دوري السوبر الأوروبي.. انقلاب في عالم كرة القدم

الهجوم اللافت، على فكرة دوري السوبر الأوروبي، في مهدها، جعل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، تعلن انسحابها من الدوري، بعد 48 ساعة من إطلاقه

دوري السوبر الأوروبي.. انقلاب في عالم كرة القدم

بعد ساعات، من إعلان إنشاء بطولة جديدة باسم "دوري السوبر الأوروبي"، تضم 12 من أكبر الأندية الأوروبية، تصاعدت الاحتجاجات، من جماهير وسياسيين ومسؤولين، في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وسرعان ما باتت المنافسة، التي أثارت جدلًا كبيرًا، في مهبِّ الريح.

انسحاب مبكر

وكانت أندية كرة القدم الإنجليزية، إضافة إلى ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، وإنتر ميلان وإي سي ميلان ويوفنتوس، من إيطاليا، أعلنت خُططًا لتشكيل الدوري الجديد.

غير أن الهجوم اللافت، على فكرة دوري السوبر الأوروبي، في مهدها، جعل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، تعلن انسحابها من الدوري، بعد 48 ساعة من إطلاقه، إذ وصف البعض، فكرة إنشاء الدوري الجديد بـ "الانقلاب" على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ويُعَدُّ مانشستر سيتي، أول نادٍ يعلن انسحابه من المسابقة الجديدة، تبعه مانشستر يونايتد وليفربول، وأرسنال وتوتنهام هوتسبير وتشلسي.

وتقدَّم جون هنري، مالك نادي ليفربول الإنجليزي، باعتذار رسمي، إلى المشجعين ومدرب الفريق، يورغن كلوب، بسبب "الارتباك" الناجم عن دوري السوبر الأوروبي.

غير أنه لا تأكيد حتى الآن، من الأندية الباقية، بما إذا كانت ستنسحب هي الأخرى، غير أن أتلتيكو مدريد الإسباني، أعلن انسحابه، ويُعَدُّ النادي الإسباني الأول، الذي ينسحب.

جونسون يشيد

وأثنى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على قرار الأندية الإنجليزية الستة، المشتركة في مشروع دوري السوبر لكرة القدم، بالانسحاب بعد 48 ساعة، من موافقتها على الانضمام إلى أندية إسبانية وإيطاليا، في مسابقة النُّخبة المثيرة للجدل.

وقال جونسون: أرحب بما أعلن الليلة الماضية، هذه هي النتيجة الصحيحة لكرة القدم والجماهير والأندية والمجتمعات في كل أنحاء البلاد، علينا مواصلة حماية رياضتنا الوطنية العزيزة.

بصقة على وجه الكرة

في السياق، وصف ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، دوري السوبر الأوروبي، الذي اقترحت إقامته أندية من النخبة، بأنه "بصقة على وجه كرة القدم الأوروبية".

وقال تشيفرين بمؤتمر صحفي في مونترو بسويسرا : "في رأيي، هذه الفكرة بصقة على وجه عُشّاق كرة القدم ووجه مجتمعنا أيضًا، لذلك لن نسمح لهم بأخذ كرة القدم منا".

المؤسسون يعيدون النظر

انسحاب كل هذه الأندية، يجعل من الصعب إقامة بطولة السوبر، من دون أندية الدوري الإنجليزي الأبرز، ما يدل على أن البطولة المثيرة للجدل "لن تقوم".

بعد الانسحابات المتتالية للأندية، أعلن مؤسسو البطولة، أنهم سيعيدون النظر في الخُطوات الأنسب، لإعادة هيكلة المشروع، وذلك في أعقاب موجة انسحابات الأندية المؤسسة.

وقال فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد: نبذل قصارى جهدنا، لإطلاق البطولة الموسم المقبل، في حال التوصل إلى اتفاق مع "يويفا"، وربما ننتظر عامًا آخر، في حال عدم الاتفاق، لكن لا يمكن الانتظار حتى عام 2024 للتغيير وإطلاق البطولة.

وأضاف: "توصلنا إلى خلاصة، مفادها أن دوري سوبر أوروبي، بديل لدوري أبطال أوروبا، هو الحل الوحيد، لتعويض الخسارة في الدخل المالي.

العائد المادي

يبدو أن العائد المادي للبطولة كبير جدًا، مقارنة بالبطولات الأخرى، إذ تسعى الأندية إلى مضاعفة دخلها، بدلًا من الاكتفاء بالدخل المحدَّد، الذي تمنحه بطولة دوري أبطال أوروبا للأندية.

ومن المقرَّر أن تحصل الأندية المؤسسة على 3.5 مليار يورو (4.19 مليار دولار) لدعم خطط الاستثمار، في البنية التحتية، ومواجهة تداعيات كورونا.

بينما سيحصل البطل على نحو 400 مليون يورو، وهو مبلغ ضخم، يزيد على 3 أضعاف الـ 120 مليون يورو، التي يمنحها "يويفا" للفائز بدوري أبطال أوروبا كل عام.

بينما سيوزع 1.95 مليار يورو على فريق دوري السوبر الأوروبي، إذ سيُسلَّم 488 مليونًا (25%) دفعات أولية و585 مليونًا، بناءً على النتائج.

في المقابل، ستصل عائدات البث التليفزيوني للبطولة، إلى 10 مليارات يورو، وهي قياسية، مقارنة بـ 4 مليارات فقط، حقَّقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2020، من البث التلفزيوني، لكل مسابقاته.