يومًا ما سأهبط بالطائرة في سوريا... قصة نجاح لاجئة أصبحت أول طيارة
بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، الذي يُقام كل عام في 20 يونيو، شاركت غزال قصتها مع مجلة فوغ البريطانية، منذ بدايات حياتها في دمشق، إلى أن حلَّقت في سماء لندن.

السياق
«يومًا ما سأهبط بالطائرة في سوريا»، كلمات أدلت بها مايا غزال، أول لاجئة سورية في بريطانيا، كاشفة عن حلمها، الذي لم تنسه بعد سنوات من هجرتها وطنها الأم.
وبمناسبة يوم اللاجئ العالمي، الذي يُقام كل عام في 20 يونيو، شاركت غزال قصتها مع مجلة فوغ البريطانية، منذ بدايات حياتها في دمشق، إلى أن حلَّقت في سماء لندن.
القصف المستمر
وقالت اللاجئة السورية، مايا غزال (22 عاماً)، إنه حينما بدأ الصراع في سوريا عام 2011، كان عمري نحو 12 عامًا، مشيرة إلى أنها اضطررت وشقيقها، إلى تغيير المدارس ثلاث مرات، لأن المناطق الأكثر أمانًا من القصف تتغيَّـر باستمرار.
وأشارت إلى أن الأطفال في سوريا، ينضجون بشكل أسرع، لأن الموت ليس ببعيد.
انطباعاتها
وعن انطباعاتها، عن المملكة المتحدة التي وصلتها عام 2015، قالت غزال، إنه رغم حصولها وأسرتها على صفة لاجئ، ودخولهم البلاد بشكل قانوني، على أساس لم شمل الأسرة، إلا أن ضباطًا يرتدون الزي الرسمي، أخذوهم إلى غرفة واستجوبوهم، بعد رحلتهم الطويلة عبر بيروت وتركيا.
وتابعت اللاجئة السورية، أن الضباط أخرجوا خريطة لسوريا وسألونا من أين أتينا وأين كان والدي، إلا أن اللغة الإنجليزية كانت حائلاً دون التواصل مع الضباط، ما دفعها إلى البكاء، وحينها سمح لها الضباط بالمرور.
«استقر بنا المقام في البداية بمدينة برمنغهام، قبل الانتقال إلى لندن، اعتقدت أن هذه الخطوة هي البداية الجديدة الرائعة، لكنني لسوء الحظ، عانيت العداء".
هندسة الطيران
وأشارت الفتاة، التي حصلت على شهادة الثانوية في بلادها، إلى أنها عملت بجد على لغتها الإنجليزية، من قراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى، وكتابة كل كلمة لم تكن تعرفها، في محاولة لتحقيق هدفها بالتقدُّم لدراسة هندسة الطيران، في جامعة برونيل بلندن.
خطواتها تكللت بالنجاح، بعد اقتناع مدرس بها في إحدى المدارس، فعادت إلى الاختبار مجددًا في الأسبوع التالي، بعد أن فشلت في المرة الأولى، وقدَّمت أداءً جيدًا، لذا قبلوها.
وعن دوافعها للحصول على رخصة طيارة، قالت إنها ترغب في الحصول على رخصة تجارية، لتتمكَّن في يوم من الأيام، من الهبوط بالطائرة في سوريا.
وأشارت إلى أن الحصول على رخصة طيران، لا يشبه الحصول على رخصة قيادة، فعليك أن تتدرَّب 45 ساعة كحد أدنى، مع مدربين مختلفين، قبل السفر بمفردك.
وتابعت: الطيار مستعد دائمًا للأسوأ، يجب أن يعرف كيفية معالجة أي موقف، كالحريق أو فشل المحرك، أو غيرهما.
تحقيق الأحلام
ورغم أن "غزال" تَـعُــدُّ نفسها بريطانية، فإنها لن تتخلى عن جنسيتها السورية، قائلة: "هذا هو المكان الذي جعل أحلامي وطموحاتي حقيقة، وسأكون ممتنة إليه للأبد".
غزال اختيرت، العام الجاري، سفيرة للنوايا الحسنة، من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
فرصة ثانية
وتقول الشابة السورية، الناشطة بالدفاع عن حقوق اللاجئين، إن نسبة لا تتجاوز 77% منهن فقط، ممن هن في سن المدرسة الابتدائية، يتمكَّنون من الحصول على التعليم، ما يجعل الفتيات بشكل خاص، أكثر عرضة للزواج المبكر والتمييز والاستغلال.
وقالت: بصفتي سفيرة للنوايا الحسنة، أشارك قصتي كلاجئة حصلت على فرصة ثانية، وتمكَّنت من تحقيق حلمها، أريد أن أُظهر للعالم، أن اللاجئين لديهم العزم على النجاح، بمساعدة مجتمعهم الجديد.
ودعت العالم، إلى الاستثمار باللاجئين، ومنحهم حقوقهم، ومنها الرعاية الصحية والتعليم.