حداد في العراق.. ارتفاع ضحايا مستشفى ابن الخطيب إلى 82 قتيلاً و110 جرحى

يواصل عدد من أهالي المرضى المفقودين، البحث عن أقاربهم المرضى، وقال قريب لأحد المرضى، إنه ما زال يبحث عن معلومات عن قريبه

حداد في العراق.. ارتفاع ضحايا مستشفى ابن الخطيب إلى 82 قتيلاً و110 جرحى
مستشفى ابن الخطيب

فريق تحرير – السياق

ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق، الذي اندلع ليل السبت، داخل وحدة للعناية المركَّزة، لعلاج مرضى كورونا، في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، إلى 82 قتيلاً و110 جرحى، حسبما أعلنت وزارة الداخلية العراقية الأحد.

وعقب الحادث، أعلنت الحكومة العراقية، الحداد الوطني، لمدة ثلاثة أيام، على أرواح الضحايا، معتبرة ما حدث "مساً بالأمن القومي العراقي".

ارتفاع عدد الضحايا

وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثَّها ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فرق الدفاع المدني، خلال محاولتها إخماد الحريق، الذي طالت ألسنته معظم طوابق المستشفى الخاص.

ولم تعلن وزارة الصحة، أي حصيلة رسمية، وقالت في بيان، إنها "ستعلن في وقت لاحق، العدد الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى".

في المقابل، يواصل عدد من أهالي المرضى المفقودين، البحث عن أقاربهم المرضى، وقال قريب لأحد المرضى، إنه ما زال يبحث عن معلومات عن قريبه، مؤكِّداً أنه سأل كل المستشفيات في المنطقة، فضلاً عن ثلاجات الموتى أيضاً، وأقسام التشريح، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

إلى ذلك، قال رجل آخر، لديه 3 أقرباء في المستشفى: "إن كل الهواتف مغلقة منذ الساعة العاشرة مساءً حتى الآن، والله متنا، لا نعرف شيئاً، حتى عن واحد منهم، هم ثلاثة، عمي وزوجته وعم أمي".

وأكَّـد شاهد عيان، يدعى أحمد زكي، كان يزور شقيقه، عندما اندلع الحريق، أن المشاهد لا توصف، كان الناس يقفزون من النوافذ، لأن الحريق انتشر بسرعة، في جميع أنحاء الوحدة المجهَّزة لإيواء مرضى كورونا.

محاسبة المقصرين

وعقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً، مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية، والمسؤولين في مقر قيادة عمليات بغداد، وأمر بإعلان الحداد على أرواح "شهداء الحادث"، معتبراً ما حدث مساً بالأمن القومي العراقي.

واعتبر الكاظمي، أن الإهمال في مثل هذه الأمور، ليس مجرَّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمل مسؤوليتها جميع المقصرين، ووجَّه بإجراء تحقيق في الحادث، على أن تُعلَن نتائجه خلال 24 ساعة، مُشدِّداً على ضرورة محاسبة المقصِّر، مهما كان.

ودعا رئيس الوزراء إلى تشكيل فريق فني، من الوزارات المعنية، لضمان اتخاذ إجراءات السلامة، في جميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة، خلال أسبوع، وفي كل أنحاء العراق، مُشدِّداً على أنه أصدر توجيهاً واضحاً: "كل مدير عليه أن ينزل بنفسه، ويتابع إجراءات السلامة".

التحفظ على مسؤولين

وأمر الكاظمي، إثر الكارثة، باعتبار الضحايا الذين سقطوا في الحريق "شهداء" ومنح عائلاتهم "كل حقوق الشهداء"، إضافة إلى معالجة جرحى الحريق على نفقة الدولة "بما في ذلك العلاج خارج العراق".

ووجَّه رئيس الوزراء العراقي، باستدعاء مدير المستشفى ومدير الأمن، والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى، للتحقيق الفوري معهم، على خلفية الحادث، والتحفظ عليهم، لحين إكمال التحقيقات، ومحاسبة جميع المقصِّرين بالقانون.

ما أسباب الحريق

أعلن الدفاع المدني، أن الحريق اندلع إثر انفجار اسطوانة أوكسجين، مشيراً إلى أن "المستشفى يخلو من منظومة استشعار الحرائق وإطفائها، إضافة إلى أن الأسقف الثانوية، عجَّلت انتشار النيران، لاحتوائها على مواد فلينية سريعة الاشتعال.

وأوضح مدير الدفاع المدني، اللواء كاظم بوهان، أن الحريق اندلع في الطابق المُخصَّص للإنعاش الرئوي، وانتشرت النيران بشكل سريع، وقال إن مستشفى ابن الخطيب ببغداد قديم، ولا توجد فيه منظومة لإطفاء الحرائق، بل فقط وسائل إطفاء بسيطة، لا تفي بالغرض.