منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي... منصة الأسواق الناشئة ضد دافوس
خلال الساعات الماضية، أصبح المنتدى منصة عالمية رائدة لأعضاء مجتمع الأعمال، للالتقاء ومناقشة القضايا الاقتصادية، التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم.

السياق
يُعد منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) حدثًا فريدًا في عالم الأعمال والاقتصاد.. وبدأ عقده عام 1997، ومنذ عام 2006، عُقد تحت رعاية رئيس الاتحاد الروسي، الذي يحضر كل حدث.
وخلال الساعات الماضية، أصبح المنتدى منصة عالمية رائدة لأعضاء مجتمع الأعمال، للالتقاء ومناقشة القضايا الاقتصادية، التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم.
استغلال روسي
ويُنظر إلى المنتدى السنوي، الذي تستضيفه مدينة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أنه رد روسيا على منتدى دافوس السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، ويوصف بأنه أحدث معلم في خروج روسيا من الوباء، حيث قال حاكم سانت بطرسبرغ ألكسندر بيغلوف، لمحطة إذاعية محلية: "لم يقم أحد في العالم بأحداث وجهاً لوجه بهذا الحجم، منذ تفشي الوباء".
يأتي انعقاد منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، بمشاركة نُخبة من الاقتصاديين والسياسيين، في خطوة تسعى الحكومة الروسية من خلالها، إلى كسب ثقة المستثمرين الأجانب.
ورغم التوتر، الذي يخيِّم على العلاقات، بين روسيا والغرب، فإن بعض الشركات الأوروبية أصبحت مقتنعة بالجدوى الاقتصادية، للاستثمار على الأراضي الروسية.
وعن ذلك، قال إيغور ماكسيميتسيف، عميد جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية للاقتصاد، في بيان نشره منظمو المنتدى، إن المؤتمر "حدث طال انتظاره ورمزي للعالم بأسره". "إن انطلاق المنتدى يرمز إلى تجديد الاقتصاد والحياة الاجتماعية، بعد التغلُّب على تحديات الحجر الصحي" بينما وصف التلفزيون الحكومي الروسي المنتدى، بأنه "أكبر اجتماع منذ بداية الوباء".
نقاش اقتصادي
المنتدى شهد كلمة للرئيس الروسي بوتين، في الجلسة العامة، أعرب خلالها عن أمله بأن تدفع التحديات الجديدة، الناجمة عن الجائحة، دول العالم إلى التخلي عن القيود المسيَّسة بحق بعضها، مشدِّدا على أنه لا يجوز تطوير العلاقات بين الدول، وفق مبدأ "الصداقة ضد طرف ثالث".
وأشار بوتين إلى أن روسيا، بفضل تخصيص نحو 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي لمكافحة كورونا، تمكنت من حل عدد من المسائل المهمة في هذا المجال، وأشاد بفعالية لقاح "سبوتنيك V" الروسي (وهو أول لقاح ضد الفيروس التاجي تم تطويره على مستوى العالم).
ودعا بوتين واشنطن، إلى تعلُّم احترام مصالح روسيا، لتطبيع العلاقات بين الدولتين، محذِّراً من أن الولايات المتحدة تواجه "مشكلة عادية خاصة بالإمبراطوريات" وتخطو خُطى الاتحاد السوفييتي من خلال "اختلاق مشكلات لن تستطيع تحمُّلها".
المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا
يأتي المؤتمر قبل أيام، من استعداد سانت بطرسبرغ لاستقبال عشرات الآلاف من المشجعين، في أول مباراة من سبع مباريات في بطولة أوروبا لكرة القدم 2020 المتأخرة، وهي علامة بارزة أخرى واختبار لاستئناف الأحداث الجماعية بعد الوباء.
لكن المنتدى يأتي في وقت لا تزال فيه الإصابات بفيروس كورونا في روسيا مرتفعة، وتكافح حملة التطعيم على الصعيد الوطني، لاكتساب الزخم.
كان عبء الحالات في البلاد، الأسبوع الماضي، أعلى من أي فترة مدتها سبعة أيام منذ نهاية مارس.
وقال مسؤولون: إن 390 مريضاً بفيروس كورونا، يدخلون المستشفيات كل يوم، في سان بطرسبرج.
ونظرًا لقيود فيروس كورونا، يقتصر الحضور على 5000 ضيف، نِصف العدد في السنوات السابقة، ويجب أن يخضع الضيوف لاختبار فيروس كورونا PCR لدخول المنتدى.
وقال المنظمون، إنه رغم بقاء الحدود مغلقة، أمام معظم الدول بسبب الوباء، سيتمكن المشاركون في المنتدى، من دخول روسيا بتأشيرة خاصة متعلقة بـ SPIEF.
عقود بالمليارات
من جانبه، أشاد محافظ سان بطرسبورغ ألكسندر بيغلوف، بنتائج منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وأشار إلى أن الصفقات الموقَّعة حتى الآن، تجاوزت 200 مليار روبل (نحو 2.8 مليار دولار).
وقال في بيان: إن أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، كانت عند أعلى مستوى هذا العام، ولقيت تقديراً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حضر المنتدى، مشيراً إلى أن نجاحه يعود إلى تضافر الجهود.
وأضاف، أن العقود والصفقات الموقَّعة حتى الآن، تقدَّر بأكثر من 200 مليار روبل، من أبرزها اتفاقيات وقَّعها مصرف "في تي بي"، منها عقد بـ 80 مليار روبل لتطوير مطار بولكوفو في سان بطرسبورغ، وبناء طريق عالي السرعة باستثمارات تقدر بـ 180 مليار روبل.
وتنتهي اليوم السبت فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، التي استمرت 4 أيام، وسط مشاركة عربية وأجنبية فعالة.
ويُعَدُّ المنتدى، أول حدث كبير يعقد حضورياً (وجهاً لوجه) بعد تفشي جائحة كورونا، العام الماضي.