محادثات التطبيع بين الرياض وواشنطن في غربال تل أبيب.. في دقيقتين مع حسينة أوشان
في دقيقتين مع حسينة أوشان
الهندُ وكندا.. تَبادُلُ طَرْدِ دبلوماسيين، على خلفيةِ قَتْلِ ناشِطٍ سِيخي، ما القصة؟
أزمة دبلوماسية وسياسية واقتصادية، بين الهند وكندا، قبل أن نفصل أسبابها... دعونا نتوقف أولًا عند هذا البيت الشعري:
"وفوق لواء الجيش لو رقم اسمها... لأسكر من تحت اللوا ذلك الرقم".
ستجد بيت شِعرِ ابنِ الفارضِ هذا، في كتابِ آدي غرانت، المُقدَسِ لدى طائفةِ السيخ، في الهندِ وباكستان.
لكنّكَ حينَ تبحثُ في تعاليمِهِم، التي تُعرَفُ بالكافاتِ الخَمْس، سَتجِدُ أيضاً عِمامةً وشَعرًا طويلًا ولِحيةً مُرسَلة، وسِروالًا واسِعًا ومشطا، وأسورةً معدنيةً وخنجرا"...!
أما مُجتمعهُم في كندا، فرُبما لا يزالُ يُردِدُ أنشودةَ ابنِ الفارِض، لكنّهُ لا يَحمِلُ خنجرا.
رغمَ ذلك، قُتِلَ الناشِطُ هارديب سينغ نيغار، أحدُ المُطالبينَ باستِقلالِ السيخِ عنِ الهند، في الثامنَ عشرَ مِنْ يونيو المُنصرم، بمدينةِ ساري، في مُقاطعةِ كولومبيا البريطانية.
تصريحُ رئيسِ الوزراءِ الكندي، غاستن ترودو، عَنْ صِلةٍ بَينَ قَتلِ نيغار والحكومةِ الهندية، أشعلَ أزمةً دبلوماسيةً وتجاريةً بَينَ البلدَيْن، حيثُ تبادلا طَرْدَ دبلوماسيينَ رفيعيّ المُستوى، وتجميدَ صفقاتٍ تجاريةٍ مُهمة.
لكنْ... كيفَ ولِماذا قَتِلَ نيغار؟
يُروى أنَّ الرجُلَ كانَ يُنظمُ استفتاءً غَيرَ رَسمي، وسطَ شريحةٍ مِنْ أبناءِ طائفتِه، لإمكانيةِ تأسيسِ دَولةٍ سِيخيةٍ مُستقِلة، قُبيلَ إطلاقِ النارِ عليهِ بقليل، فما صِلةُ الحكومةِ الهنديةِ بذلك؟
العامَ الماضي، أعلنتْ نيودلهي مُكافأةً مالية، لِمَنْ يُدلي بمعلوماتٍ تؤدي إلى اعتِقالِ نيغار.
زعمتْ أنهُ مُتورِطٌ في هجومٍ على كاهنٍ هِندوسيٍ بالهند، وظلتْ تكيلُ الاتهاماتِ لكندا، بدعمِ حركةِ خاليستان، التي تُنادي بدَولةٍ مُستقِلةٍ للسيخ.
باختِصار...
كندا تشتكي بالتعدي على سِيادةِ أراضيها، مِنْ خِلالِ التورُطِ في قَتلِ أحَدِ مواطنيها، والهندُ تَتهِمُها بدَعمِ جماعاتٍ انفصالية،
واشنطن بوست ذكرت أن الولايات المتحدة رفضت الانضمام إلى كندا في إعلان نتائج التحقيق في مقتل زعيم السيخ في كندا، مما يسلط الضوء على المدى الذي بذلته إدارة بايدن لتجنب استعداء الهند. وهنا لتفهم التايهة ابحث عن الصين
2
هَلْ أوقَفَ السُعوديونَ جُهودَ واشنطن لتطبيعِ العَلاقةِ مَعَ إسرائيل؟
وكأنَّها مُلتفَةٌ حولَها كحرفِ الهاء... لا تنسى السُعوديةُ القضيةَ الفلسطينية.
