روسيا تبدأ غزو أوكرانيا وسط إدانات دولية
فى أول رد عسكرى من اوكرانيا، أعلن الجيش الأوكرانى، إسقاط 5 طائرات روسية وطائرة مروحية فى لوهانسك.

السياق
بدأت روسيا عملية غزو أوكرانيا، بعد وقت قصير من إعلان فلاديمير بوتين، عملية عسكرية في كييف، دفاعًا عن الانفصاليين الموالين لموسكو شرقي البلاد.
وبينما قال الجيش الأوكراني، إن قواته الجوية تحاول صد هجوم جوي روسي، عبرت قوات من الجيش الروسي، الحدود الأوكرانية إلى تشرنيغوف وخاركيف ولوهانسك شرقي البلاد.
مع قصف المدفعية والمعدات الثقيلة والأسلحة الصغيرة، شنت القوات الروسية هجمات، من الحدود الشمالية لأوكرانيا مع بيلاروسيا، و عبر حدودها الشرقية مع روسيا، وفي الجنوب من شبه جزيرة القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي غزتها روسيا وضمتها عام 2014.
بعد فترة وجيزة، أبلغت السلطات الأوكرانية، بدخول طوابير من الدبابات والعربات المدرعة الروسية إلى البلاد من الجبهات الثلاث، وكانت الطرق خارج كييف مزدحمة، مع فرار المدنيين من العاصمة.
وقال بوتين، في كلمة متلفزة لم يعلن عنها: "اتخذت قرار شن عملية عسكرية" منددًا مجددًا بـ"إبادة" تدبرها أوكرانيا شرقي البلاد، مستندًا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل، وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا، التي تشكل أوكرانيا أداة لها برأيه.
وتوجه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله: "أدعوكم إلى إلقاء السلاح" مؤكدًا أنهم سيتمكنون عندها "من مغادرة أرض المعركة من دون عائق"، وأكد أنه لا يريد "احتلال" أوكرانيا بل "نزع سلاحها".
أصوات انفجارات
في كييف قبل فجر الخميس، سمعت أصوات انفجارات في منطقة وسط المدينة، وانطلقت صافرات الإنذار الساعة 7 صباحًا، ودفعت الناس إلى الملاجئ.
وأفاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا، بأنهم سمعوا انفجارات في مدن أخرى، بما في ذلك مدينتا خاركيف وكراماتورسك الخاضعتان للسيطرة الأوكرانية في منطقة دونباس الشرقية المتنازع عليها.
وضربت القذائف الصاروخية نحو 12 مطارًا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مطار بوريسبيل في كييف، ومنشآت في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود.
وقالت مينسك إن بوتين تحدث مع الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قبل ساعة من إعلان الرئيس الروسي بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا، ويشير الهجوم من بيلاروسيا إلى أن العمليات الروسية ستستهدف كييف.
ووردت أنباء عن معارك عنيفة، في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، حيث تقاتل القوات الحكومية -منذ ثماني سنوات- الانفصاليين الذين تسيطر عليهم روسيا في حرب بالوكالة.
وقال أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، إن القوات الأوكرانية دمرت خمس طائرات روسية وطائرتي هليكوبتر ودبابات وشاحنات تابعة لـ "القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".
بينما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى تطبيق الأحكام العرفية، في خطاب قصير متلفز إلى الأمة، مضيفًا أنه تحدث "قبل ساعة واحدة" مع نظيره الأمريكي جو بايدن.
وقال زيلينسكي: نحن أقوياء، نحن جاهزون لكل شيء، سوف نهزم الجميع، لأننا أوكرانيا.
وزير الخارجية الأوكراني: روسيا شنت هجومًا واسعًا
أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن روسيا باشرت "هجومًا واسع النطاق" مع ضربات على مدن عدة في البلاد، بعد سماع دوي سلسلة من الانفجارات.
وسُمع دوي انفجارات، في عدد من المدن الأوكرانية، بعد كلمة بوتين.
