السعودية ترمي ''عصافير'' إسرائيل بحجر من عمّان.. في دقيقتين مع حسينة أوشان

واشنطن تحلل النووي على إيران وتحرمه على بقية دول المنطقة، والرياض ترمي "عصافير" تل أبيب بحجر من عمّان، ودقيق الكويت... زوبعة في فنجان سعودي، في دقيقتين مع حسينة أوشان

الصفقةُ النوويةُ بينَ واشنطن وطهران... "نفيُ النَفيِ وحَبةُ الشَّعير"!

(نفيُ النفي)... قانونٌ ديالكتيكيٌ صاغَهُ هيغل، واقتبسَهُ مِنهُ كارل ماركس، مُلخصُهُ أنَ (لا شيءَ ثابِتٌ في هذا الكون).

فريدريك إنجلز، شرحه ببساطةٍ قائلاً: "تزرعُ حَبةَ شَعير، فتتحولُ إلى نَبتةٍ تنفي الحَبة، لكنّها تُنتجُ مِئاتِ الحَبّاتِ المُماثِلة، التي بدورِها تنفي النَبتة. 

وتنفي الإدارةُ الأمريكية، تطلُعَها إلى اتفاقٍ نوويٍ مع إيران،

رُبما في هذهِ الحالة، وعلى سبيلِ الجدَل، علينا أنْ نقول: "إنَّ نفيَ النفيِ إثبات".

إذ يبدو أنَّ واشنطن كانتْ -طَوالَ الوقتِ- تبحثُ عنِ (بابٍ خَلفيٍ)، للتفاوضِ معَ طهران، رغمَ أنفِ الكونغرس، وَفقاً لِما ذكرتْهُ مؤسسةُ الدفاعِ عن الديمقراطيات (إف دي دي).   

ستحصُلُ إيرانُ -في الغالِبِ- على أربعةٍ وعِشْرينَ مِليارَ دولار، مِنْ أرصدتِها المُجمدةِ في الخارِج، بينَها عَشْرةُ مِلياراتٍ في العراق، ستُسدَدُ مِنها ثلاثةُ مِلياراتٍ قريباً، كما تقولُ التسريبات.

الأرصدةُ الإضافية، التي سيُفرَجُ عنها -وَفقاً لوسائلِ إعلامٍ إيرانيةٍ محلية- تتضمنُ سَبعةَ مِلياراتِ دولارٍ مِنْ کوريا الجنوبية، فضلاً عنْ سِتةِ مِلياراتٍ وسَبعمئةِ مِليون، مِنْ حُقوقِها لدى صندوقِ النقدِ الدَولي.

لم يعُدْ خافِياً على أحد، أنَّ واشنطن تغُضُ الطرْف، عنِ الزيادةِ الهائلةِ في المُشترياتِ الصينيةِ للنفطِ الإيراني.

كما تتجاهلُ مُنشأةَ التخصيبِ النَووي، التي تبنيها إيرانُ تحتَ الأرض، وتنفي.

هل مِنْ مزيد؟ 

نعم... فقدْ أكّدَ مُرشِدُهمُ الأعلى في إيران -يوليو الماضي- ألا مُشكلةَ في إبرامِ اتفاقٍ نَووي، إذا لم يمَسِ البِنيةَ التحتيةَ للصِناعةِ النَوويةِ في بلدِه.

بالفعل .. لأنَّ التوسُعَ النَوويَ الإيراني، حدثَ خِلالَ فترة إدارةِ بايدن، بعدَ أنْ تخلتْ عن سياسةِ الضغط، وَفقاً دائما  لِما قالَهُ للرئيسِ التنفيذيِ لمؤسسةِ الدفاعِ عنِ الديمقراطيات (إف دي دي).

أما أنا فأقول، في المُقابِل، تخيل أن لدى الإدارةِ الأمريكيةِ مُشكلة، بالنسبة لبرنامجٍ نَوويٍ مدنيٍ في السُعودية... لا تُريدُها أنْ تزرعَ (حَبةَ شَعير)...!

2

بعدَ تسميتِها سفيراً إلى القدس.. الرياضُ تَرمي "عصافيرَ" تلِ أبيب بحجرٍ مِنْ عمّان.. ما القصة؟

مُقيمٌ أمْ عابِر؟ هذا لا يهُم.

خُطوةُ الرياض، بتسميةِ سفيرِها إلى الأُردن، نايف بندر السديري، سفيراً مُفوضاً (غَيرَ مُقيم) وقُنصلاً عاماً للسُعودية في القدس، أربكتِ المشهد.

لن يُضطرَ السديري للذهابِ إلى رام الله، ولن تمُرَ سيارتُهُ بمَعبرِ جِسرِ اللنبي الحُدودي، حيثُ تسيطرُ إسرائيلُ عليه. ولن يتكبدَ (وعثاءَ) التنسيقِ المُسبقِ مِنَ السُلطاتِ الإسرائيلية، كي يَعْبُـرَ إلى الضفةِ الغربية.

فمراسِمُ اعتمادِ أوراقِه، بدأتْ وانتهت، في سفارةِ السُلطةِ الفلسطينيةِ بالعاصمةِ الأردنية.

