تسونامي كورونا في الهند.. مشافي بلا أكسجين ومحارق جماعية للجثث

تواجه الهند موجة عاتية من الجائحة، شهدت معدَّلاً بلغ وفاة كل 4 دقائق في دلهي، وإصابة بين كل 3 أشخاص، خضعوا للفحص، بينما يعاني النظام الصحي، نقصاً حاداً في الأكسجين.

تسونامي كورونا في الهند.. مشافي بلا أكسجين ومحارق جماعية للجثث

فريق التحرير - السياق

مع الارتفاع القياسي، في عدد الإصابات بفيروس كورونا، في الهند، أصبحت المقابر والمحارق، عاجزة عن استيعاب الجثث، ولجأت السلطات، إلى إجراء عمليات حرق جماعي للجثث، في مواقع مؤقَّتة، وسط نداءات لقطع الأشجار، في حدائق المدن، لحرق الجثث.

رقم قياسي جديد

ومنذ الأسبوع الماضي، تواجه الهند موجة عاتية من الجائحة، شهدت معدَّلاً بلغ وفاة كل 4 دقائق في دلهي، وإصابة بين كل 3 أشخاص، خضعوا للفحص، بينما يعاني النظام الصحي، نقصاً حاداً في الأكسجين.

وسجَّلت الهند رقماً قياسياً عالمياً، في عدد الإصابات اليومية، تجاوز 352991 حالة و2812 وفاة، ليتجاوز العدد الإجمالي للإصابات 17 مليون إصابة، في حين بلغت الوفيات 195123، بحسب بيانات وزارة الصحة.

وأصبحت الهند، البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، شبه عاجزة عن كبح انتشار الوباء، مع تكدُّس المرضى في المستشفيات، ونقص حاد في الأكسجين والأدوية.

أزمة الأكسجين

ووجَّهت المستشفيات في الهند، نداءات استغاثة، من أجل الحصول على إمدادات طارئة للأكسجين، لإنقاذ مرضى كورونا، في المقابل نشرت السلطات قوات الشرطة، لتأمين إمدادات الأكسجين.

وتعود أزمة نقص الأكسجين إلى أسباب عدة، منها بُعد المسافة، بين مصانع الإنتاج والمستشفيات، وسوء التخطيط، وفق بعض المراقبين، إضافة إلى أن أرقام الإصابات القياسية، شكَّـلت ضغطاً أكبر، على مرافق إنتاج الأكسجين، التي تعاني ضغوطاً شديدة.

إلى ذلك، شكا كبار الأطباء الهنود، من لجوء المواطنين، إلى تخزين الأكسجين والأدوية الحيوية في منازلهم، ما يتسبَّب في حالة من الذُّعر، في المستشفيات التي تعالج مرضى كورونا الذين حالتهم خطيرة، بحسب تقرير لـ "الغارديان".

وتسبَّب نقص الأكسجين، في لجوء أقارب المرضى، إلى البحث عن أكسجين من خارج المستشفى، ويقول رجل لـ NDTV إنه وقف في طابور طويل، لملء أسطوانة أكسجين سعة 10 لترات، لوالده البالغ من العمر 65 عامًا.

بينما قال قريب آخر، إن شقيقه كان في المستشفى لمدة 10 أيام، وإن الأسرة كانت تحصل على الأكسجين بنفسها.

منطقة حرب

ونتيجة للأرقام القياسية، لعدد وفيات كورونا، أصبحت المحارق والمقابر في الهند، عاجزة عن استيعاب جثث الموتى، وباتت المحارق الجنائزية المتوهِّجة تضيء السماء، في مدن أخرى تضرَّرت بشدة.

وقال مامتيش شارما، مسؤول في محرقة بمدينة بوبال، إن "الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش"، وأضاف: "نحن نحرق الجثث فور وصولها، كأننا في حرب".

ما هي السلالة الهندية؟

مع مرور الزمن، بدأ فيروس كورونا التحوُّر، وظهرت سلالات جديدة، في عدد من الدول، آخرها في الهند.

 ووفقاً لدراسات، فإن متغيَّر الفيروس المزدوج، في السلالة الهندية، الذي يطلق عليه (B.1.617)، ظهر لأول مرة، نهاية مارس الماضي، في ولاية ماهاراشترا، غربي الهند.

وتُعَدُّ السلالة الهندية الجديدة، أكثر عدوى، وهي قادرة على الهروب، من الأجسام المضادة.

وكشفت دراسة جديدة، أن خطر السلالة الهندية، لا يكمن في الأعراض فقط، بل في سرعة انتقال المرض، وانتشار العدوى.

انتشرت السلالة الهندية، حتى الآن، في 21 دولة، وفقاً لبيانات المبادرة الدولية، لمشاركة بيانات الإنفلوانزا.

العالم يغلق أبوابه

في المقابل، اتخذت معظم الدول، إجراءات احترازية، للحد من تفشي فيروس كورونا في الهند، ولجأت دول عدة، إلى حظر السفر، على معظم القادمين من الهند.

ومن أبرز الدول، التي حظرت السفر من الهند: المملكة المتحدة وكندا، وعربياً: الإمارات والكويت.

هروب الأثرياء

الأرقام المقلقة لحالات كورونا، دفعت الأثرياء الهنود، إلى الهروب من البلاد، عبر دفع مبالغ طائلة، على رحلات الطيران، في اللحظة الأخيرة، واستئجار رحلات الطائرات الخاصة، رغم قيود السفر.

وقال متحدث باسم شركة الطيران المستأجر الهندية "إير تشارتر سيرفيس إنديا" لوكالة فرانس برس: إن مستوى الاهتمام بالطائرات الخاصة، أصبح جنونياً في الهند مؤخراً.

جهود دولية

إلى ذلك، تتواصل الجهود الدولية، لتقديم المساعدات إلى الهند، وبدأت بريطانيا إرسال أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة تركيز الأكسجين.

بينما قالت الحكومة الأمريكية، إنها ستوفِّر المواد الخام للقاحات، التي كانت تخضع لضوابط التصدير.

وقال الرئيس الأميركي، إن بلاده مُصمِّمة، على مساعدة الهند، في مواجهة الزيادة الهائلة لحالات الإصابة بكورونا، مثلما ساعدت الهند الأميركيين، عندما كانت المستشفيات الأمريكية تئن تحت وطأة الوباء.

عربياً، أرسلت السعودية 80 مليون طن، من الأكسجين السائل إلى الهند، لمواجهة التفشي الحاد لفيروس كورونا.

وأكَّد عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، دعم دولة الإمارات ومساندتها للهند، لتجاوز الظروف الصحية، التي تعيشها حالياً.