هل ترد واشنطن الجميل إلى سوريا الديمقراطية بتوفير لقاحات كورونا؟

اعتبرت فورين بوليسي أن مساعدة واشنطن حلفاءها شمالي سوريا، يأتي كرد جميل لمساعدتهم قواتها في دحر مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.

هل ترد واشنطن الجميل إلى سوريا الديمقراطية بتوفير لقاحات كورونا؟

ترجمات - السياق

أعادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إلقاء الضوء على تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال قمة مجموعة السبع، بالتبرع بنحو 500 مليون جرعة من لقاح فايزر، إلى البلدان منخفضة الدخل، إضافة إلى 80 مليون جرعة، تشحنها واشنطن بالفِعل إلى الخارج.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير: هنا يتعيّن أن تدعم الولايات المتحدة حلفاءها في سوريا -ممثلين في قوات سوريا الديمقراطية- لمواجهة الجائحة، من خلال إرسال اللقاحات اللازمة التي ستنتجها واشنطن، إلى سكان مناطق شرقي سوريا، الذين كان لهم الدور الأكبر في هزيمة تنظيم داعش.

 

اعتراض سوري

إلا أن فورين بوليسي، توقّعت أن تواجه منطقة شمالي شرق سوريا صعوبة، في الحصول على اللقاح، في ظِل اضطرار مبادرة كوفاكس إلى توجيه شحناتها عبر دمشق، وفي هذه الحالة تستطيع سوريا، منع الأمم المتحدة من توزيع المساعدات على المناطق الخارجة عن سيطرته، والدليل على ذلك الممارسات السابقة لسوريا، والمتعلِّقة بعرقلة وصول المساعدات الطبية إلى هذه المناطق، وهو ما انعكس على تدني مستوى الصحة العامة شمالي شرق سوريا.

تأسيسًا على ذلك، يتعيّن تقديم اللقاحات إلى جميع سكان شمالي شرق سوريا، من دون قصرها على قدامى المحاربين في "قوات سوريا الديمقراطية" وعائلاتهم، نظرًا إلى أن فرز السكان المحليين، بين مستحقين وغير مستحقين، من شأنه تعميق الانقسام، ونشر الفساد، الأمر الذي قد يتسبَّب في ظهور سوق سوداء للقاحات، مع لجوء البعض إلى تزوير شهادات الخدمة العسكرية.

 

رد الجميل

اعتبرت "فورين بوليسي" أن مساعدة واشنطن حلفاءها شمالي سوريا، يأتي كرد جميل لمساعدتهم قواتها في دحر مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت المجلة: رغم أن الأمريكيين قاتلوا في الغالب من الجو، فإن عشرات الآلاف من السوريين، لاحقوا تنظيم داعش على الأرض، قرية تلو القرية، حتى سقط معقله الأخير في مارس 2019.

وأوضحت أن أكثر من 11 ألفاً، من قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، فقدوا حياتهم في المعارك التي حطَّمت خلافة داعش المزعومة، في حين لقي 9 جنود أمريكيين حتفهم في سوريا، منذ عام 2014.

وبدلاً من الوقوف إلى جانب الحلفاء، الذين أسهموا كثيرًا في دحر داعش، سعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى سحب قواته من شمالي شرق سوريا، وهو وضع استغلّته القوات التركية، في مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين في هذه العملية.

 

عرقلة ووباء

واضطرت الأمم المتحدة، إلى توصيل مساعداتها إلى هناك عبر العراق، إثر عرقلة سوريا المساعدات شمالي شرق سوريا، خلال عامي 2018 و2019، بينما استخدمت روسيا، خلال يناير 2020، حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن إدخال المساعدات إلى سوريا.

وفي فبراير 2020، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه "من المتوقّع أن تنفد المخزونات الطبية في الأشهر المقبلة" في الشمال الشرقي السوري، بما في ذلك اللازمة للإجراءات الحرجة، مثل عمليات الولادة القيصرية.

وأشار غوتيريش، إلى أن الرعاية الصحية شمالي شرق سوريا، لم تكن كافية لمواجهة كورونا، حتى مع بقاء المعبر الحدودي، بالقرب من بلدة اليعربية السورية مفتوحًا، وبدءًا من أواخر عام 2019، كان اثنان فقط من المستشفيات العامة، البالغ عددها 16 في المنطقة "يعملان بكل طاقتهما".

وعلى هذا الحال، استمرت سوريا، في منع وصول شحنات المساعدات إلى الشمال، حتى بعد انتشار فيروس كورونا.

 

تدخل أمريكي

وتشير "فورين بوليسي" إلى أنه من دون إجراء اختبارات كافية، فإن من الصعب معرفة شدة تأثير الوباء على الشمال الشرقي السوري، ورغم ذلك تشير التقارير الواردة من الصحفيين والمنظمات الإنسانية هناك، إلى أن الموجة الأخيرة من الإصابات، بلغت ذروتها أواخر أبريل وأوائل مايو ويونيو الجاري.

بينما حذَّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن "هناك نقصًا واضحًا في الفحوص المخبرية، وقدرات المستشفى البسيطة على مواجهة أعداد المرضى، الذين باتوا في تزايد واضح، فضلاً عن قِلة الأكسجين، ومحدودية معدات الحماية الشخصية (PPE) للعاملين الصحيين".

وأبلغت الأمم المتحدة  -بدءًا من 7 يونيو الجاري- وجود 18036 إصابة مؤكدة بفيروس كورنا، و732 وفاة شمالي شرق سوريا، لكن من المرجَّح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، إذ أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن 1 من كل 10 عاملين في مجال الرعاية الصحية في المنطقة، أثبتت النتائج إيجابية إصابته، لدرجة أن الأمر استلزم إغلاقًا مؤقتًا للعديد من مرافق الرعاية الصحية فترات تصل إلى 14 يومًا.