لماذا يثير ‫عبدالله رشدي‬ الجدل، بين فترة وأخرى؟.. في دقيقتين مع حسينة أوشان

هل نزع العمامة، نهاية الشيخ؟ ولماذا يثير ‫عبدالله رشدي‬ الجدل، بين فترة وأخرى؟ وما تفاصيل 'حدوتة'' طائرة ‫زامبيا‬؟.. في دقيقتين مع ‪حسينة أوشان‬

هَلْ نَزْعُ العِمامة... نِهايةُ الشيخ؟

"إذا وضَعَ العِمامةَ صارَ شيخاً، ولا شيئًا إذا نزعَ العِمامة".

هذا ليسَ تصحيفاً لبيتِ الشاعِرِ أبو دُلامة فحسْب، بلْ مُحاولةٌ لتَجييرِه، ليُعبِّرَ عنْ حالِ بعضِ شُيوخِ الشيعة، واعذُروني لقولِها هكذا، لأنَّ الأمرَ يَستحِقُ الشرْح.

اذ ، ترى هيئةُ التبليغِ الديني، بالمجلسِ الإسلاميِ الشيعيِ الأعلى، في لُبنان، خمسةَ عَشَرَ مِمَنْ وصفتْهُم بمُرتديي الزيِ الديني، غيرَ مؤهلينَ للإرشادِ والتوجيهِ ، ولا للتصدي للأحوالِ الشخصيةِ المُتعلقةِ بأبناءِ الطائفة. 

لا تذهبوا بعيدا، فالعبارةُ الأهمُ في بيانِ الهيئةِ مُرتبِطةٌ بمُرتديي الزيِ الديني، إذْ تتمتعُ العِمامة، برمزيةٍ كبيرةٍ لدى رجالِ الدينِ الشيعة مِمَنْ يُفنونَ أعمارَهُم أسرى لطيّاتِ وتلافيفِ العمائم، بكلِ دلالاتِها وتجلياتِها؟!

المًفارقاتُ في هذا الصدد، لمْ تبدأ في لبنان، ولن تنتهيَ هناك.

فصدِّقْ يا مؤمن، أنّ في إيران يُعاقَبُ الشيوخُ المُعارِضون، بنزعِ عمائمهِم، فيفقدونَ النُفوذَ والوظيفةَ، والمكانةَ الاجتماعيةَ ،والسياسيةَ، والدينية.

بالنسبةِ لياسر عودة، أحدِ المُدرَجةِ أسماؤهم في قرارِ الهيئة، فإنَ مَنْ أصدروه، يعيشونَ الخُرافة، ويقتاتونَ التخلُّف، ويستثمرونَ في المناصِب.

لكنْ، ليستِ الهيئةُ اللبنانية، ولا النظامُ الإيرانيُ وحدَهما، مَنْ تأخذُهُما العِزّةُ بالعمائم، وإنَما المدنيونَ الإيرانيونَ المُناوئونَ لرجالِ الدينِ كذلك...!

أتذكّر... أنَهم نظَّموا -قبلَ سنوات- احتجاجاتٍ فريدةَ المضمون، والعنوانُ تحت مسمى حملةُ نَزْعِ العمائم، التي استهدفتِ القيامَ بعملياتِ تعريةٍ شامِلة، لرؤوسِ رِجالِ الدين، مِنْ ملالٍ وآياتٍ وأرواح، في جميعِ شوارعِ المُدنِ الإيرانية، بما فيها قُم نفسُها، فما بالكَ بالضاحيةِ الجنوبية؟!

2

لِماذا يُثيرُ عبد الله رُشدي الجدَل... بينَ فَترةٍ وأخرى؟

"بعدَ أنْ بلغَ العِلمُ رُشدَه"... رُشدي يُجادلُ في كرويةِ الأرضِ والكواكب، فيقول:

"أنتَ لمْ ترَ الأرضَ كروية، ولا عطارد وزُحل "، لكنكَ تُصدِّقُ ذلك.

إذاً أنتَ مُصابٌ بعُقدةِ تصديقِ الأجنبي، في كلِ ما يقول، وبذلكَ أنتَ مُقلِدٌ لَه.

يُجادِلُ عبدالله رُشدي –وهو إمامٌ وخطيبٌ ومُتحدثٌ إعلاميٌ سابق، باسمِ وزارةِ الأوقافِ المِصرية –بمقطعِ فيديو– انتشرَ في وسائلِ التواصُلِ الاجتماعي.