فوفقاً لتسريباتٍ عنْ مسؤولٍ في مكتبِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي، لموقعِ إيلاف، فإنَّ المملكةَ أبلغتِ الإدارَة الأمريكية، بوقْفِ مُحادثاتِ التطبيعِ مَعَ إسرائيل.
فهلْ نحنُ أمامَ تكتيكٍ تفاوضي، أم مَوقِفٍ نِهائي؟
المسؤولُ أرجعَ ذلك، إلى رُضوخِ نتنياهو لرغبةِ اليمينِ المُتطرفِ في حكومتِه، بالنأيِ عنْ تقديمِ أيِ تنازُلات، في ما يتعلقُ بالقضيةِ الفلسطينية.
لكنْ... ما عَمَّقَ الخِلافَ بينَ الرياضِ وتَلِ أبيب، الأخبارُ المُلفَقة، على حَدِ وَصْفِ صحيفةِ جيروزاليم بوست، التي سرَّبها وزيرُ الشؤونِ الاستراتيجيةِ الإسرائيليِ رون ديرمر، إلى وول ستريت جورنال، عنْ لِقاءاتٍ سِرّية، جَمعتْ رئيسَ الوزراءِ الإسرائيلي، بِمَنْ وصفَهُم بمسؤولينَ سُعوديين.
وبينَما استشاطَ نتنياهو غضباً جراءَ ذلك، بصرْفِ النظرِ عنْ صِحتِه، بَدا لِسانُ حالِ السُعوديينَ إزاءَ إسرائيل، كأنَهُ يَستعيرُ هِجاءَ الحُطيئة:
أَغِرْبَالاً إذا استُودِعْتِ سِرًّا ... وكانُونًا على المُتَحَدِّثِينا.
واشنطن، كأنَها لَمْ تَستوعِبِ الواقِع، وقالتْ إنَ المُفاوضاتِ مُستمِرة...!
بينَما ذهبتْ مَصادِرُ أمريكية، إلى وَصْفِ خُطوةِ السُعوديين، بإدخالِ الفلسطينيينَ إلى المُباحثاتِ بالذكية، لأنَها تُحدِدُ شكلَ الاتفاقِ وظروفَه، إذْ أوقعَ القرارُ السُعوديُ الإسرائيليينَ في حَيرَة، بعدَ أنْ كانوا يُمنونَ النفسَ بتطبيعٍ مَعَ المملكة، مِنْ دونِ صُحبةِ فلسطين.
3
ما الذي كَشَفتْهُ وثائقُ مُسرَّبة... عنْ دَورِ أمريكا في إقالَةِ عمران خان؟
تَحتاجُ لُعبةُ الكريكيت، بجانبِ الثباتِ والوقوف، إلى بعضِ الاندِفاعاتِ القصيرة، كالركضِ والرَمي، كما تَحتاجُ إلى قَدْرٍ كبير، مِنَ التنسيقِ بينَ العَينِ واليَد.
ورغمَ أنهُ كانَ بارِعاً في اللُعبة، فإنَ رئيسَ الوزراءِ الباكستانيِ السابق، يبدو كأنَهُ وضعَ قواعدَ الكريكيت خَلْفَ ظَهرِه، ما أنْ تسلَّمَ مَنصِبَه، فوضعتْهُ السياسةُ خَلْفَ ظَهرِها، جَزَاءً وِفَاقا.
وثيقةٌ مُسرَّبة، هذا الأسبوع، كشفتْ عنْ دورٍ أمريكي، في إزاحةِ عمران خان مِنْ مَنصِبِه، وكذلكَ عنْ حُصولِ باكستان، على قَرضِ صُندوقِ النَقدِ الدَولي.
فماذا في التفاصيل؟
وثيقةٌ سِرية، حصلَ عليها موقِعٌ غَربي، مِنْ سِجلاتِ الوثائقِ المعروفةِ بالشفرةِ السرية، كشفتْ أنَ مسؤولينَ بالخارجيةِ الأمريكية، اجتمَعوا بالسفيرِ الباكستاني بالولاياتِ المُتحدة، في السابعِ مِن مارس ألفين واثنين وعِشْرين، طالَبوا خِلالَهُ إسلامَ أباد، بضرورةِ عَزلِ عمران خان، لحيادِهِ بشأنِ الغزو الروسيِ لأوكرانيا.
