بعد فضيحة القُبلة... روبياليس يستقيل من رئاسة الاتحاد الإسباني

أثار رئيس الاتحاد الإسباني غضبًا عالميًا، عندما قبّل لاعبة خط الوسط جيني هيرموسو، خلال حفل التتويج بعد فوز إسبانيا على إنجلترا 1-0 في المباراة النهائية بسيدني في 20 أغسطس.

بعد فضيحة القُبلة... روبياليس يستقيل من رئاسة الاتحاد الإسباني

السياق

بعد الغضب الذي أثاره، أعلن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس، استقالته من منصبه، على خلفية تقبيل إحدى لاعبات منتخب بلاده على شفتيها، خلال الاحتفال بإحراز كأس العالم للسيدات، الشهر الماضي.

وقال روبياليس، في مقابلة مع برنامج "بيرس مورغان انسنسورد": "سأستقيل، لأنني لا أستطيع إكمال عملي".

وأضاف: "عائلتي وأصدقائي يقولون لي، لويس، يتعيّن عليك التركيز على كرامتك والاستمرار في حياتك. إذا لم تفعل ذلك، فإنك ستؤذي الذين يحبونك والرياضة التي تحب".

وأكد الاتحاد الإسباني خبر الاستقالة: أبلغ روبياليس الاتحاد في رسالة موجّهة إلى بيدرو روشا خونكو (الرئيس المؤقت)، استقال أيضاً من منصبه نائبًا لرئيس لويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم).

وأثار رئيس الاتحاد الإسباني (46 عامًا) غضبًا عالميًا، عندما قبّل لاعبة خط الوسط جيني هيرموسو، خلال حفل التتويج بعد فوز إسبانيا على إنجلترا 1-0 في المباراة النهائية بسيدني في 20 أغسطس.

وفي رسالة مفتوحة نشرها روبياليس -مساء الأحد- في منصة إكس، أكّد إنه أبلغ روشا بأنه قدّم استقالته وسيتنحى أيضًا عن منصبه نائبًا لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

 

"لن أتمكن من العودة"

شرح روبياليس: "بعد الإيقاف السريع الذي نفذه فيفا، إضافة إلى بقية الإجراءات المفتوحة ضدي، من الواضح أنني لن أتمكن من العودة إلى منصبي".

وأضاف: "الإصرار على الانتظار والتشبث به لن يسهما في أي شيء إيجابي، للاتحاد ولا لكرة القدم الإسبانية. من بين أمور أخرى، لأن هناك قوى ستمنع عودتي".

وأُوقف روبياليس من الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" في 26 أغسطس عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم، على المستويين الوطني والدولي، 90 يومًا، وفُتح تحقيق بحقه.

واعتراضًا على ما فعله روبياليس، استقال معظم الفريق العامل في المنتخب الإسباني للسيدات، في حين أعلنت لاعبات منتخب "لا روخا" المتوجات بكأس العالم، أنهن لن يلعبن بعد الآن في التشكيلة، إن لم تتغير قيادة الاتحاد.

 

النهاية

وأشاد عديد من الساسة الإسبان بسقوط روبياليس، فقالت النائبة الثانية لرئيس الوزراء يولاندا دياس بمنصة إكس "تويتر سابقًا": "نحن معك يا جيني ومع جميع النساء".

وكتبت وزيرة المساواة الإسبانية إيريني مونتيرو بمنصة إكس: "لقد انتهى الأمر"، وهو الشعار الذي استخدمته هيرموسو وزميلاتها اللاعبات احتجاجًا على روبياليس.

وأضربت نحو 81 لاعبة في البلاد، احتجاجاً على الخطاب الدفاعي العنيف الذي ألقاه روبياليس في أعقاب الحادثة، الذي انتقد فيه "النسوية الزائفة".

وقالت اللاعبات إنهن لن يعدن إلا إن تغيرت قيادة الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

وأقال الاتحاد الإسباني مدرب المنتخب الوطني للسيدات خورخي فيلدا الأسبوع الماضي، في أعقاب الفضيحة.

وعُيّنت مونتسي توميه (41 عاماً) المدربة المساعدة السابقة لفيلدا أوّل مدربة للمنتخب الإسباني للسيدات.

وفي رسالة من رئيسه المؤقت روشا الأسبوع المنصرم، قدّم الاتحاد الإسباني "أخلص اعتذاراته... عن السلوك غير المقبول من أعلى ممثل مؤسسي له، خلال نهائي كأس العالم للسيدات 2023 وفي اللحظات التي تلت ذلك".

وقال في بيان قدم فيه اعتذاره إلى "فيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "الضرر الذي لحق بكرة القدم الإسبانية والرياضة الإسبانية والمجتمع الإسباني وقيم كرة القدم والرياضة كان فادحًا، خصوصًا المنتخب الوطني للسيدات".

 

إجراءات بحقه

وادعت النيابة العامة الإسبانية على روبياليس، بتهمة الاعتداء الجنسي والإكراه، وقال مكتب النيابة العامة في بيان: "طالبت النيابة العامة استجواب روبياليس كمتهم وجيني هيرموسو كضحية".

جاءت هذه الخطوة، بعد تقدّم هيرموسو (33 عاماً) الثلاثاء المنصرم بشكوى جنائية في المحكمة الوطنية ضد روبياليس.

وحال قبول القاضي الطلب، سيكلف قاضٍ برئاسة التحقيق، الذي سينتهي إما بتوصية بإحالة القضية إلى المحكمة وإما رفضها.

وبموجب القانون الإسباني، يتضمّن الاعتداء الجنسي مجموعة من الجرائم، بدءاً من الإساءة عبر الإنترنت وصولاً إلى الاغتصاب، ولكل منها عقوبات مختلفة. وتتراوح عقوبة التقبيل غير الرضائي بين الغرامة والسجن أربع سنوات.

وقالت هيرموسو، المحترفة مع باتشوكا المكسيكي، إن القبلة جعلتها تشعر "بالضعف وكأنها ضحية اعتداء"، ووصفتها -في بيان بمواقع التواصل الاجتماعي- بأنها "عمل متهوّر وذكوري وفي غير محله ومن دون أي نوع من الموافقة من جهتي".

واتهمت روبياليس بالضغط عليها للدفاع عنه، بعد الفضيحة التي أثارتها القبلة، ما يعده المدعون جريمة إكراه.

في المقابل، زعم روبياليس أن القبلة حصلت بالتراضي، واعداً بمواصلة الدفاع عن نفسه.