''جيروزاليم بوست'': السعودية أبلغت أمريكا بوقف محادثات التطبيع مع إسرائيل
ترك الموقف السعودي، الإسرائيليين في حيرة من أمرهم، بعد أن منوا النفس بأن السعودية ستطبع معهم، من دون ربط ذلك بالمسألة الفلسطينية، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست.

ترجمات – السياق
أبلغت المملكة العربية السعودية إدارة بايدن، بقرارها وقف جميع محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل الأحد، حسبما نقلت صحيفة إيلاف الإخبارية، عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار المسؤول -في تصريحاته لصحيفة إيلاف- إلى أن معارضة أركان حكومة نتنياهو لأي تنازلات تجاه الفلسطينيين، وقبول رئيس الوزراء الإسرائيلي لمطالب أركان اليمين المتطرف، المتمثل بحزبي ايتمار بن غفير وزير الأمن القومي وحزب بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، يعني نسف أي إمكانية للتقارب مع الفلسطينيين، ومع السعوديين، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست.
خطوة ذكية
ووصفت مصادر أمريكية، خطوة السعوديين إدخال الفلسطينيين في المباحثات بـ"الذكية"، فقد استأثرت بذلك بالقرار في شكل الاتفاق وموعده.
وحسب التقرير ترك الموقف السعودي، الإسرائيليين في حيرة من أمرهم، بعد أن منوا النفس بأن السعودية ستطبع معهم، من دون ربط ذلك بالمسألة الفلسطينية.
وما زاد عمق الخلافات، ما عدَّها التقرير "الأخبار الملفقة" التي سربها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى "وول ستريت جورنال" المؤيدة لليمين في الولايات المتحدة، بشأن لقاءات سرية جمعت مسؤولين سعوديين بنتنياهو.
ووفقًا لخبير إسرائيلي بشؤون السياسة الداخلية في منصة الأمن القومية بجامعة هرتسليا، استشاط نتنياهو غضبًا عقب تسريب أمر كهذا، بصرف النظر عن صحته.
وأشار الخبير إلى أن نتنياهو فقد الأمل -على الأغلب- بتحقيق تطبيع مع السعودية بالمدى القريب، يمنحه فوزًا دبلوماسيًا هو في أمس الحاجة إليه، وسط تزايد الضغط الشعبي على حكومته بسبب التعديلات القضائية.
نتيجة لذلك، يبدو أن الانتخابات المبكرة ستكون الحل الأمثل للخروج من الأزمة، مع العلم أن الاستطلاعات تشير -بشكل واضح- إلى تقدم المعارضة وفوز حزب بيني غانتس ويائير لابيد المعارضين في الانتخابات المقبلة.
تغير واضح
التقرير يأتي بعد محاولات للتقارب، آخرها زيارة الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور للرياض، وتأكيده أنه رأى "تغييرًا" في ما يخص نظرة السعوديين لإسرائيل.
وقالت المبعوثة الخاصة إلى واشنطن لمكافحة معاداة السامية ديبورا ليبستادت أيضًا، في خطاب بعد زيارة المملكة في يونيو الماضي: "لعقود عدة، كانت السعودية مُصدرًا كبيرًا لكراهية اليهود، لكن ما وجدته مختلف تمامًا، شيء تغير هناك بشكل كبير في السنوات الماضية".
بينما رأى مسؤولون أمريكيون أن التغيير في نظرة عدد من السعوديين إلى إسرائيل بادرة إيجابية.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صرح قبل أيام، بأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية ليس مضمونًا، ولن يعد بديلًا للسلام مع الفلسطينيين.
وقال في مقابلة مع برنامج (بود سايف ذا وورلد) الإذاعي، الأسبوع الماضي: إن السعودية أبلغت إدارة بايدن بأن حل القضايا الفلسطينية أمر بالغ الأهمية، لأي اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
كما قال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة: "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية عندما يتحقق، سيؤدي –برأيي- إلى تحول كبير في الشرق الأوسط، وحتى أبعد منه خارج المنطقة". وأضاف: "ولكن ليس مضمونًا أننا نصل إلى ذلك".
وأوضح بلينكن: "التطبيع الإسرائيلي مع العرب، وأي من الجهود الجارية لتحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها، لا يمكن أن يكون بديلًا لحل إسرائيل والفلسطينيين لخلافاتهم وتوفير مستقبل أفضل بكثير للفلسطينيين في تقديرنا... ذلك يجب أن يشمل حل الدولتين".
ومنذ أشهر تقود واشنطن حراكًا سياسيًا، يهدف إلى التوصل لاتفاق بين السعودية وإسرائيل، على تطبيع العلاقات.
ووفقًا لعديد من المراقبين، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تضع نُصب عينيها التوصل إلى هذا الاتفاق، مارس 2024، قبل أن تغرق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ووضعت السعودية شروطًا لذلك، أبرزها السماح ببرنامج نووي سعودي سِلمي، وتوفير شبكة أمان، من خلال تعهد الإدارة الأمريكية، بالتعامل مع أي هجوم معاد ضد السعودية، مثلما تتعامل مع هجوم مماثل على دولة عضو في حلف الناتو، وهو ما يراه مراقبون أصعب تلك الشروط، رغم أن الرئيس الأمريكي نفسه، أشار إلى أن هناك تقدمًا في التفاوض على المطالب السعودية.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، أن وفدًا دبلوماسيًا إسرائيليًا رفيع المستوى، زار واشنطن، لمراجعة الخطوط العريضة لاتفاق لتطبيع العلاقات، بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية برعاية أمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق، سيضاف إلى اتفاقيات إبراهيم عام 2020 المدعومة من الولايات المتحدة، التي وافقت فيها إسرائيل على تعليق ضم مستوطنات الضفة الغربية.