ورطة حكومة طالبان بين يدي العالم.. عالم السياق مع حسينة أوشان

عالم السياق مع حسينة أوشان

بعدَ عِشْرينَ عاماً على إطاحتهِ لها مِن (عرشِ) كابل، اضطرَ الجيشُ الأمريكيُ إلى الانسحاب، وتركَ أفغانستان (غنيمةً) لحركةِ طالبان.

عامانِ مرّا، مُنذُ إحكامِ قبضتِها على البلاد، في أغسطس ألفين وواحِدٍ وعِشْرين، وتشكيلِها حكومةَ تصريفِ أعمال، برئاسةِ المُلا محمد حسن آخوند، لم تحظَ باعترافِ أيِ دولةٍ في العالَم، وما زالتْ تبحثُ عنْ شرعية، دونَها خَرْطُ القَتَادِ.

لا أحدَ مُستعِد، لدفعِ ثمنِ عَلاقةٍ معَ حاضِنةٍ للإرهاب، ومُصادِرةٍ للحقوقِ والحُريات.

ففي كابل، يُمكنكَ أنْ ترى مُتطرفي داعش خراسان والقاعدة، يجوبونَ الشوارعَ بحرية، في عمائمهمُ الزاهية، بينَما الأفغانياتُ يُركلنَ بقسوةٍ خارجَ المنظومةِ التعليمية، إذ إنَ عليهِن أنْ يقَرنَ في بيوتهِن، بلا وظيفة، ولا دراسة، ولا حركة، إلاّ في إطاٍر محدودٍ.

الجميعُ يخشونَ التطبيعَ معَ (طالبان)، لكنْ ما السبيلُ إلى مُساعدةِ هذا البلد؟

تسألُ مجلةُ فورين أفيرز الأمريكية، وتُجيب:

إنَّ الاعترافَ بحكومةِ طالبان ومنحَها الشرعية، رُبما ينقلانِها مِنْ حركةٍ مسلحةٍ (إرهابية)، إلى حكومةٍ تتمتعُ بالحقوقِ المتعارفِ عليها دَوليًا.

و تنقلُ المجلةُ عن مسؤولٍ بالحركة، أن واشنطن وحلفاءها يريدان، الحِوارَ بشأنِ أجندةٍ نِسوية، لن تقبلَ بها طالبان.

وبصرفِ النظر، عن خُلوِ حكومةِ طالبان مِنَ النِساء، ولا واحِدة، حتى على سبيلِ الترميزِ التضليلي، كيفُ تفسرُ طالبان ، انتسابَ خمسةٍ وتِسْعينَ في المئة، مِنْ حكومتهِا إلى عِرقيِّةٍ واحدة؟!

 لا إجابات ..

مسؤول في طالبان شرحَ لـ(فورين أفيرز) أنَ حكومتَهُ أكثرُ شموليةً مِن سابقتِها، وأنَها تبسُطُ سيطرتَها على كلِ الأراضي الأفغانية، فلا داعيَ لعدمِ الاعترافِ بِها. 

بالتزامن  يُعلنُ وزيرُ التعليمِ العالي، استعدادَ جامعاتِ بلادِه، لإعادةِ استيعابِ الطالبات، لكن مِن دونِ أنْ يمسَ ذلك -حتى إشعارٍ آخَر- الحظرَ الذي أصدرهُ زعيمُ الحركة، في ما يتعلقُ بمدينةِ قندهار.

تحديّاتٌ جَمة، تواجِهُ حكومةَ كابل، ما يجعلُ طالبان أقلَ زهواً بسُلطتِها.

قيودٌ وعقوبات، تجميدٌ للأصول، وعجزٌ بالبنوكِ والقطاعاتِ الحيوية.

أزمةٌ اقتصادية، وعُزلةٌ كامِلة.

وعلى هذا النحو، يُخشى أنْ تغرقَ أفغانستانُ في الفوضى، قبلَ الاعترافِ الرسميِ بحكومةِ ملالي طالبان...!