ماذا نعرف عن كتائب العقاب الروسية التي تقاتل في أوكرانيا؟

تقول وكالة رويترز إن -العاصفة زِي- مصطلح غير رسمي تستخدمه القوات الروسية، ويجمع بين مصطلح القوات الهجومية والحرف Z، الذي اعتمده الجيش رمزا لغزو أوكرانيا.

ماذا نعرف عن كتائب العقاب الروسية التي تقاتل في أوكرانيا؟

السياق

أصحاب سوابق من محكومين وسكارى وجنود تمردوا، هُم أعضاء في "كتائب العقاب" الروسية المعروفة باسم"Storm-Z" (العاصفة زِي)، الذين تم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، هذا العام، بحسب مقاتلين في هذه الوحدات وأقاربهم ممن تحدثوا لرويترز.

ووفقا لمقاتلين في هذه الوحدات وأقاربهم، فإن هؤلاء هم الأكثر عرضة للخطر ويتكبدون خسائر فادحة، ويعاملون بفظاظة، نقلًا عن

وتشير "رويترز" إلى أن منهم مجموعة من نحو 20 مقاتلًا في زاباروجيا، كانوا ضمن الوحدة رقم 22179، ورفضوا الاستمرار في القتال بخطوط المواجهة، لسوء المعاملة وسجلوا فيديو في 28 يونيو للشكوى مما يواجهونه.

 

لا ماء ولا طعام

قال مقاتل في الفيديو: "على خط المواجهة، لم نحصل على شحنات الذخيرة. لم نحصل على الماء ولا الطعام. ولم ينقل الجرحى. لا يزال الموتى يتعفنون"، مضيفًا: "لقد تلقينا أوامر مروعة لا تستحق حتى تنفيذها. نرفض مواصلة تنفيذ المهام القتالية".

وفق "رويترز"، بعد نشر الفيديو، تعرضوا للضرب على أيدي ضباط الشرطة العسكرية، عقابًا لهم على تمردهم، حسب أقاربهم.

 

قتل وبتر

ونقلت "رويترز" عن أحد المقاتلين، وهو مدان بالسرقة وجُند من السجن، أن جميع الرجال وعددهم 120 في وحدته الملحقة بالفوج 237، باستثناء 15 فقط منهم، قُتلوا أو أصيبوا في القتال بالقرب من باخموت في يونيو.

وأكد جندي نظامي من وحدة الجيش 40318 لـ "رويترز" أن هؤلاء "المدانين" يُحقرون، وهو نفسه رفض أمرًا من قادته، بعدم تقديم الخدمة العلاجية لبعض الجرحى منهم.

وتستشهد "رويترز" بقصة مقاتل (29 عامًا) في المجموعة، من منطقة موردوفيا وسط روسيا، كان يقضي حكمًا بالسجن عامين بتهمة السرقة، وأغراه مندوبو التجنيد في وزارة الدفاع، أثناء وجودهم في السجن، بأنه لو شارك في قتال أوكرانيا سيمسح سجله الجنائي ويجني المال. وقال أقاربه إنه وافق على ذلك حتى تتمكن عائلته من تجديد منزلها.

وقال أحد المقربين منه، إنه بحلول مايو من هذا العام، أرسِل إلى وحدة عقابية، ضمن فوج في منطقة زاباروجيا، جنوبي أوكرانيا، حيث تحاول القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات الروسية، ولم تسمع أخباره منذ 18 يونيو.

وزعم أقاربه أن ثلاثة من رفاقه، الذين كانوا معه في الخندق قُتلوا، وبُترت يد آخر، في حين أنه هو نفسه مفقود.

ولفتوا إلى أنهم عندما طلبوا من وزارة الدفاع كشف مصيره، لم تستجب ولم تقدم أي إجابات.

 

السكر وتعاطي المخدرات

ووفق الوكالة، فإن ثلاثة من مقاتلي "العاصفة زي" عرضوا على السجناء أجورًا تبلغ نحو 200 ألف روبل (2000 دولار) شهريًا، لكنهم لم يحصلوا سوى على نِصف هذا المبلغ.

و"العاصفة زي"، مصطلح غير رسمي تستخدمه القوات الروسية، يجمع بين "القوات الهجومية" والحرف Z، الرمز الذي اعتمده الجيش لغزو أوكرانيا.

وطلبت "رويترز" التعليق من الكرملين، لكنه أحال الأسئلة إلى وزارة الدفاع الروسية التي لم ترد.

وأفادت وسائل إعلام روسية، تسيطر عليها الدولة، بوجود فرق Storm-Z، وأكدت أنها شاركت في معارك ضارية، وحصل بعض أعضائها على أوسمة للشجاعة، لكنها لم تكشف كيفية تشكيلها ولا الخسائر التي تتكبدها.

وإضافة للمدانين، يُرسل الجنود النظاميون عقابًا لهم على خرقهم الانضباط، وذلك لأفعال مثل السكر وتعاطي المخدرات أثناء الخدمة ورفض تنفيذ الأوامر.

 

ليست المرة الأولى

ونقلت "رويترز" عن أحد الجنود قوله: إنه إذا قبض القادة على أي شخص تفوح منه رائحة الكحول، فإنهم يرسلونه على الفور إلى "العاصفة زي".

ورغم أن القوانين الروسية بشأن الانضباط العسكري، لا تجيز نقل الجندي إلى وحدة عقابية، إلا إذا أدانته محكمة عسكرية، لكن حسب "رويترز" لم يقل أي من الجنود الذين تحدثوا إليها إنهم شاركوا في جلسات محاكمة.

ولم تتمكن الوكالة من تحديد العدد الإجمالي للجنود الذين يخدمون في هذه الوحدات.

وتشير المقابلات مع المطلعين على الأمر إلى مئات على الأقل ينتشرون حاليًا على خط المواجهة.

يذكر أن لـ"روسيا" تاريخًا في تجنيد "المذنبين" ودفعهم إلى جبهات القتال المشتعلة، في عهد الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، الذي أصدر أوامر بإجبار مرتكبي الجرائم على الانضمام إلى وحدات قتالية، عندما كان الجيش الأحمر ينسحب أمام النازيين، وكذلك أمر بإرسال الجنود الذين أصيبوا بالذعر أو تركوا مواقعهم إلى "كتائب العقاب".

 

كيف تختلف عن "فاغنر"؟

وفي حين أرسلت مجموعة مرتزقة "فاغنر" التي تم حلها الآن بعد تمرد يونيو، المدانين للقتال على الخطوط الأمامية، فإن وحدات Storm-Z تخضع للقيادة المباشرة لوزارة الدفاع.

وتعتبر فرق المجموعة مفيدة لوزارة الدفاع الروسية لأنه يمكن نشرها على سبيل قوات مشاة مستهلكة، وفقا لـ"فريق استخبارات النزاع"، وهي منظمة مستقلة تتتبع أخبار الحرب.

وقالت المجموعة التي تأسست في روسيا لرويترز: "يتم إرسال مقاتلي العاصفة إلى أخطر أجزاء الجبهة دفاعا وهجوما".