واشنطن توجه ضربة لأنقرة.. طائرات F35 لن تحلِّق في سماء تركيا
أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن بلاده أخطرت تركيا، بإخراجها رسمياً من برنامج إنتاج مقاتلات F35، التي تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية

فريق تحرير - السياق
بعد أيام من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنها ستمضي قُدمًا في صفقة بـ 23 مليار دولار، لبيع أسلحة للإمارات، منها طائرات F35 المتقدِّمة، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن بلاده أخطرت تركيا، بإخراجها رسمياً من برنامج إنتاج مقاتلات F35، التي تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية.
ونقلت وسائل إعلام تركية، عن المسؤول، الذي فضَّل عدم كشف اسمه، أن الإخطار يشير إلى فسخ مذكرة التفاهُم المشتركة المفتوحة، لتوقيع المشاركين في البرنامج، عام 2006، التي وقَّعت عليها تركيا في 26 يناير 2007، وعدم ضم تركيا إلى مذكرة التفاهُم الجديدة.
وأضاف المسؤول، أن مذكرة 2006 حُدثت مع الشركاء الثمانية المتبقين، ولم يتم ضم مشاركين جدد إلى البرنامج.
وتُعَدُّ تركيا، إحدى الدول المشاركة، في مشروع تصنيع المقاتلة المذكورة، ودفعت نحو 900 مليون دولار، في إطار المشروع.
إلى جانب تركيا، تتألَّف الدول المشاركة في البرنامج، من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا والدنمارك وكندا والنرويج.
وفي يوليو 2019، علَّقت الولايات المتحدة، شراكة تركيا في المشروع، بسبب تسلُّمها منظومة الدفاع الصاروخية الروسيةS400 .
ما السبب؟
حصول تركيا، على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S400 ، التي تقول واشنطن إنها تهدد مقاتلات F35، هو السبب المباشر، في قرار الولايات المتحدة، بإخراج تركيا من إنتاج المقاتلات الحديثة.
وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات على تركيا، بسبب أنظمة S400، مستهدفة صناعة الدفاع وكبار مسؤولي القطاع.
وكانت الولايات المتحدة، قرَّرت أيضاً، إلغاء تدريب طيارين عسكريين أتراك، على التعامُل مع الطائرة، كجزء من عقاب أنقرة، بعد صفقة نظام الدفاع الجوي مع موسكو.
ومن الأسباب أيضاً، تخوُّف الولايات المتحدة، من خرق معلومات تكنولوجية حساسة، في حال استخدام المنظومة مع معدات غربية، مثل مقاتلة F35.
وطلبت تركيا 100 طائرة طراز F35، واستثمرت صناعاتها الدفاعية، مبالغ طائلة في مشروع تطويرها، حتى استبعادها من البرنامج بسبب شراء S400.
أنقرة تتحرك قضائيًا
في المقابل شَرَعت أنقرة في التحرك قضائيًا، من أجل العودة إلى برنامج المقاتلة F35، إذ أوكلت شركة في أمريكا، لإطلاق حملة ضغط، لإعادة قبولها في برنامج المقاتلات الأميركية، بعد أن عُلِّق اسمها، بسبب شراء دفاعات جوية روسية.
وأَبرمت أنقرة العقد، مع شركة المحاماة Arnold & Porter ، لمدة ستة أشهر بـ750 ألف دولار، لكن يبدو أن تحركات تركيا، لن تعيدها إلى برنامج إنتاج مقاتلات F35، بعد قرار واشنطن بإخراجها، بشكل رسمي ونهائي.
الإمارات في طريقها للحصول على F35
وتعد طائرة F35 من أكثر الأسلحة تقدُّمًا في الترسانة الأمريكية، ومقاتلة تسعى دول العالم إلى اقتنائها، بفضل قدرتها على مراوغة الدفاعات الجوية للعدو، وقدرتها على المناورة والهجوم في الظروف والأجواء كافة، إضافة لامتلاكها خاصية التخفي والإفلات من الرادارات.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن، أبلغت الكونجرس الأمريكي، بأنها ستمضي قُدمًا في صفقة بـ 23 مليار دولار، لبيع أسلحة للإمارات، منها طائرات F35 المتقدِّمة، وطائرات مُسيَّـرة مسلَّحة، ومعدات أخرى.
وتتضمَّن الحزمة، التي تبلغ قيمتها 23.37 مليار دولار، منتجات من جنرال أتوميكس ولوكهيد مارتن ورايثيون تكنولوجيز، بما في ذلك 50 طائرة من طراز F35 لايتنينج2، وما يصل إلى 18 طائرة مُسيَّـرة من طراز إم.كيو-9 بي، وحزمة من ذخيرة جو-جو وجو-أرض.
وقال متحدِّث باسم الخارجية الأميركية، إن الإدارة تعتزم المضي قُدمًا، في بيع الأسلحة للإمارات "حتى في الوقت الذي نواصل فيه مراجعة التفاصيل والتشاور مع المسؤولين الإماراتيين" في ما يتعلَّق باستخدام الأسلحة، وفقًا لوكالة رويترز".
وكانت إدارة الرئيس الديمقراطي، قد علَّقت الصفقة، التي أقرها سلفه الجمهوري دونالد ترامب، من أجل مراجعتها، كأغلبية القرارات التي اتخذها الرئيس السابق، لكن الإمارات قالت إنها كانت تتوقَّع قرار المراجعة، ووافقت على جهود مشتركة، من أجل التهدئة، واستئناف الحوار في المنطقة.
وقال بيان وزارة الخارجية: إن الحكومة الأمريكية، شرعت في حوار شامل مع الإمارات، من أجل التوصُّل إلى شراكة أمنية أكثر قوة.