لكنَ ردودَ الفِعل، على القرارِ السُعودي -الذي وُصِفَ بالدرامي- لم تنتهِ، فقدْ خلطَ أوراقاً كثيرة، خُصوصاً في ظِلِ الحديثِ عنِ اتصالاتٍ جارية، بشأنِ التطبيعِ بينَ المملكةِ وإسرائيل.

بالنسبةِ لإيلي كوهين، وزيرِ خارجيةِ إسرائيل، فإنَّ الرياضَ تُريدُ أنْ تقولَ للفلسطينيين، إنَها لن تنساهُم، معَ أنَ القضيةَ الفلسطينية، لم تكنْ ضِمنَ الأجندةِ الرئيسة، في مُحادثاتِ التطبيع.

على أيِ حال، فإنَّ تل أبيب، لن تسمحَ لأيِ دَولة، بفتحِ قنصليةٍ في القدسِ الشرقية، لأنَ ذلكَ لا يتفقُ مع رؤيتِها، حَسبَ كوهين.

السُعوديةُ لا تعترِفُ بإسرائيل... هذا معلوم.

ومعلومٌ أيضاً أنَها الأكثرُ تمسُكاً بقرارٍ لجامعةِ الدِولِ العربية، بأنَ إقامةَ أيِ عَلاقاتٍ معَ تلِ أبيب، مرهونٌ بحَلِ القضيةِ الفلسطينية... (حَلِ الدَولتين).

بيدَ أنَّ تسريباتِ الأشهُرِ الأخيرة، وضعتِ الرياضَ على (شَفيرِ) التطبيع، لكنْ بشروط، أهمُها: ضماناتٌ أمنية، وموافقةٌ على بَرنامجٍ نَووي مدني، قِيلَ إنَّ واشنطن تحفظتْ عليه.

لتتحفَظ إذاً، فها هيَ النتيجة.

مِنْ دونِ أنْ تنبسَ بِبِنْتِ شَفَة، تضربُ الرياضُ عصافيرَ كثيرةً بحجرٍ واحِد...!

3

دقيقُ الكويت... زوبعةٌ في فنجانٍ سُعودي.. كيف؟

"إنّ حظّي كدقيقٍ فوقَ شوكٍ نثروه... ثمّ قالوا لحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه"...!

رُبما يُعبّرُ بَيتُ الشِعرِ هذا، عن حالِ مُعدي بودكاست فنجان، على مِنصةِ (ثمانية) السُعودية، الذينَ لم يتوقعوا أنْ تُثيرَ حلقةٌ انصرمَ عامٌ إلاّ قليلاً على بثِّها، كلَ هذهِ الزوبعة، التي هزّتْ أركان (X)، (تويتر سابقاً)، وزلزلتْ ما جاورَهُ مِنْ مواقعِ تواصُل.

في ذاكَ الفنجانِ القديم، ذكرَ الضيف، عمّار العمّار، المُتخصصُ في كيمياءِ الغِذاء -خطفاً وعلى هامشِ الحوارِ لا متنه- أنَّ "دقيقَ الكويتِ غَيرُ جَيّد".

عامٌ مرَّ على (زوبعةِ) العمّار في فنجانِ أبي مالح، مِنْ دونِ ضجيجٍ مُضاد.

أما الآن...

فبالنسبةِ لمُغردينَ كويتيين، فإنَّ مُجردَ تعريضِ (الدقيقِ الوطني)، الذي تُنتجهُ شركةُ المطاحنِ والمخابزِ الوطنيّة، للنقدِ أمرٌ يستوجِبُ الاستِهجانَ والإدانة، وأنَ الحريِّةَ النسبيةَ المُتاحةَ في بلادهِم، هيَ التي تُحفّزُ الآخَرين، على حَشْرِ أنوفهِم في دقيقِها وخُبزِها –ورُبما- "فومِها وعدسِها وبصلِها"...!

وتُنسَبُ في سياقِ حربِ الدقيق، بينَ ناشطينَ كويتيينَ وسُعوديين، إلى العمّار إهانتُهُ للدقيقِ الكويتيِ بقولِه: "إنَّ الشركةَ المُنتجةَ تستخدمُ "غلايفوست"، التي تُصنّفُ مادةً مُحتملةً للتسبُبِ في الإصابةِ بالسرطان".

لكنْ -لاحِقاً- أثلجَ عبد العزيز الخبيزي، الباحثُ بمعهدِ الكويتِ للأبحاثِ العِلميّة، صدورَ الكويتيين، عندما نفى عن (غلايفوست) هذهِ التُهمةَ الفادِحة، بقولِهِ إنهُ "لا دليلَ عِلميًا على عَلاقةٍ بينَها وبينَ السرطان".

عملياتُ (الكرِ والفَر)، في معركةِ ذاتِ المطاحِن، التي سبقتْها معاركُ أخرى، تستدعي -رُبما- إنشاءَ هيئةِ غِذاءٍ ودواءٍ خليجيةٍ مُشترَكة، للفصلِ في جَودةِ المُنتجات.