ما أسباب توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا؟

تصاعدت الأزمة الدبلوماسية، بين المغرب وإسبانيا، بشكل كبير، على خلفية وصول آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الخاضعة للسيادة الإسبانية، قادمين من الرباط، وسط اتهام مدريد للرباط، بتعمُّد السماح للمهاجرين بدخول أراضيها.

ما أسباب توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا؟
زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي

تصاعدت الأزمة الدبلوماسية، بين المغرب وإسبانيا، بشكل كبير، على خلفية وصول آلاف المهاجرين إلى "جيب سبتة" الخاضعة للسيادة الإسبانية، قادمين من الرباط، وسط اتهام مدريد للرباط، بتعمُّد السماح للمهاجرين بدخول أراضيها.

استدعاء السفيرة

تسبَّب تدفُّق الآلاف من المهاجرين غير القانونيين إلى سبتة، في استدعاء الخارجية الإسبانية، سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، بينما ردَّت المملكة المغربية، باستدعاء سفيرتها للتشاور.

ورهن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عودة سفيرة بلاده إلى مدريد، بانتهاء الأسباب الحقيقية للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وقال إن السفيرة لن تعود، ما دامت الأزمة قائمة.

وأوضح بوريطة، في تصريحات صحفية، أن السبب الرئيس للأزمة بين البلدين، هو دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إسبانيا بطريقة لا تحترم العلاقات بين البلدين.

ووصل نحو ثمانية آلاف مهاجر، سباحة أو سيراً، أو في قوارب مطاطية صغيرة، إلى جيب سبتة الإسباني من المغرب، كما دخل أكثر من 300 مهاجر إلى جيب مليلية، ما أثار أزمة بين البلدين.

إسبانيا تتهم المغرب بالابتزاز

اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، المغرب بالاعتداء والابتزاز، بعدما وصل أكثر من 8000 مهاجر إلى جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين.

وأضافت، في تصريحات صحفية: "لا نتحدَّث عن شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، بل سُمح لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات بالمرور، وفقاً لمنظمات غير حكومية... في تجاهل واضح للقانون الدولي". وتابعت: "سمّوا هذا الوضع ما تريدون، لكنني أسميه ابتزازاً".

بينما قالت منظمة العفو الدولية: إن السلطات المغربية استخدمت طالبي اللجوء، للضغط على إسبانيا، لأغراض سياسية.

أسباب الأزمة

في المقابل، بدأت إسبانيا فصلاً جديداً من التصعيد ضد المغرب، إذ تشن مدريد حرباً دبلوماسية ضد الرباط، في العواصم الأوروبية، ووجَّهت الخارجية الإسبانية تعليمات، إلى سفرائها في أوروبا، بضرورة مواجهة تحرُّكات المغرب.

تأتي هذه التطورات، مع زيادة حدة التوتر بين البلدين، بعد سماح مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بدخول أراضيها، وعزت ذلك إلى أسباب "إنسانية بحتة".

ويتلقى إبراهيم غالي العلاج، في مستشفى إسباني منذ أبريل الماضي، بعد إصابته بكورونا، في خطوة أثارت غضب المغرب.

وأصدرت الخارجية المغربية، الشهر الماضي، بياناً شديد اللهجة، يعبِّـر عن استياء الرباط، من قرار مدريد، السماح لغالي بدخول أراضيها، بهوية مزيَّفة، مشيرة إلى أن القرار الإسباني، ستكون له تبعات، على علاقات البلدين.

وكان القضاء الإسباني، فتح تحقيقاً في تورُّط إبراهيم غالي، في جرائم ضد الإنسانية، بعد أن رفعت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، دعوى ضده، واتهمته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بحق معارضين.

كما دُعي زعيم جبهة بوليساريو، إلى المثول أمام القضاء، على خلفية قضية أخرى، اتهمه فيها المنشق عن الجبهة، فاضل بريكة، بـالتعذيب.

بدأ النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو على إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحوَّل الخلاف إلى نزاع مسلَّح استمر حتى عام 1991.

انتهاء الأزمة

بدوره أعرب وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، عن أمله بانتهاء الأزمة بين مدريد والرباط، وقال: "كان هناك خلاف مع المغرب، ونأمل أن يكون قصير الأجل قدر الإمكان"، في إشارة إلى قضية زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وأضاف، في حديث لمحطة كوب الإذاعية: "من غير المعقول، أن تثير لفتة إنسانية وضعاً كالأزمة في سبتة".

يشار إلى أن تصريحات وزير الداخلية الإسباني، جاءت بعد تحذير للسفيرة المغربية في مدريد، من أنه إذا سمحت إسبانيا لإبراهيم غالي، بمغادرة أراضيها، من دون إبلاغ الرباط، فإن ذلك سيزيد تفاقُم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.