عودة سلطان النيادي إلى الأرض.. احتفاء إماراتي وعربي بالإنجاز التاريخي

احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسلطان النيادي، قبل أن تطأ قدماه الأرض، لينهي أطول مهمة عربية في الفضاء، أجرى خلالها مئتي مهمة بحثية.

عودة سلطان النيادي إلى الأرض.. احتفاء إماراتي وعربي بالإنجاز التاريخي

السياق

سطر اسمه كرابع رائد فضاء منحدر من دولة عربية، وثاني إماراتي يشارك في مهمة فضائية بعد مواطنه هزاع المنصوري، الذي أمضى ثمانية أيام بمحطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019.

إنه رائد الفضاء سلطان النيادي، الذي نجح في تحقيق أطول مهمة عربية بالفضاء، في إنجاز جديد على طريق دولة الإمارات، يؤكد تميز البلد الخليجي وريادته عربيًا ودوليًا، وطموحه الذي يعانق السماء.

رحلة سجلت فصولها بأحرف من ذهب، عكست الطموحات الكبيرة والإنجازات الاستثنائية لدولة الإمارات في مجال الفضاء، التي أطلقت قبل 6 أعوام فقط برنامجها الوطني للفضاء، إلا أن الأحلام المصحوبة بإرادة، تقهر المستحيل دومًا.

فبهاشتاغ «ترجع بالسلامة»، احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الإماراتيين والعرب، بسلطان النيادي، قبل أن تطأ قدماه الأرض، لينهي أطول مهمة عربية في الفضاء، أجرى خلالها مئتي مهمة بحثية.

وما أن وطأ قدماه الأرض، حتى كان الترحيب من أعلى هرم في السلطة حليفًا له، فرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال بمنصة إكس (تويتر سابقًا): «ولدي سلطان النيادي، الحمد لله على عودتك سالماً إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء».

وبكلمات أب حنون وقائد ملهم، أضاف الرئيس الإماراتي: «صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازاً إماراتياً تاريخياً وساهمتم في خدمة العلم والبشرية (...) بكم جميعاً طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله».

الأمر نفسه أشار إليه نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي هنأ الإماراتيين والعرب بالعودة السالمة لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمنصة إكس (تويتر سابقًا): «نهنئ شعب الإمارات وجميع الشباب العربي بالعودة السالمة لسلطان النيادي لكوكب الأرض (...) أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة بمحطة الفضاء الدولية».

نائب رئيس دولة الإمارات، أضاف: «أجرى سلطان 200 مهمة بحثية علمية، وقضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء، وألهم ملايين الشباب العربي، بأننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية».

 

احتفاء بالعودة

احتفاءً بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، زينت بلدية مدينة أبوظبي عدداً من الجسور في جزيرة أبوظبي بالتشكيلات والمجسمات المضيئة، مشاركة لأفراد المجتمع احتفالهم بعودة ابن الإمارات الذي أنجز مهمة رائدة وغير مسبوقة في رحلة استثنائية استمرت لمدة 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية.

وتتزين التشكيلات المضيئة باسم وعلم الإمارات ومجسمات رائد الفضاء ومركبة الفضاء، لتحاكي رحلة النيادي التي كانت محط أنظار العالم أجمع، وسطّر خلالها سلسلة من الإنجازات النوعية والتاريخية لدولة الإمارات والمنطقة العربية بأسرها، وصنع التاريخ بمشاركته في هذه المهمة الأطول لأي من رواد الفضاء العرب، ليصبح رائد الفضاء العربي الأول الذي يقوم بمهمة سير فضائية، حيث عززت رحلته ريادة الإمارات على مستوى العالم في مجال استكشاف الفضاء، وجعلتها الدولة العاشرة عالمياً في القيام بمهام سير خارج المحطة.

 كما لاقى إنجاز النيادي احتفاء كبيرا من قبل الإماراتيين والعرب على مواقع التواصل التي ضجت بصور “البطل العائد”.

وقال يحي التليدي: نبارك للإمارات قيادةً وشعباً نجاح مهمة سلطان النيادي الفضائية وعودته سالماً.. إنجاز عربي استثنائي نفخر به جميعاً..

مهمة النيادي في الفضاء

رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، شارك في نحو 200 تجربة علمية، خلال وجوده بمحطة الفضاء الدولية، ضمن رحلته التي استمرت ستة أشهر، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية وجامعات إماراتية.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، فإن المهام توزعت على مجالات مختلفة، مثل: زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء وسلوكيات السوائل وعِلم المواد وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المتميزة، التي تفيد المجتمع العلمي العالمي والباحثين والطلاب داخل الإمارات والعالم.

وقالت الوكالة الرسمية، إنه من شأن التجارب التي أنجزها رائد الفضاء سلطان النيادي، أن تسهم في تعزيز الجهود العلمية من قبل الجامعات والمؤسسات البحثية، بما يسهم في الوصول إلى بيانات ونتائج تفيد البشرية.

وتضمنت التجارب العلمية، تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2، بمحطة الفضاء الدولية، داخل مختبر وحدة كيبو اليابانية، وهي التجربة التي أرسلت إلى المحطة الدولية بمركبة دراجون إكس–28.

وركزت تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة على جزيء البروتين GIRK2  الذي يؤثر في معدل ضربات القلب وله صلات أيضًا بعديد من الحالات الصحية الخطرة، مثل الصرع، وعدم انتظام ضربات القلب، والإدمان.

شارك النيادي خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية، بتجربة علمية مهمة استهدفت دراسة أنماط النوم لرواد الفضاء في بيئة الجاذبية الصغرى، حيث ارتدى رائد الفضاء النيادي، خلال التجربة جهازًا يوضع على الرأس لالتقاط مجموعة من البيانات المتعلقة بالنوم، مثل فترات دورة النوم، وتغيرات معدل ضربات القلب أثناء النوم وغيرها من الوظائف الحيوية.

واستهدفت التجربة تقديم نتائج علمية تساعد في تخطيط وتطوير العلاجات اللازمة للمشكلات الذهنية الناجمة عن الظروف المحيطة برواد الفضاء، لتحسين نوعية النوم والصحة العامة، خلال المهمات الفضائية طويلة الأمد.

شارك سلطان النيادي أيضًا في إحدى التجارب بالتعاون مع جامعة ستانفورد، واستهدفت معرفة آثار الأدوية السريرية في خلايا القلب بالفضاء، بما يساعد في منع مخاطر الإصابة بأمراض القلب لرواد الفضاء.

تضمنت التجارب -كذلك- المشاركة بتجربة بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، وجامعة سيمون فريزر وجامعة داكوتا الشمالية، لتحليل تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

واستهدفت الدراسة مراقبة تغيرات كيفية تحكم أجهزة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي لرواد الفضاء في ضغط الدم، لضمان بقاء الطاقم بصحة جيدة، في طريق عودتهم من الفضاء.