مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: فشل إيران في تفسير آثار اليورانيوم مشكلة كبيرة

لا يشارك غروسي بشكل مباشر، في محادثات فيينا، التي تمر حالياً بمرحلتها الخامسة، بشأن شروط عودة إيران وأمريكا، إلى الامتثال المتبادل لاتفاق 2015، لكن المنظمة تشارك في المشورة الفنية، بشأن مصداقية إيران، وكيفية إعادة صياغة الاتفاقية، وهو أمر بالغ الأهمية.

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: فشل إيران في تفسير آثار اليورانيوم مشكلة كبيرة
رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

ترجمات السياق 

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن فشل إيران في تقديم تفسيرات موثوقة لآثار اليورانيوم، التي عُثِـرَ عليها في موقعين غير معلنين "مشكلة كبيرة" تؤثر في مصداقيتها.

وأضاف رافائيل غروسي: إن إيران والولايات المتحدة، لا يمكنهما -ببساطة- العودة إلى الاتفاق النووي القديم، بالشروط نفسها التي وُقِّعتا عليه عام 2015، لكنهما بحاجة إلى فهم جديد، لكيفية التعامل معه، وزيادة المعرفة النووية الإيرانية، وامتلاكها لأجهزة طرد مركزي أكثر تقدُّماً.

لا يشارك غروسي بشكل مباشر، في محادثات فيينا، التي تمر حالياً بمرحلتها الخامسة، بشأن شروط عودة إيران وأمريكا، إلى الامتثال المتبادل لاتفاق 2015، لكن المنظمة تشارك في المشورة الفنية، بشأن مصداقية إيران، وكيفية إعادة صياغة الاتفاقية، وهو أمر بالغ الأهمية.

غروسي، الدبلوماسي الأرجنتيني، أنقذ محادثات فيينا مرتين من الانهيار، من خلال التفاوض على اتفاقيات فنية مؤقتة، لمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصولاً إلى المواقع النووية الإيرانية المعلنة، لكن محدود.

وينطوي الاتفاق، على سماح إيران للكاميرات المغلقة، بمواصلة العمل داخل المواقع النووية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تتمكَّن من الوصول إلى اللقطات.

واعترف بأنه كان يحتفظ بالاتفاق بشأن أجهزة دعم الحياة، بينما تحاول إيران وأمريكا، الوصول إلى نسخة معدَّلة، من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو اسم الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وقال إن وظيفته، ليست توجيه إنذار لإيران، لشرح سبب اكتشاف اليورانيوم غير المبرر في ثلاثة مواقع (إيران قالت إن أحدها كان منشأة لتنظيف السجاد)، وإنما الإبلاغ عن الحقيقة التقنية، إنهم يعرفون أن عليهم تقديم تفسيرات، "نطلب منهم أن يخبرونا بكل هذه الامور  لأن تفسيرها سيساعدهم".

وأضاف أنه أخبر المسؤولين الإيرانيين، بأن ذلك "سيؤثِّر في مصداقية بلدكم بشكل عام، وفرص أي اتفاق أوسع نطاقاً، تريدون إبرامه مع نظرائكم، في خُطة العمل الشاملة المشتركة".

وبيَّـن أن "مسؤوليتنا هي مصداقية وسلامة نظام عدم الانتشار"، مشيراً إلى أنه "يمكنني أن أقول أو أخفي أي شيء، ولكن اذا حدث أمر ما  خلال الخمس سنوات المقبلة ، سيكون ذلك تقصيراً في أداء واجبنا".

وأوضح غروسي: "وجدنا آثار يورانيوم خضعت للمعالجة الصناعية في أماكن مختلفة، ولم تعلن عنها إيران، وهي مشكلة كبيرة... بعض الناس يقومون بالتقليل من أهمية هذه الاكتشافات، ويصفونها بأنها  "أشياء قديمة"، علينا أن نكتشف حقيقة الأمور، ليس من أجل أي هوس أكاديمي لمدير عام، ولكن لأن الأمر يتعلق بمنع الانتشار النووي".

"نعلم أن شيئاً ما حدث هنا، ولا توجد طريقة للتغلُّب عليه، إذ وجدنا مواداً هنا، ما تاريخها ؟ كيف وصلت المكان ؟ وأين هي المعدات ؟ على الايرانيين  أن يجيبوا على هذه الاسئلة ".

ووصف تعاون إيران، مع تحقيقه الطويل الأمد، بأنه "عمل مستمر".

على نطاق أوسع، قال إن العودة الخطية إلى خُطة العمل الشاملة المشتركة القديمة، لم تكن ممكنة في محادثات فيينا، "ليس من الممكن، راكمت إيران المعرفة، وتراكمت أجهزة الطرد المركزي والمواد".

يجب أن يكون هناك ما وصفه بأنه "اتفاق ضمن اتفاقية، أو خارطة طريق للتنفيذ" حول كيفية معالجة تطور القوة النووية الإيرانية، بما في ذلك استخدامها لأجهزة طرد مركزي أكثر تقدُّماً، ما يسمح به اتفاق 2015.

"لديهم العديد من الخيارات، يمكنهم التفكيك والتدمير، ونحتاج أن نكون قادرين على التحقُّق بطريقة موثوقة، وفي الوقت المناسب".

وقال غروسي: إن مسألة المعرفة التي حصل عليها الإيرانيون في المجال النووي "من الصعب جداً التعامل معها، إذ طوروا أجهزة طرد مركزي جديدة، وأُجري عليها عمليات البحث والتطوير، وهي أمور لم يسمح بها الاتفاق النووي لعام 2015 أساساً، والآن المعضلة هي كيفية التعامل مع النتائجالتي توصلنا إليها بعد البحث، وما تحتاج عمله عند المرحلة هو وسيلة للتحقُّق من أنه إذا كانت لدى الإيرانيين كل تلك المعرفة التقنية النووية، فهم لن يستخدمونها في صُنع القنابل".

---------------

بقلم باتريك وينتوور