أزمة السودان.. أنباء عن زيارة مرتقبة للبرهان وحميدتي إلى جدة

يقول مراقبون، إن وصول طرفي القتال إلى السعودية -حال الزيارة- سيكون إشارة ايجابية لمسار جديد قد يسرع وقف إطلاق النار.

أزمة السودان.. أنباء عن زيارة مرتقبة للبرهان وحميدتي إلى جدة

السياق

بعد أشهر من توقف المفاوضات، بين طرفي القتال في السودان، ووسط تصعيد عسكري، خلال الفترة الماضية، يلوح أمل في الأفق، مع الحديث عن قرب استئناف المحادثات.

حديث تواتر خلال الساعات الماضية، مصحوبًا بأنباء عن استعداد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان للسفر إلى المملكة العربية السعودية، لاستئناف المحادثات مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

تلك الزيارة غير المعلنة، لم يشر أي من الأطراف السودانية ولا السعودية إلى إمكانية إجرائها، أو يتحدث عن استئناف المفاوضات، لكن الغرف المغلقة متخمة بكثير من المعلومات، التي لا تُعرف دقتها، إلا أنها تشير إلى مسار جديد للمفاوضات المتعثرة، قد يقود إلى حلول، لأزمة ثالث أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.

زيارة السعودية استند محللون إلى إمكانية إجرائها، خلال وقت قصير، من تصريح للبرهان، أثناء وجوده في العاصمة الأمريكية نيويورك، قال فيه إنه سيزور الرياض في الأيام المقبلة.

كما اتكأ مراقبون على تصريح البرهان -كذلك- الذي أبدى فيه استعداده للاستجابة لأي دعوة من الوساطة للتفاوض مع قوات الدعم السريع، واصفًا منبر جدة بأنه «الأفضل» بين المبادرات المطروحة -إلى الآن- لحل الأزمة في السودان.

 

هل تجرى الزيارة؟

حتى الآن، لا أنباء مؤكدة لإمكانية إجراء الزيارة لأحد طرفي القتال أو كليهما، وما إذا كانت ستجرى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينهما، لكن المؤكد أن الرياض ستبذل قصارى جهدها لتبريد الأزمة السودانية، خاصة أنها كانت شريكًا موثوقًا خلال الأزمة.

حسب مراقبين، فإن المفاوضات التي تجرى برعاية السعودية، ستتطرق إلى خارطة طريق سياسية بين الطرفين، تشمل اتفاقًا لوقف إطلاق النار، ومناقشة بعض البنود المهمة.

وتتكتم السعودية والسودان على تفاصيل الزيارة غير المعلنة، التي إن التقى خلالها قائدا الجيش والدعم السريع بشكل مباشر، سيكون الاختراق الأول والأهم، إذ إنهما لم يلتقيا -منذ اندلاع الأزمة في 15 أبريل الماضي- في السودان ولا خارجه، بل اقتصرت جولات المفاوضات التي استضافتها جدة على ممثلين لهما.

ومنذ اندلاع الأزمة السودانية، تسيِّـر السعودية والولايات المتحدة المحادثات بين طرفي الأزمة، من خلال منبر جدة، إلا أنه سرعان ما تفشل المفاوضات التي يتوصل إليها الطرفان، وتنشب مجددًا الأعمال العدائية.

حسب المراقبين، فإن اللقاء قد يجرى، خاصة بعد تصريحات البرهان لشبكة بي بي سي البريطانية، بأنه سيجلس مع حميدتي، إن التزم بحماية المدنيين، وهو ما تعهد به الجانبان خلال محادثات جدة في مايو الماضي (...) نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات.

وتابع: إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة، ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها، فسوف نجلس مع أي منهم.

الأمر نفسه أشار إليه محمد حمدان دقلو في أكثر من مناسبة، معربًا عن استعداده للتفاوض، بشرط عودة الجيش للثكنات.

إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن الزيارة أرجئت، مشيرين إلى أنه غير معلوم الأسباب التي أدت إلى تأجيل تلك المحادثات، التي كانت الاستعدادات بشأنها قد اكتملت.

 

تأجيل الزيارة

يقول أحمد البلال الطيب، الصحفي والإعلامي السوداني، في منصة إكس: للمرة الثالثة تأجلت زيارة السعودية فى اللحظات الأخيرة بعد اكتمال الاستعدادات.

وأوضح الصحفي السوداني، أنه كان من المقرر أن يتوجه البرهان غدًا إلى نيوم السعودية السياحية، التي أنشأها الأمير محمد بن سلمان عام 2017، مضيفًا: «معلوماتنا، التأجيل لإكمال الترتيبات، نتوقع مفاجآت خلال الزيارة، سيكون لها ما بعدها في ما يتعلق بمفاوضات جدة».

 

ماذا يعني اللقاء المنتظر؟

يقول مراقبون، إن وصول طرفي القتال إلى السعودية -حال الزيارة- سيكون إشارة ايجابية لمسار جديد قد يسرع وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أنه قد يقود إلى خارطة طريق سياسية جديدة، يجرى الاتفاق على تفاصيلها لإنهاء الأزمة السودانية.

وحسب المراقبين، فإن ذلك اللقاء -حال إجرائه- قد يزيد الدور الدبلوماسي الإقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية، التي لها مكانة متزايدة خلال الفترة الأخيرة، بعد دورها في التوسط بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو عامين.

 

الأوضاع الميدانية

تجدد القصف الجوي والمدفعي المتبادل في العاصمة الخرطوم، ولا تزال المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وحسب شهود عيان، فإن قوات الجيش شنت ضربات جوية وقصفاً مكثفاً على مواقع لقوات الدعم السريع في عدد من الأحياء في الخرطوم، مشيرين إلى أن مسيرات تابعة للجيش نفذت هجوماً استهدف قوات الدعم السريع في منطقة المجاهدين، بينما شنت قوات الدعم السريع هجمات لليوم الثالث عشر على التوالي على مقر قيادة الجيش، وسط العاصمة الخرطوم.

ونقلت صحيفة سودان تربيون، عن شهود عيان قولهم، إن قوات الدعم السريع أطلقت عدداً من القذائف التي سقطت في سلاح المهندسين بأم درمان، مشيرين إلى أن قوات الجيش ردت بالقصف المدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في حي المربعات، جنوبي مدينة أم درمان ومدينة النخيل بمحلية أم بدة.

يأتي ذلك، بينما سُمعت أصوات انفجارات قوية بسبب قذائف مدفعية منطلقة من منصات الدعم السريع، المتمركزة في الجبهتين الجنوبية والشرقية بالخرطوم، والتي استهدفت مواقع تابعة للجيش وسط المدينة.