ماذا يحدث إذا فاز ترامب بولاية رئاسية جديدة؟

توقع الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة تكساس سانفورد ليفينسون، أن يصبح ترامب رئيسًا مرة أخرى بسبب المجمع الانتخابي

 ماذا يحدث إذا فاز ترامب بولاية رئاسية جديدة؟

ترجمات -السياق 

على طريق الانتخابات الأمريكية، بدت مؤشرات السباق إلى البيت الأبيض تتضح شيئًا فشيئًا مع بروز مرشحين جدد، وتنافس الجميع على بطاقتي الترشح من الحزبين الرئيسين الديمقراطي والجمهوري.

ورغم عدد المرشحين المحتملين، فإن سيناريو 2020 يبدو أنه يلوح في الأفق، رغم الاتهامات التي تلاحق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والانتقادات التي يتعرض لها الرئيس الحالي جو بايدن.

«وول ستريت جورنال»، قالت في تقرير، إنه بينما يستطيع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يتمتع بسجل مثالي، أن يقدم حجة قوية، مفادها أن دونالد ترامب أثبت أنه سياسي تقليدي، بفشله في السيطرة على الإنفاق الفيدرالي، إلا أن الرئيس السابق يحافظ -حتى الآن- على تقدمه في استطلاعات الرأي للناخبين الجمهوريين الأساسيين. 

وبينما توقعت الصحيفة الأمريكية، حدوث أشياء كثيرة في الأشهر المقبلة، أشارت إلى أن كثيرين من منتقدي ترامب لديهم شعور مزعج بأن الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا، قد يكون أيضًا الرئيس السابع والأربعين لها.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى مقال لمؤلف مجهول في «ذا أمريكان مايند» التابع لمعهد كليرمونت يقترح «نصف تدبير ربما حان وقته»، قائلة إن المؤلف، الذي يبدو مستسلمًا لفوز ترامب، قال: يمكن أن يقوم ترامب بحملته الانتخابية على أساس وعد صريح بالتنحي من منصبه والعودة إلى مارالاغو (أو سجن مقاطعة فولتون) مباشرة بعد انقضاء فترة السنتين المشار إليها في التعديل الثاني والعشرين للدستور، في ما يتعلق بحدود المدة، التي تنص على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص شغل منصب الرئيس، أو عمل رئيسًا، أكثر من عامين من فترة الولاية التي انتخب لها شخص آخر رئيسًا، لمنصب الرئيس أكثر من مرة».

ماذا يعني ذلك؟

تقول «وول ستريت جورنال»، إنه إذا تنحى الرئيس ترامب المُعاد انتخابه في 20 يناير 2027 أو بعده، يمكن لنائبه أن يتولى منصبه ما تبقى من ولاية ترامب، ثم ينتخب مجددًا عام 2028، وبفضل نصف الإجراء، يعاد انتخابه عام 2032، ما يعني 12 عامًا من سيطرة الحزب الجمهوري على البيت الأبيض لمحاولة التعافي من بايدن.

وأشارت إلى أنه وفقًا لهذا السيناريو، فإن ترامب يستطيع أن يتعهد -في حملته الانتخابية- بالاستقالة منتصف الطريق، وهو ما يمكن أن يطلق عليه «وعد الوداع للشعب الأمريكي».

وهناك مَن يتساءل -بطبيعة الحال- عما إذا كان الوفاء بهذا الوعد ممكنًا... يشرح واضع السيناريو في «ذا أمريكان مايند» كيفية تحقيق ذلك، متسائلًا: كيف يمكن لترامب أن يفي بوعده، قائلًا: في مرحلة ما خلال حملة عام 2024، يستطيع أن يفي بوعد الوداع للشعب الأمريكي، من خلال توقيع خطاب استقالته، في حفل رسمي. 

ويمكن للرسالة، رغم أنها مؤرخة عام 2024، أن تنص على أنها سارية بوقت محدد في 21 يناير 2027، بشكل لا رجعة فيه، من دون قيد ولا شرط.

واستهجنت الصحيفة الأمريكية الاقتراح نصف الجاد لنصف الإجراء من مؤلف مجهول، مشيرة إلى أنه رغم ذلك، فإنه قد يكون هناك نداء موحد في شعار حملة 2024 يتضمن شيئًا للجميع، مفاده: ترامب يعود إلى البيت الأبيض لكن ليس لفترة طويلة...!

ماذا لو فاز ترامب برئاسة 2024؟ 

الأستاذ في مدرسة فليتشر بجامعة تافتس دانييل دريزنر، يقول إنه إذا فاز ترامب عام 2024، سيتابع رؤيته للسياسة الخارجية بطريقة غير مقيدة، وقد يشمل ذلك انسحابات الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي والاتفاقيات الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية كبداية. 

