بعد مرور 100 يوم.. هل استطاع بايدن إقناع الأمريكيين بجوهر رئاسته؟
قسمت مراكز الأبحاث فترة المائة يوم، لقسم يتحدث حول وعود حملته الانتخابية التي لم يفِ بها، وقسم حول القرارات الجيدة التي وافقه عليها أغلب الأمريكيين.

السياق
تهتم الأوساط السياسية والإعلامية، بجردة حساب، للمائة يوم الأولى، من ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ شهدت هذه الفترة عدداً من القرارات المتضادة، لخليفته الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ولم يتمكن بايدن، حتى الآن، من إقناع الأمريكيين بجوهر رئاسته، وفقًا لمراكز الأبحاث، إذ قال نحو 44 في المائة، إنهم يتفقون معه، في معظم أو كل القضايا، مقارنة بـ 54 في المائة، يختلفون معه.
وقسَّمت مراكز الأبحاث، فترة المائة يوم، إلى: قسم يتحدَّث عن وعود حملته الانتخابية، التي لم يَفِ بها، وقِسم عن القرارات الجيدة، التي وافقه عليها معظم الأمريكيين.
فجوات
وذكرت مراكز الأبحاث، أن الفجوة بين موافقة الديمقراطيين والجمهوريين على بايدن، وصلت إلى رقم قياسي، يعادل 86 نقطة، مقارنة بـ 77 نقطة لترامب، و56 لأوباما، و57 لبوش، و50 لكلينتون.
كما أن الفجوات، بين الجنسين والتعليم، وصلت إلى مستويات قياسية، وأصبح بايدن، الرئيس الوحيد في تاريخ الاقتراع الأخير، وربما في تاريخ أمريكا، الذي يحصل على دعم أقل من نِصف الأمريكيين البيض، في هذه المرحلة من إدارته، وفي حال استمرت هذه الفجوات، سيكون من الصعب على بايدن، الوفاء بوعد حملته، بإعادة توحيد البلاد.
مؤشرات ومعايير
ولم يحرز بايدن، أيَّ تقدم ملحوظ، مع الأمريكيين، الذين كان دعمهم له مخيبًا للآمال، عام 2020، ووفقًا لاستطلاع للرأي، لا يزال دعمه بين ناخبي الطبقة العاملة عالقًا في منتصف الثلاثينيات، ويصل معدل الموافقة عليه، بين الأمريكيين ذوي الأصول الإسبانية، إلى 50 في المائة فقط، بينما يرفض نحو 25 في المائة، من ذوي الأصول الإسبانية، في هذا الاستطلاع بشدة، أداءه الوظيفي، في حين يوافق مثلهم بشدة على أدائه.
ويعتقد نحو 48 في المائة من الأمريكيين، أن بايدن ينفق أكثر من اللازم، بينما يعتقد 37 في المائة، أن إنفاقه مناسب، بينما يرى ثمانية في المائة فقط، أن إنفاقه أقل من اللازم.
يُذكر أن الدعم لمشاريع البنية التحتية الخضراء، مثل محطات شحن السيارات الكهربائية، أضعف بكثير من مقترحات الرئيس المتعلِّقة بالبنية التحتية التقليدية.
ووجدت مراكز الدراسات، أن نسبة الأمريكيين، الذين يعتقدون أن الهجرة غير المشروعة مشكلة "كبيرة جدًا" زادت بقدر حاد، من 28 في المائة إلى 48 في المائة، وفي مواجهة هذا القلق المتزايد، تبلغ الموافقة العامة، على تعامُل بايدن مع الوضع على الحدود الجنوبية 29 في المائة فقط، في حين يبلغ الرفض 55 في المائة، كما أدى تعامُل الإدارة المشوَّش مع قضية اللاجئين، إلى تفاقُم الأمور.
التفاؤل
وفي القسم الثاني، من فترة المائة يوم، يرى نحو 72 في المائة من الأمريكيين، أنه أبلى بلاءً حسناً، في عملية تصنيع وتوزيع لقاح كورونا، ويوافق 67 في المائة على مشروع قانون المساعدة الخاص بأزمة هذا الوباء، الذي أصدره الكونغرس في مارس الماضي، كما كشفت استطلاعات أخرى عالية الجودة، عن نتائج مماثلة.
بينما شهدت خُطة الوظائف الأمريكية، التي اقترحها بايدن، دعمًا عامًا قويًا، وإن لم يكن ساحقًا، لكنه يزداد عندما يعلم الناس أنهم سيمولون بضرائب أعلى، على الشركات والأثرياء.
وحقَّق بايدن وحدة غير مسبوقة، داخل حزبه، إذ يوافق 96 في المائة من الديمقراطيين، على أدائه الوظيفي، كما وجدت مؤسسة غالوب الأمريكية، مستوى أعلى من الدعم بين الحزبين، مما تمتَّع به الرؤساء ترامب وأوباما وجورج دبليو بوش وكلينتون، في مرحلة مماثلة في إداراتهم.
الاتجاه الصحيح
وبشكل عام، وجد استطلاع حديث، لجامعة مونماوث الأمريكية في نيوجرسي، أن 46 في المائة من الأمريكيين، يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وهي أعلى نسبة منذ أكثر من عقد، الأمر الذي يُعَدُّ أساسًا واعدًا، لمبادرات إدارة بايدن المستقبلية.
ومع ذلك جادل الاستراتيجيون الجمهوريون، بأنه عندما يرتفع معدل النمو وينخفض معدل البطالة، يتحوَّل انتباه الرأي العام غالبًا، إلى القضايا التي لا تُعَــدُّ أولوية عندما تسود المخاوف الاقتصادية، وما لم تتمكَّن إدارة بايدن، من التوصل إلى استراتيجية هجرة تكتسب ثقة الجمهور، سيكشف العام المقبل، أيَّ فريق مُحِق.