الأمير وليام يهاجم بي بي سي بسبب تعامل بشير في مقابلته السابقة مع ديانا في 1995!

هذه وصمة عارٍ صادمة لالتزام بي بي سي الدائم بالصحافة النزيهة، ومن المؤسف أن الأمر استغرق 25 عاماً حتى كُشفت الحقيقة كاملة.

الأمير وليام يهاجم بي بي سي بسبب تعامل بشير في مقابلته السابقة مع ديانا في 1995!
الأمير وليام

شن الأمير وليام هجوماً غير مسبوقٍ على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بسبب تعاملها مع الادعاءات المتعلقة بمقابلة بانوراما "Panorama" عام 1995 مع والدته الراحلة "ديانا" بعد اعتذار بي بي سي عن هذه القضية.

وقال الأمير وليام، الثاني في ترتيب ولاية العرش، أن مقابلة مارتن بشير مع أميرة ويلز "ديانا" أدت إلى تفاقم سوء العلاقة بين والديه، اللذان انفصلا عام 1992 وقررا الطلاق عام 1996، بعد بث هذه المقابلة.

هذا وقد كان الأمير يتحدث، بعد تحقيقٍ أثبت أن البشير كان قد كذب للحصول على مقابلةٍ مع الأميرة عام 1995 باستخدام أساليبٍ مخادعة، تم التستر عليها لاحقاً، من خلال تحقيقٍ داخلي "غير فعالٍ بشكلٍ يرثى له" أجراه اللورد توني هول، والذي أصبح فيما بعد المدير العام للمذيع.

وشرح الأمير أن الطريقة المخادعة التي حصل بها البشير على المقابلة كانت قد "أثرت بشكلٍ كبير" على ما قالته والدته في المقابلة، إذ قالت أن الزواج كان "فوضوياً" بسبب علاقة زوجها الأمير تشارلز بكاميلا، زوجته الآن.

فيما قال الأمير ويليام في بيانٍ قدمه أيضاً في بثٍ لقناة "آي تي ​​في نيوز"، تُعدّ المنافس الرئيس لقناة "بي بي سي": "كانت المقابلة مساهمةً كبيرة في جعل علاقة والديّ أسوأ، وأساءت منذ ذلك الحين إلى عددٍ لا يحصى من الآخرين".

نُشر التقرير المتعلق بالمقابلة التي أجراها اللورد جون دايسون، وهو قاضٍ سابق في المحكمة العليا في المملكة المتحدة، يوم الخميس والذي يتضمن وصفاً لاذعاً لاستخدام البشير لوثائقٍ مزورة للوصول إلى الأميرة، قبل أن يكذب مراراً وتكراراً لتغطية آثاره.

وقال الأمير أن الأمر سبب له "حزناً لا يوصف" لعلمه أن إخفاقات "بي بي سي" "ساهمت بشكلٍ كبير" في "مشاعر الخوف، البارانويا والعزلة" التي يتذكرها منذ سنواته الأخيرة مع الأميرة ديانا.

ولو أن الـ "بي بي سي" كانت قد حققت بشكلٍ صحيح في الشكاوى والمخاوف التي أُثيرت لأول مرةٍ عام 1995، فإن والدته التي توفيت في أغسطس 1997، كانت ستعرف أنها قد خُدعت وهذا ما يؤلم الأمير وليام ويحزنه على الإطلاق.

وقال: "لم تُخدع فقط من قِبل مراسلٍ محتال، وإنما من قِبل قادةٍ في الـ "بي بي سي" الذين غضوا نظرهم عن الأمر، بدلاً من طرح الأسئلة الصعبة" وأضاف: "إن وجهة نظري الراسخة أن برنامج البانوراما هذا، ليس له أي شرعيةٍ، ويجب ألا يتم بثه مرةٌ أخرى، فقد أُسس وروج لروايةٍ خاطئة، سُوقت على مدار أكثر من ربع قرن من قِبل هيئة الإذاعة البريطانية وآخرين ".

وقال وزير العدل، روبرت باكلاند، يوم الجمعة أن التقرير "المفصل والشامل" أظهر أن فريق الإنتاج لم يكن فقط هو الذي ارتكب الخطأ الأول، بل تم اتخاذ قراراتٍ "خاطئة" أخرى "على مستوى أعلى بكثير" في المنظمة حول سلوك هؤلاء الأفراد.

