لماذا لن تتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية؟
سؤال طرحته صحيفة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، قائلة إنه ما دامت عائلة كيم في كوريا الشمالية، فستكون هناك أسلحة نووية إلى جانبها.

ترجمات – السياق
لماذا لن تتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية؟، سؤال طرحته صحيفة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، قائلة إنه ما دامت عائلة كيم في كوريا الشمالية، فستكون هناك أسلحة نووية إلى جانبها.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الإجابة البسيطة عما إذا كانت كوريا الشمالية مستعدة للتخلي عن أسلحتها النووية هي: «لا»، مضيفة أن الإجابة الأكثر تعقيدًا ودقة هي: «لا، لا».
وأشارت إلى أنه رغم أن الزمن كفيل بتغيير السياسات، فإن مشاهدة زعيم جمهورية كوريا الشعبية يتخلى عن هذه الأسلحة -بطيب خاطر- شبه مستحيلة.
لماذا تريد كوريا الشمالية الأسلحة النووية؟
تقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن العامل الحاسم أن التزام كوريا الشمالية ببرنامجها النووي، ليس مجرد نتاج للبيئة الأمنية الدولية، بل إنه متجذر في السياسة والأيديولوجية الداخلية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن عائلة كيم عدَّت نفسها -فترة طويلة- الحامي الأعظم للشعب الكوري، وهي سلسلة من الزعماء الخارقين المؤهلين بشكل فريد لحماية البلاد ضد المكائد الشريرة التي يحيكها الخصوم الأجانب، حسب رؤية هؤلاء القادة.
وأشارت إلى أنه خلال معظم السنوات الأولى للبلاد، رسخ كيم إيل سونغ هذا الموقف، من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، وأصر على أنه وحده القادر على قيادة البلاد على هذا المسار المزدوج نحو المدينة الفاضلة الاشتراكية.
لكن المشكلات الاقتصادية طويلة الأمد، جعلت مطالبة عائلة كيم بالحكم، من حيث الرخاء الوطني، موضع نقاش إلى حد كبير، حسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه بدلاً من ذلك، حوَّل ابن كيم وحفيده التركيز إلى قدرتهما على ضمان الأمن القومي، من خلال سياسة الأولوية العسكرية.
انتصارات نووية
في السنوات الأخيرة، جعل كيم جونغ أون هذا الارتباط، بين حكمه والأسلحة النووية واضحًا بشكل متزايد، ومركزيًا لوجود نظامه، حسب الصحيفة الأمريكية، التي أشارت إلى أن تقارير الدعاية المحلية -خلال السنوات الماضية- عكست هذا الارتباط الوثيق.
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن الملصقات الدعائية لكوريا الشمالية -التي تعدلت فترة وجيزة خلال محادثات كيم ترامب- عادت للاحتفال بالانتصارات النووية المزعومة، وعظمة حكومة كوريا الشمالية.
وتظهر الأسلحة النووية، على الطوابع والتقويمات والدفاتر المدرسية، بينما يؤكد البث الإعلامي للسكان المحليين أن الأسلحة النووية لا تبقي الولايات المتحدة الشائنة في مأزق فحسب، بل توفر أيضًا طريقًا نحو الازدهار الاقتصادي، من خلال إجبار الولايات المتحدة على إزالة العقوبات ومعاملة البلاد على قدم المساواة.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه على نحو مماثل، يشيد الخطاب الحكومي بالوضع النووي للبلاد، حتى أنه يقنن سياستها النووية ويعلن أن البرنامج «لا رجعة فيه»، في حين يوضح كيم أنه لن يتنازل عن البرنامج، حتى لو واجهت البلاد قرناً من العقوبات، معلنًا أن الأسلحة النووية «كرامة الدولة وجسدها وسلطتها المطلقة».
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن التاريخ سيخبرنا بما إذا كانت الجهود التي بذلها كيم للاحتفاظ بالسلطة، من خلال ربط نظامه بشكل وثيق ببرنامج الأسلحة النووية، ناجحة في الأمد البعيد، إلا أن أي جهد لفهم الدور المركزي، الذي يلعبه البرنامج في مجتمع كوريا الشمالية، لابد أن يبدأ بالاعتراف بالضرورات السياسية الداخلية التي تكمن وراءه.
وأشارت إلى أن هذه الضرورات السياسية، تعني أنه مادامت دكتاتورية عائلة كيم في كوريا الشمالية، فستكون هناك أسلحة نووية إلى جانبها.