لَمْ يتوقَفْ رُشدي، عِندَ وضْعِ كلِ مَنْ يؤمنونَ بأنَّ الأرضَ كروية، وأنَ الكواكبَ حقيقةٌ ماثِلة، رهنَ مشافٍ للأمراضٍ النفسية، حتى يتحرروا مِما سمّاها عُقدةَ الخواجة، بل ركلَهُم جميعاً –خارجَ مِلةِ الإسلام، بقولِه: "إنَ الفرقَ بينكَ وبينَ المُسلِم، أنَ الأخيرَ يُقلِدُ مَصدراً معصوماً، بينَما تُقلِّدُ أنتَ مصدراً بشريا".

وكأنَ تصديقَ المصادرِ البشريةِ عَيْب، بلْ كأنَ الصحابةَ والتابعينَ وتابعيهم والفُقهاء، ليسوا مصادِرَ بشرية...!

وكأنَ رُشدي رأى الجنةَ والنارَ والصِراط، بأمِ عينيه، ماثِلةً شاخِصة، فصدَّقَ وصلى.

ومَنْ مِنّا، سيُسدي النُصْحَ لرُشدي، ويهمِسُ لهُ أنَهُ مُقلِد، باستخدامهِ "فيسبوك"...!

للأسف، لا أحدَ على هذه الأرض، لديهِ فسحةٌ مِنَ الوقت، ليُبعثرَهُ في الفراغ...!

3

حدوتةُ طائرةِ زامبيا... هل نفَتِشْ عنْ "هيركيول بوارو"؟

كأنما جميعُ أطرافِ حدوتةِ الطائرة، التي هبطتْ في العاصمةِ الزامبيةِ -الاثنين الماضي- قادِمةً مِنَ القاهِرة، اطلَعوا على النصيحةِ الواردةِ في قِصةِ العدوِ السِري لكاتبةِ الرواياتِ البوليسيةِ الأشهر، أغاثا كريستي...!

"إياكَ أنْ تقولَ كلَ ما تعرِفُه، حتى لمَنْ تعرِفهُم".

انتظرْ ريثَما يكُفُ عنْ دوارهِ المكان، فالتحقيقاتُ لم تنتهِ.

رُبما، ومَنْ يدري؟ تحتاجُ السلطاتُ الأمنيةُ في لوساكا، إلى خِدماتِ المُحققِ في رواياتِ كريستي "هيركيول بوارو"، إنْ كانَ حيّا...!

في الواقِع، بدتْ قضيةُ الطائرة، ، وفيها ما وصفتْها السُلطاتُ الزامبيّة، بـانها بضائع خطِرة، كلُغزٍ مُحيِّـر.

اقرؤوا مَعي:

خمسةُ ملايين وستمئةِ ألفِ دولارٍ أمريكي

مئةٌ وسبعةٌ وعِشرونَ كيلوغرامًا ومئتا جرامٍ مِن الذهب

خمسُ بنادق وذخيرة

عشرةُ أشخاصٍ مُشتبهٌ بهِم، بينهُم سِتةُ مِصريين.

ولأنَّ ليسَ كلُ ما يلمعُ ذهبًا -كما تعلمون- نُسِبَ لاحِقاً لوزيرِ المعادنِ الزامبي، أنَّ مكوناتِ الذهبِ المُحرَّز، مَحضُ نُحاسٍ وقصدير وزِنك ونيكل...!

السُلطاتُ المِصرية، قالتْ كلماتٍ محدودة: الطائرةُ ليستْ مِصرية.

توقفتْ بمطارِ القاهرة، وخضعتْ للتفتيش، واستوفَتْ قواعِدَ الأمنِ والسلامة، ثُم طارت.

بعضُ المِنصاتِ الإعلامية، التي تُقدمُ نفسَها كمُهتمةٍ بالتحقيقاتِ والاستقصاء، ذكرتْ أسماءَ ووظائفَ خمسةٍ مِنَ المِصريينَ السِتة، الذينَ يخضعونَ للتحقيقٍ ، وقالتْ إنَّ بينَهُم "ضُباطًا سابقين".

ولأنَّ القضيةَ لا تزالُ قَيدَ التحقيق، عليكَ ألا تُصدِّقَ كلَ ما يُقال، وأنْ تمتنِعَ -وفقَ روايةِ عدوٍ سِري- عنْ قولِ ما تعرِفُه، حتى لمَنْ تعرِفهُم.