فيديو صادم وعنصري... تجاهل طفلة سوداء أثناء توزيع ميداليات رياضية
اتحاد الجمباز تعامل -في البداية- مع الحادث كشكوى فردية

السياق
في تصرف وصف بالعنصري، أظهر فيديو انتشر بكثافة بوسائل التواصل الاجتماعي، حادثًا تعرضت له طفلة ببشرة سمراء في آيرلندا، وفيه ظهرت مسؤولة باتحاد الجمباز تتجاهل طفلة من أصول إفريقية، ورفضت منحها ميدالية أثناء حفل لتوزيع الجوائز.
وأظهر الفيديو حالة الفرح التي كانت تنتاب الفتاة وهي تنتظر ميداليتها أسوة بزملائها، قبل التغاضي عنها وتجاوزها، ما جعلها تشعر بصدمة.
وانهالت تغريدات النشطاء والمؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي، بين رافضين للتصرف الذي وصفوه بالعنصري ويستوجب المحاسبة، والداعمين للطفلة.
أمر مؤلم
من جانبها عبرت أسطورة الجمباز الأمريكية، سيمون بايلز، عن تعاطفها مع تلك الطفلة، بالاتصال بعائلتها، إضافة إلى بث مقطع مصور تؤكد فيه دعمها ومساندتها لتلك الأسرة.
وكتبت بايلز بمنصة إكس: "لقد فطر قلبي عندما رأيت الفيديو... لا مجال للعنصرية في أي رياضة".
وكتب لاعب الجمباز جوردان تشيليز، الحائز الميدالية الفضية الأولمبية: "هذا أمر مؤلم للغاية على مستويات عدة".
أمر لا يصدق
من جانبها قالت والدة الطفلة لصحيفة التايمز البريطانية: "إنه أمر لا يصدق أن تعامل فتاة صغيرة بهذه الطريقة".
وأضافت أنها "مشكلة أنظمة"، لأنه عندما لا يتحدث اتحاد الجمباز، فإن الرسالة مفادها أنه سعيد باستمرار الأمر".
كان اتحاد الجمباز الآيرلندي قد رفض حضور جلسة الاعتذار والصلح، التي جمعتها بالمسؤولة المتسببة في الحادثة.
وحسب حديث والدة الفتاة للصحيفة البريطانية: "رغم الإعداد الرسمي لجلسة الاعتذار، فقد رفض مسؤولو الجمباز الآيرلندي حضور الوساطة".
ووفق "التايمز"، فإن الاتحاد لم يقدم أي التزام في تصريحاته بالتحقيق في الحادث، أو تنفيذ سياسات مناهضة للعنصرية، أو تحسين طرق حماية الرياضيين الملونين، ولم يعتذر للعائلة ووصف الأمر بأنه "نزاع شخصي" بين الأسرة وامرأة.
اعتذار عديم الفائدة
بعد 18 شهرًا على الحادثة، بالتزامن مع انتشار الفيديو الذي حصد مشاهدات عالية بوسائل التواصل، أصدر الاتحاد بيانًا -قبل أيام- "أعرب فيه عن قلقه للعائلة".
وأوضح أن المسؤولة المتورطة في الحادث "أرسلت اعتذارًا مكتوبًا".
ونقلًا عن وسائل إعلام، فإن اتحاد الجمباز تعامل -في البداية- مع الحادث كشكوى فردية، وأنه قدم الاعتذار العلني.
لكن والدة الفتاة رأت أن الاعتذار جاء متأخرًا، ولم يتناول "المخاوف الأساسية".
وقالت في تصريحات صحفية:" بعد هذا الحادث المروع، مَن مِنا لا يعتقد أنه يجب عليه الاعتذار؟.. أرسل لي رسالة هذا المساء. استغرق الأمر أكثر من عام، وبعد أن شعر الملايين في العالم بالاشمئزاز".
وأضافت: "هذا الاعتذار عديم الفائدة بالنسبة لي، لأنه لا يعالج قضايا العنصرية والسلامة. أود أن أسمعهم يقولون أمورًا من قبيل إن الطفل الأسود، الذي سيذهب للمنافسة في رياضة الجمباز سيكون آمنًا، لكن ذلك لم يحدث".