بعد تحذيرات بوتين.. هل تلجأ روسيا إلى ضربة نووية؟  

لا أعتقد أن أي شخص -بكل قواه العقلية وذاكرته السليمة- يخطر على باله استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا

بعد تحذيرات بوتين.. هل تلجأ روسيا إلى ضربة نووية؟   
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

السياق

عاد الحديث عن قدرة روسيا النووية، على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، موضحًا الأسباب التي قد تدفع موسكو للإقدام على استخدام السلاح الذري.

وخلال كلمته في منتدى فالداي الدولي بمدينة سوتشي، ذكر بوتين أن العقيدة العسكرية لبلاده، تقدم سببين فقط لاحتمال استخدام هذا النوع من الأسلحة: الهجوم على روسيا والتهديد الوجودي لها، قائلًا: "اسمحوا لي أن أذكركم بأنه في العقيدة العسكرية الروسية، هناك سببان لاحتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية، الأول: استخدامها ضدنا، أي ردًا على ذلك، في ما تسمى الضربة المضادة".

وأضاف الرئيس الروسي أن السبب الآخر لاستخدام هذه الأسلحة: التهديد الوجودي للدولة الروسية، حتى لو كان باستخدام الأسلحة التقليدية ضد روسيا، لكن وجودها كدولة معرض للخطر".

وخلال حديثه، أكد بوتين أنه لا يرى ضرورة لـ"خفض العتبة النووية" في العقيدة الروسية، حيث إنه لا يوجد هذا الوضع الذي يهدد وجود بلاده، حسب قوله.

وتابع: "لا أعتقد أن أي شخص -بكل قواه العقلية وذاكرته السليمة- يخطر على باله استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا".

عالم جديد

في السياق، أكد بوتين أن مهمة بلاده تتمثل في "بناء عالم جديد"، مهاجمًا "الهيمنة" الغربية في الهجوم الروسي على أوكرانيا.

من جانبه، أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي فيتشيسلاف فولودين، الجمعة، أن المجلس سيناقش -في الاجتماع المقبل- إلغاء التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، "وذلك يتوافق مع المصالح الوطنية لدولتنا، وسيكون ردًا بالمثل على الولايات المتحدة، التي لم تصدق على المعاهدة".

وعن العلاقة المأزومة بين روسيا والقوى الغربية، اتهم الغربيين بالسعي إلى إقامة "ستار حديدي جديد" مع روسيا، في وقت تواجه عقوبات تراوح بين حظر للطيران ومراقبة شديدة للروس عند حدود الاتحاد الأوروبي، وحرمان موسكو من استخدام نظام سويفت المصرفي العالمي.

وقال بوتين، خلال منتدى فالداي السياسي في روسيا: "تواجهنا مهمة بناء عالم جديد"، منددًا بـ"غطرسة" الغربيين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

الهيمنة الغربية

وقال بوتين إن "الولايات المتحدة ومَن يدورون في فلكها سلكوا طريق الهيمنة"، لافتًا إلى أن "الغرب يحتاج إلى عدو لتبرير القتال ضده بالقوة والتوسع".

وبناءً عليه، رأى بوتين أن الهجوم الروسي على أوكرانيا ليس "نزاعًا على أراض" بل حدث ينبغي أن يحدد "المبادئ التي سيقوم على أساسها النظام العالمي الجديد".

وتابع الرئيس الروسي: "ليست لدينا مصلحة في استعادة أراض"، علمًا أنه أعلن في سبتمبر 2022 ضم أربع مناطق أوكرانية، بعد ضمه القرم عام 2014.

معاداة المسلمين

ويرى بوتين أن الولايات المتحدة "تسببت بالأزمة الأوكرانية" عبر دعم الانتفاضة الموالية لأوروبا في ساحة ميدان عام 2014، مشيرًا إلى أن "أوروبا أجبرت على اللحاق بواشنطن".

وقال: "لسنا من يغلق الباب، أوروبا هي التي تغلق الباب(...) هناك ستار حديدي جديد، لسنا مَن يقيمه، بل الأوروبيون".

كذلك، اتهم بوتين "الغربيين" بشيطنة الصين و"اختلاق مناخ معاد للمسلمين"، مضيفًا: "إنهم يحاولون إلصاق صورة العدو بكل مَن لا يبدي استعدادًا للحاق بالنخب الغربية".

وشدد على أن الزمن الذي كان يملي فيه الغرب إرادته على الدول الأخرى، كما في حقبة الاستعمار، "ولى منذ وقت طويل ولن يعود".

وأكد بوتين أيضًا أن روسيا تريد العيش "في عالم مفتوح"، حيث العلاقات الدولية متحررة من "منطق التكتلات" وتستند إلى "حلول مشتركة".

وبعد أكثر من عام ونصف العام على قتالها في أوكرانيا، والعقوبات الغربية التي فُرضت عليها، يرى بوتين أن روسيا لا تزال قادرة على مواجهة تكلفة هجومها العسكري.

وقال: "حتى الآن، نتدبر أمورنا بشكل جيد، لديّ أسباب للاعتقاد بأننا قادرون أيضًا على مواجهة المستقبل".