" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، سام ألتمان، الذي يعتقد أن هناك "حاجة إلى مزيد من الطاقة النووية"، جزئيًا من أجل الذكاء الاصطناعي.
وقد دعا ماسك كذلك إلى بناء مزيد من المفاعلات، ووصف نفسه بأنه مدافع عن "الانشطار النووي"، خلال مؤتمر "المديرين التنفيذيين" الذي عقدته "وول ستريت جورنال" في مايو الماضي.
أما أحد أهداف ستانكي الرئيسة، فتتمثل في الترويج إلى "ضرورة توظيف العمال والخبراء الأصغر سنًا".
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن "متوسط عُمر مشغل المفاعل النووي، يزيد على 40 عامًا"، موضحة أن هذا الأمر "يُمثل مشكلة كبيرة"، حال عدم وجود خبراء قادرين على العمل لسنوات طوال.