بَعدَ شَهرٍ واحِدٍ مِنَ الاجتِماع، حُجِبتِ الثِقةُ عنْ حُكومةِ خان وأقيل...!
تَمهَلوا، فالقِصةُ لَمْ تنتهِ، ولا يزالُ الشيطانُ كامِنًا في التفاصيل...!
تضمنتِ الصفقة، مبيعاتِ أسلحةٍ باكستانيةٍ سِريةٍ للولاياتِ المُتحدة، مُقابِلَ تسهيلِ خُطةِ إنقاذٍ مُثيرةٍ للجدَل، مِنْ صُندوقِ النَقدِ الدَولي، وَفقًا لمَصدرَيْن مُطلِعَيْن، ووثائقَ حُكوميةٍ باكستانيةٍ وأمريكيةٍ داخِلية.
وحَسْبَ المصادِر، فإنَّ إسلامَ أباد تورطت، في ما لا ناقةَ لها فيهِ ولا جمَل، حيثُ إنَّ مبيعاتِ الأسلحة، كانتْ لإمدادِ الجيشِ الأوكرانيِ بالعَتادِ اللازِم.
وكعادتِها، نفتِ الولاياتُ المُتحِدة، التدخُلَ في السياسةِ الباكستانية، وكذلكَ فعل صُندوق النَقدِ الدَولي، رغمَ تصريحِ بعضِ أعضاء الكونغرس، بغَيْرَ ذلك.
ولا يزالُ عمران خان، عاجِزًا عنِ الوقوف، ناهيكَ عنِ الركضِ والرمي.
فعِندَما نسيَ قواعِدَ البداية الكريكيت في هذه الحال ... خانتْهُ اساسيات النهاية او السياسة.
4
كيفَ اخترَقَ الموسادُ قَلْبَ إيران؟
قِيل: مِنْ مأمَنِهِ يؤتَى الحَذِر... وقيلَ كذلك: لا ينفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَر...
هَلْ سَمِعتُمْ بهذا المثَلِ أو ذاك؟!
تُعلِّمُنا الأمثالُ الحِكمة، ولا نتعلَّم.
فحينَ نَقَلَ المُرشِدُ الأعلى في إيران، والضابِطُ الرفيعُ بالحرسِ الثوريِ، العالِمُ النوويُ الإيراني، محسن فخري زاده، الذي اغتيلَ في نوفمبر ألفين وعِشْرين، مِلَفاتِ الأسلحةِ النووية، إلى ما يَعتقدانِ أنَهُ مكانٌ آمِن، لَمْ يتوقَعا أنَ القدَرَ أمضى مِنَ الحذَر.
فقدِ استطاعَ فريقٌ جاسوسي، مِنِ عِشْرينَ شخصًا مِنْ عُملاءِ الموساد، إسرائيليينَ وإيرانيينَ مُناهِضينَ للنِظامِ الاستبداديِ في طهران، خِلالَ ليلةٍ واحِدة، السطوَ على نِصفِ طُنٍ مِنَ المِلفاتِ والاسطواناتِ المضغوطة، تُمثِّلُ تقريبًا كُـلَ الأرشيفِ النوويِ الإيراني، الذي يحوي جُهودَ ثلاثينَ عاما، لتتحولَ إيرانُ إلى قوةٍ نووية.
ووفقاً لصحيفةِ جيروزاليم بوست فإنه
في غُضونِ ساعات، هربِ المنفذونَ عَبرَ الحدودِ الإيرانية، مِنْ خِلالِ التمويه، بشاحناتٍ أُخرى فارِغة، في عديدٍ مِنَ الاتجاهاتِ الزائفة، فهلْ نحنُ أمامَ أكبرِ سَرِقةٍ جاسوسية؟!
لا أدري... أخبِروني أنتُم