انسحاب المرتزقة من ليبيا يهدد مشروع الإخوان
أطلق ناشطون ومدونون ليبيون هاشتاغ #تركيا_تطلع_برا ، انتقدوا من خلاله موقف تنظيم الإخوان في بلادهم، الذي تحرك بقوة لرفض أي دعوة لانسحاب القوات التركية وإجلاء مرتزقتها من ليبيا، وجاء هذا الانتقاد دعماً لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بعد دعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

فريق التحرير - السياق
كشف محللون متابعون للشأن الليبي أن الضغوط والتحركات المتصاعدة في الآونة الأخيرة لترحيل المرتزقة والقوات الموالية لتركيا من ليبيا باتت تثير مخاوف واسعة لدى جماعة الإخوان الذين يخشون من أن تهدد هذه المساعي نفوذهم ومصالحهم بالبلاد.
وتوقع مراقبون أن يشكل قرار مجلس الأمن الأخير بشأن ضرورة إخراج المرتزقة والتصريحات الدولية بهذا الشأن عامل ضغط كبير لإخراج المرتزقة من ليبيا، محذرين من أن تواجد تلك العناصر قد يعطل العملية الأمنية ويؤثر على العملية السياسية في ليبيا، ما قد، يضع الانتخابات المزمع إجراؤها أواخر العام الجاري على المحك.
وأفادت تقارير إعلامية، لم يتسنى لنا التأكد من صحتها، أن عناصر من المرتزقة بدأت فعليا الانسحاب من الأراضي الليبية إلى تركيا، وذلك بعد دعوة الحكومة الليبية الموحدة الجديدة إلى انسحاب "فوري" لكافة المرتزقة من البلاد.
تفاهمات إقليمية
الدعوات لإعادة المرتزقة علا صداها في الفترة الأخيرة بعد ضغوط دولية وإقليمية ومحلية، وفي إطار التقارب الذي بدأ حديثاً بين تركيا ومصر، وكانت تركيا قد مددت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشر جنودها وخبرائها والمقاتلين الموالين لها لمدة 18 شهراً، كما أرسلت طائرات مسيرة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق، رفضه البرلمان الليبي، ما أثار جدلاً داخلياً ومع دول الجوار.
هذا وأطلق ناشطون ومدونون ليبيون هاشتاغ #تركيا_تطلع_برا ، انتقدوا من خلاله موقف تنظيم الإخوان في بلادهم، الذي تحرك بقوة لرفض أي دعوة لانسحاب القوات التركية وإجلاء مرتزقتها من ليبيا، وجاء هذا الانتقاد دعماً لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بعد دعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
رد غاضب
بعد الدعوات لإجلاء المرتزقة، استنفرت قيادات الإخوان في ليبيا وقواتها التي تسمى "بركان الغضب" للردّ على هذه الدعوة والدفاع عن التواجد التركي.
وأكد حزب "العدالة والبناء" الإخواني أن دعوة إجلاء القوات التركية من ليبيا "أمر مثير للاستغراب"، زاعماً أن "هذه القوات المتواجدة على الأراضي الليبية، جاءت دعماً للاستقرار وبناءً على اتفاقية رسمية مشتركة مع الدولة الليبية"، مضيفاً: "إنهم ليسوا مرتزقة".
وواصل الحزب دفاعه المستميت عن استمرار التواجد التركي على الأراضي الليبية، معتبراً أنه "ليس من اختصاص حكومة الوحدة الوطنية التي جاءت بها خارطة الطريق إلغاء أية اتفاقيات دولية سابقة، إذ أن البتّ فيها من صلاحيات السلطة التي ستنبثق عن الانتخابات القادمة".
تقارير أممية
يستمر وجود العناصر الأجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا، وفقاً لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سلمه إلى مجلس الأمن.
وأشار التقرير إلى أنه جرى سحب قوات أجنبية من وسط مدينة سرت وغربها نحو منطقة وادي هراوة الواقعة على مسافة خمسين كيلومتراً شرق سرت، للمساهمة في تأمين المدينة وإعادة فتح مطار القرضابية.
وقدّرت الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي عدد العسكريين والمرتزقة الأجانب في ليبيا بعشرين ألفاً، من جنسيات مختلفة "روس وتشاديون وسودانيون وسوريون"، إضافة إلى وحدات من الجيش التركي نشرت بموجب اتفاق ثنائي مع حكومة الوفاق الوطني.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن "تلقي المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة والموجودين ضمن الأراضي الليبية، تعليمات تركية بالبدء بتجهيز أمتعتهم وأنفسهم تحضيراً لبدء عودتهم إلى سوريا.
ووفقاً لإحصائيات المرصد، عاد نحو تسعة آلاف "مرتزق" سوري، ممن جندتهم الاستخبارات التركية، من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، من ليبيا بعد انتهاء عقودهم.