150 ألف دولار... أول عقوبة على حطام فضائي في الولايات المتحدة

يتعين على شركة ديش نيت وورك، أن تدفع 150 ألف دولار إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية، بسبب فشلها في إخراج القمر الاصطناعي -إيكوستار -7- العالق في الفضاء منذ أكثر من عقدين، من مداره.

150 ألف دولار... أول عقوبة على حطام فضائي في الولايات المتحدة

ترجمات – السياق

غرَّمت لجنة الاتصالات الفيدرالية (إف سي سي)، شركة ديش نيت وورك للتلفزيون الفضائي، 150 ألف دولار لفشلها في التخلص من أحد أقمارها الاصطناعية، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها المنظمون الفيدراليون هذه العقوبة.

ووفق صحيفة غارديان البريطانية، أعلنت اللجنة الأمريكية، التي تأذن بخدمات الاتصالات الفضائية، أنها توصلت إلى تسوية بشأن تحقيق في شركة ديش، أدى إلى فرض غرامات و"اعتراف بالمسؤولية" من الشركة.

وأوضحت اللجنة في بيان صحفي، أن "هذا هو الأول من نوعه في مجال إنفاذ الحطام الفضائي من قِبل اللجنة، التي كثفت جهودها في مجال سياسة الأقمار الاصطناعية".

وردت "ديش" -في بيان- بأن القمر الاصطناعي المعني "مركبة فضائية قديمة -أطلقت عام 2002- وأعفيت صراحةً من قاعدة لجنة الاتصالات الفيدرالية، التي تتطلب الحد الأدنى من مدار التخلص".

وأشارت إلى أن اللجنة لم تقدم أي ادعاء بأن القمر الاصطناعي "يُمثل أي مخاوف تتعلق بسلامة الحطام المداري"، وأن الشركة "تأخذ على محمل الجد مسؤولياتها لأنها مرخصة من لجنة الاتصالات الفيدرالية للطيران بأمان بأسطول كبير من الأقمار الاصطناعية".

 

قمر على سطح منزل

وحسب "غارديان"، رُصد أحد أطباق الأقمار الاصطناعية الخاصة بالشركة على سطح منزل في كروكيت بولاية كاليفورنيا في 31 يوليو الماضي.

ويتعين على "ديش نيت وورك" أن تدفع 150 ألف دولار للمفوضية، بسبب فشلها في إخراج القمر الاصطناعي -إيكوستار -7- العالق في الفضاء منذ أكثر من عقدين، من مداره.

وبدلاً من إخراج القمر من مداره بشكل صحيح، أرسلته "ديش" إلى "مدار التخلص" على ارتفاع منخفض بما يكفي، ليشكل ما يسمى "خطر الحطام المداري".

وقال رئيس مكتب إنفاذ القانون التابع للجنة الاتصالات الفيدرالية، لويان إيغال، في البيان الذي أعلن تسوية "ديش": "مع تزايد انتشار عمليات الأقمار الاصطناعية وتسارع اقتصاد الفضاء، يجب أن نتأكد من امتثال المشغلين لالتزاماتهم".

وأضاف: "هذه تسوية اختراقية، توضح أن لجنة الاتصالات الفيدرالية لديها سلطة إنفاذ قوية وقدرة على إنفاذ قواعدها ذات الأهمية الحيوية بشأن الحطام الفضائي".

وركز تحقيق لجنة الاتصالات الفيدرالية بشأن "ديش" على قمر اصطناعي يسمى (إيكوستار -7)، أطلق في المدار الثابت بالنسبة للأرض –وهو مجال فضائي يبدأ على بُعد نحو 22000 ميل (36000 كيلومتر) من الأرض– عام 2002.

ووافقت اللجنة على خطة إخراج القمر الاصطناعي من الخدمة عام 2012، ما يضمن خروج القمر الاصطناعي على بُعد نحو 186 ميلًا (300 كيلومتر) من مجال تشغيله.

وهو ما يضع القمر الاصطناعي الذي سُحب من الخدمة بشكل أساسي في "مدار مقبرة"، حيث لم يعد يشكل تهديدًا للأقمار الاصطناعية النشطة.

ولكن وفقًا للجنة الاتصالات الفيدرالية، لم يطلق الطبق ما يكفي من الوقود للقمر الاصطناعي لجعل هذه المناورة ممكنة، وبدلاً من ذلك، تُرك إيكوستار-7 ميتًا في مدار على ارتفاع 76 ميلاً (122 كيلومترًا) فوق المناطق النشطة في المدار الثابت بالنسبة للأرض، أي 178 كم عن علامته.

ومثّل الحطام الفضائي -الذي عُرِّف على نطاق واسع من لجنة الاتصالات الفيدرالية، بأنه من الأجسام الاصطناعية التي تدور حول الأرض وليست مركبات فضائية عاملة- مصدر قلق متزايد للجنة الاتصالات الفيدرالية.

وأوضح خبراء باللجنة، أنه كلما زاد عدد المواد القديمة التي تبقى في المدار، كان من الصعب على الأقمار الاصطناعية المقبلة أن تبدأ وتكمل مهمات جديدة.

عام 2022، تبنت اللجنة قاعدة تلزم مشغلي الأقمار الاصطناعية بالتخلص من هذه الأقمار، في غضون خمس سنوات من اكتمال المهمة.

وقالت رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية، جيسيكا روزنورسيل، في بيان عام 2022، مُصاحب لإعلان القاعدة: "في الوقت الحالي، هناك آلاف الأطنان المترية من الحطام المداري في الهواء، وسوف تنمو وتزداد، ومن ثمّ نحن بحاجة إلى معالجتها، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فإن هذه النفايات الفضائية يمكن أن تحد من الفرص الجديدة".

 

قضية ملحة

ويرى خبراء، أن "الحطام الفضائي" أصبح قضية مُلحة بشكل متزايد بالنسبة لمشغلي الأقمار الاصطناعية.

وتشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من 700 ألف قطعة 0.4 بوصة (1 سم) من الحطام غير المنضبط في مدار الأرض.

وحسب "غارديان" قد تشكل الأجسام خطر الاصطدام بالأقمار الاصطناعية النشطة أو محطة الفضاء الدولية أو غيرها من الحطام، ما يزيد خطر الاصطدامات في الفضاء.

ووفقًا للجنة الاتصالات الفيدرالية، فإن "الحطام المداري في الفضاء يؤثر في أنظمة الاتصالات الأرضية والفضائية في البلاد، من خلال زيادة خطر تلف أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، لذلك، من المهم للمفوضية التأكد من أن الجهات المرخصة للأقمار الاصطناعية تستوفي متطلبات التخلص بعد المهمة بما يتوافق مع تفويضها".

ويقع المدار الثابت بالنسبة للأرض فوق مدار أرضي منخفض، وهي منطقة من الفضاء تضم آلاف الأقمار الاصطناعية الصغيرة، بما في ذلك محطة الفضاء الدولية وشبكة ستارلينك، التابعة لشركة سبيس إكس، إضافة إلى الحطام الفضائي المثير للمشكلات، لكن طبق المدار الثابت بالنسبة للأرض، موطن لأقمار الاتصالات الكبيرة والمكلفة مثل إنتلسات وإس إي إس، وفياسات.