حال انهيار أخطر سد في العالم... هل تلقى الموصل مصير درنة؟

مخاوف عراقية، تعززها تقارير دولية، من احتمال انهيار سد الموصل شمالي العراق، أحد أكبر خزانات البلاد المائية، بسبب تشققات في هيكله، وهو ما نفته بغداد.

حال انهيار أخطر سد في العالم... هل تلقى الموصل مصير درنة؟

السياق

مخاوف عراقية، تعززها تقارير دولية، من احتمال انهيار سد الموصل شمالي العراق، أحد أكبر خزانات البلاد المائية، بسبب تشققات في هيكله، وهو ما نفته بغداد.

تقرير حديث نشرته شبكة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية، أكد أن خطر انهيار السد قائم، ويمكن أن يؤدي إلى موت مليون ونصف المليون شخص، ممن يعيشون على ضفاف نهر دجلة، حال عدم إخلاء مسار الفيضان في الوقت المناسب.

 

نفي عراقي

يقول التقرير الأمريكي إن كثيرًا من الخبراء يعتقدون أن التهديد بانهيار سد الموصل وراد، رغم متابعة السلطات العراقية لعمليات الصيانة والحقن المنتظم للإسمنت، لملء التشققات.

من جانبها نفت وزارة الموارد المائية العراقية، ما ورد في هذا الخصوص، وأكدت أن وضع سد الموصل مستقر ومطمئن.

وقالت الوزارة إنها تطمئن العراقيين بوضع السد العام. وأكدت في بيان "وجود فراغات خزنية كبيرة في السدود، تمكننا من مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار وخزنها بشكل آمن".

 

السد آمن

أفادت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" بأن سد الموصل آمن.

ونقلا عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية، قال معاون مدير مشاريع المنظمة هاري بيتشكروفت: " استُدعي مجلس خبراء عالمي إلى سد الموصل للتقييم، وكانت النتائج مطمئنة جدًا".

وأضاف: "أوصى المجلس في آخر زيارة له برفع المنسوب إلى 325 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وذلك يعني أن السد آمن وبالإمكان رفع منسوب المياه فيه من دون أي مشكلة".

 

تحذير سابق

عام 2016 حذرت السفارة الأمريكية في بغداد مواطنيها، وطلبت منهم الاستعداد لمغادرة البلاد، حال وقوع ما وصفتها بالكارثة إذا انهار السد.

جاء التحذير بعد عامين من سيطرة داعش على الموصل وأجزاء أخرى من العراق، ما عرقل صيانة السد.

وفي السنوات اللاحقة للتحذير الأمريكي، عقد بروتوكول تعاون ساعدت بموجبه الحكومة الإيطالية في إصلاحه، مع مواصلة  تقديم المساعدة للحكومة العراقية للحفاظ على بنية السد.

 

كارثة إنسانية

حسب الخبراء الذين تحدثوا إلى "ناشيونال جيوغرافيك" فإن المياه ستغمر مدينة الموصل، بارتفاع 21 مترًا خلال ساعات من انهياره، بينما ستندفع موجة مد داخلية لمسافة 280 كيلومترًا باتجاه الجنوب على طول نهر دجلة، ما يسبب كارثة إنسانية، يروح ضحيتها آلاف البشر في وضع يفوق ما جرى في مدينة درنة الليبية، حيث خلف انهيار سدين نتيجة مياه السيول عشرات آلاف القتلى، ومحا ربع المدينة من الخريطة.

ووفق التقرير فإن "الانهيار المحتمل" يمكن أن يمحو أيضًا آلاف المواقع الأثرية والثقافية على طول نهر دجلة، وكذلك مواقع نمرود ونينوى، والعاصمة الآشورية القديمة ومتحف الموصل وعددًا كبيرًا من المواقع الأثرية والدينية.

 سد الموصل هو الأكبر في العراق، ويأتي في الترتيب الرابع لمنطقة الشرق الأوسط، بطول 3.2 كيلومتر وارتفاع 113 مترًا، ووصفه سلاح المهندسين الأمريكيين عام 2006 بانه "أخطر سد في العالم".

وافتتح عام 1986 وانتهي من بنائه عام 1984 ومنذ ذلك الحين تسعى الحكومة العراقية إلى تدعيم أساسياته بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء، وهو ما يراه التقرير غير كاف.