وأشار إلى أنه سينسحب -كذلك- من منظمة التجارة العالمية، وسيكون هناك أيضًا تطهير شامل لموظفي الخدمة المدنية في بيروقراطيات الأمن القومي، وهو ما حدث بوزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، لكن بشكل فعال، مؤكدًا أن التعيينات السياسية لترامب -بافتراض سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ واستمرار خضوع الحزب الجمهوري لترامب- من شأنها جعل المعينين دون المستوى في الفترة الأولى، يبدون كأنهم فريق من أمثال جورج كينان على النقيض من ذلك.

بدوره، قال ريك حسن أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في إيرفاين، إن السيناريو الأسوأ أننا لا نحظى بانتخابات نزيهة، أن يتبع أي شخص قواعد اللعبة التي يتبعها دونالد ترامب بشيء سيؤدي إلى موقف معين، حيث يعلن فوز الخاسر في الانتخابات، ما يعني نهاية الديمقراطية الأمريكية، على الأقل لبعض الوقت.

وأضاف: أعتقد أن الأكثر ترجيحاً هو نوع من الحجة القانونية التي يمكن أن تحاول حمل المجلس التشريعي للولاية على إلغاء نتائج الانتخابات وجعل الكونغرس يصدق على هذا التغيير، مشيرًا إلى أن ذلك السيناريو المحتمل كان نوعًا من الاستراتيجية التي جربها ترامب عام 2020 لكنه لم ينجح. 

النائب آدم كينزنجر، يقول إنه إذا فاز ترامب بشكل مشروع، من الناحية النظرية، فهذه هي الديمقراطية، إلا أنه قال إن «الشيء الذي قد يثير قلقي أنه في المرة الأخيرة التي جاء فيها لم يكن لديه فهم لكيفية عمل الحكومة واستخدامها لصالحك، والآن يفعل ذلك».

وأضاف: لقد جاء ووظف غير الموالين، والآن سوف يوظف الموالين، لكن في ما يتعلق بمسألة الديمقراطية الأوسع، فإن أكبر ما يقلقني هو مزيد من الذين يفقدون الثقة بأصواتهم، عندما تفشل الديمقراطية. هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن ينجح، عليك أن تعرف أنك ستصوت وأن صوتك له أهمية. والنتيجة لا تهم بالنسبة للديمقراطية. ما يهم أن تعرف أنه يعمل. ولهذا السبب أنا غاضب جدًا مما فعله ترامب. لقد أقنع نصف البلاد بأن الديمقراطية لا تناسبهم.

هل يتكرر السيناريو؟

في السياق نفسه، توقع الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة تكساس سانفورد ليفينسون، أن يصبح ترامب رئيسًا مرة أخرى بسبب المجمع الانتخابي، مشيرًا إلى أن أي شخص لا يعتقد أن ترامب قادر على الفوز في انتخابات شعبية وطنية، وذلك ببساطة لأنه سيخسر بملايين الأصوات في كاليفورنيا ونيويورك كبداية، وحتى لو فاز بجميع الولايات الصغيرة... سيظل يخسر بملايين الأصوات.

وأضاف: لقد فاز عام 2016 فقط بفضل الهيئة الانتخابية. لقد اقترب عام 2020 فقط بسبب المجمع الانتخابي، ولن يفوز عام 2024 إلا بسبب المجمع الانتخابي…. إن نعمة دونالد ترامب المنقذة عدم كفاءته.

المؤرخ والأستاذ في كلية بوسطن هيذر كوكس ريتشاردسون، يقول إنه إذا فاز ترامب، أو أي شخص مثله، بالانتخابات عام 2024، فإنني أتوقع أن أرى نهاية الديمقراطية الأمريكية. 

واستدل على رؤيته، بسيناريو حدث في الجنوب الأمريكي بين عامي 1880 و1965، حين زورت المجالس التشريعية في الولايات النظام الانتخابي، لتمكين الديمقراطيين البيض من الفوز دائمًا، مشيرًا إلى أنه في الأساس، كانت المنطقة دولة الحزب الواحد التي تخلت عن سيادة القانون، وكان إدراك أن الولايات المتحدة قد تخلت عن سيادة القانون، هو الذي ألهم المشرعين لحماية الديمقراطية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، من خلال الإجراءات المدنية. 

أنتوني سكاراموتشي مدير الاتصالات السابق بالبيت الأبيض في عهد ترامب، يقول إن عيوب الرئيس السابق كثيرة، لكن أحدها الصارخ أنه غير منظم للغاية، مشيرة إلى أن ترامب كانت لديه نية إجرامية مباشرة لقلب الانتخابات وتفجير الديمقراطية وتمزيقها، لكنه غير منظم إلى حد يرثى له، لدرجة أنه لم يتمكن من إنجاز الأمر، ولا تنفيذه. 

لكن ماذا عن المرة المقبلة؟ وماذا لو كانوا أكثر تنظيماً فيها؟ ماذا لو اكتشفوا طريقة -مع كل هذه القيود على الناخبين- لكبح جماح السود والملونين الذين يريدون التصويت؟ تساءل مدير الاتصالات السابق بالبيت الأبيض في عهد ترامب.