ووضح بكلاند لـ "بي بي سي" أنه يتعين على الحكومة الآن النظر في القضايا التي أُثيرت في التقرير بقوله: " تحتاج الحكومة إلى النظر بعنايةٍ شديدة لمعرفة ما إذا كانت إدارة الـ "بي بي سي"بحاجةٍ إلى إعادة تشكيلٍ وإصلاح في ضوء هذه النتائج المدمرة".

وحتى بعد ربع قرن، فإن التحقيق الرسمي يمثل ضربةً لسمعة هيئة الإذاعة العامة الوطنية في المملكة المتحدة وبعض كبار مسؤوليها التنفيذيين الحاليين والسابقين.

أصبحت مقابلة ديانا مع بشير، التي أذاعها البرنامج الاستقصائي الرائد للشركة، واحدةً من أكبر الدعايات في تلك الحقبة والتي تضمنت ملاحظة الأميرة ديانا التي تقول فيها: "كنا ثلاثةً في هذا الزواج، لذلك كان مزدحماً بعض الشيء" في إشارةٍ إلى علاقة زوجها الأمير تشارلز بكاميلا التي سيتزوجها لاحقاً، وهي دوقة كورنوال.

واستناداً للتحقيق، قام البشير بتزييف البيانات المصرفية وعرضها على شقيق ديانا، إيرل سبنسر، لإقناعه بمساعدة البشير في الوصول إليها، وكانت الوثائق تشير إلى أن أفراد العائلة المالكة قد حصلوا على أموالٍ لإبقاء الأميرة تحت المراقبة.

وقال البشير، الذي استقال من المؤسسة الأسبوع الماضي، أن تزوير الوثائق هو "أمرٌ يندم عليه بشدة" لكنه أصر على أنه "ليس ذو تأثيرٍ" على قرار ديانا بالمشاركة في المقابلة.تنتقد النتائج التي توصل إليها دايسون هول، ودوره في تحقيقٍ داخلي أُجري عام 1996 على سلوك البشير، والذي نتج عنه أن البشير كان "رجلاً أميناً وشريفاً".

وقال دايسون أن هول تجاهل أكاذيب البشير الجادة وغير المبررة ولم يتحقق من حسابه مع سبنسر.

كان هول مديراً إدارياً للأخبار والشؤون الجارية وقت التحقيق الداخلي، واستمر في قيادة الـ "بي بي سي" لمدة سبع سنواتٍ حتى استقالته العام الماضي، كما أنه لا يزال رئيساً للمعرض الوطني.

يرى دايسون أن هول "لا يمكن أن يكون قد استنتج بشكلٍ معقول" أن البشير كان أميناً، كما أنه يرفض ادعاء "بي بي سي" بعدم وجود تسترٍ علي المخالفات في تقاريرها وفي إجاباتها على أسئلة الصحفيين الخارجيين، وكتب دايسون: " لقد تهاوت هيئة الإذاعة البريطانية من المعايير العالية للنزاهة والشفافية دون مبررٍ يُذكر".

وقد اعتذر هول يوم الخميس وقال كانت هناك خطواتٌ أخرى "كان من الممكن ومن الواجب أن نتخذها " ولكن " بعد فوات الأوان" وأضاف: "كنت مخطئاً في اعطاء مارتن بشير الثقة".

قال اللورد جون بيرت، المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية وقت المقابلة أنه أصبح من الواضح الآن أن هناك "مراسلاً مخادع" في بانوراما "قام بتلفيق روايةٍ مفصلةٍ ملفقةٍ تماماً بتعاملاته مع إيرل سبنسر وديانا، أميرة ويلز".

"هذه وصمة عارٍ صادمة لالتزام "بي بي سي" الدائم بالصحافة النزيهة، ومن المؤسف أن الأمر استغرق 25 عاماً حتى كُشفت الحقيقة كاملة".

فيما وافق تيم ديفي، خليفة هول كمديرٍ عام، على أن هيئة الإذاعة البريطانية "قد فشلت بقوةٍ في الصبو إلى يتوقعه للجمهور".

وقال: "كان على "بي بي سي" أن تبذل جهداً أكبر للوصول إلى حقيقة ما حدث في ذلك الوقت، وأن تكون أكثر شفافيةً بشأن ما تعرفه"، وأضاف: "بينما لا تستطيع الـ "بي بي سي" إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعد ربع قرن، يمكننا تقديم اعتذارٍ كاملٍ وغير مشروط، هذا ما تقدمه "بي بي سي" اليوم!".