وسُمع دوي سلسلة من الانفجارات في كييف، حيث أطلقت صافرات الإنذار.
وسجل دوي انفجارات في كراماتورسك، المدينة الواقعة في الشرق، وتضم مقر قيادة الجيش الأوكراني، وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد وقريبة من الحدود الروسية، وأوديسا على البحر الأسود، وكذلك في ماريوبول أكبر مدينة أوكرانية، بالقرب من المنطقة الأمامية.
الأحكام العرفية في أوكرانيا
في خطاب للأمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، وقال: "لا داعي للذعر" مؤكدًا "سوف ننتصر".
وأضاف: العالم يجب أن يشكل "تحالفًا مناهضًا لبوتين لإجبار روسيا على السلام".
وبدأت أوكرانيا حشد نحو أربعين ألفًا من جنودها الاحتياط، وصوتت على حالة الطوارئ، وأعلنت أنها كانت هدفًا لهجوم إلكتروني جديد "ضخم" يستهدف المواقع الرسمية.
إدانات غربية
تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن "يحاسب العالم روسيا" على هجومها في أوكرانيا، محذرًا من أنه سيتسبب بـ"بخسائر بشرية كارثية".
ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ "الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر" على أوكرانيا، محذرًا من أنه يعرِّض "عددًا لا حصر له" من الأرواح للخطر.
وستعرض الولايات المتحدة الخميس، مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدين روسيا "لشنها حربًا" في أوكرانيا، كما أعلنت مساء الأربعاء السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.
وفرضت واشنطن وحلفاؤها الغربيون، أولى العقوبات ردًا على اعتراف موسكو بالانفصاليين، الذين تقاتلهم كييف منذ ثماني سنوات، في نزاع أودى بحياة أكثر من 14 ألف شخص حتى الآن.
وفرض الاتحاد الأوروبي الأربعاء عقوبات، على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقادة عسكريين، ضمن حزمة تدابير ردًا على اعتراف موسكو باستقلال منطقتين أوكرانيتين انفصاليتين.
وشملت عقوبات الاتحاد الأوروبي 351 نائبًا في مجلس الدوما، صوتوا لصالح الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، إضافة إلى 23 شخصية روسية، شاركت في العدوان على أوكرانيا، من خلال اتخاذ قرارات سياسية أو شن "حرب تضليل إعلامية".
اجتماعات دبلوماسية
أعلن متحدث باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن سفراء الدول الثلاثين -الأعضاء في الحلف- سيلتقون بشكل عاجل صباح الخميس في بروكسل.
ومن المقرر أن يجتمع قادة الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في قمة مساء الخميس.
آثار اقتصادية
وانخفض المؤشر الرئيس في بورصة موسكو بأكثر من 45 في المئة. وضعف الروبل بمستوى عُشر مقابل الدولار، لينخفض إلى مستوى قياسي بلغ 89.99 روبية
ارتفعت أسعار خام برنت إلى 7.2 في المئة إلى أكثر من 103 دولارات للبرميل، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها معيار النفط الدولي عتبة 100 دولار منذ عام 2014.
كما تراجعت أسواق الأسهم العالمية، وخسر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ أكثر من 3 في المئة.
وافتتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض حاد، بينما أشارت أسواق العقود الآجلة، إلى أن الأسهم الأمريكية ستنخفض في وقت لاحق من اليوم.
الرئيس الأوكراني: روسيا قد تبدأ قريبًا حربًا كبيرة في أوروبا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليل الأربعاء الخميس، إن روسيا قد تبدأ "حربًا كبيرة في أوروبا" في الأيام المقبلة.
وصرّح، في خطابه الذي ألقاه على غير عادته باللغة الروسية وليس الأوكرانية، ووجّهه إلى الشعبين الأوكراني والروسي، بأن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ "في أي يوم قريبًا" وهو ما قد "يؤدي إلى بداية حرب كبيرة في أوروبا".