صناعة الرقائق... تحذيرات لواشنطن من الاحتكار التايواني
يعتقد بعض المحللين، أن الصين لن تحاول السيطرة على تايوان في المستقبل القريب، لأن هذه الخطوة قد تعطِّل إمداداتها من الرقائق الإلكترونية، حيث يشير القادة التايوانيون إلى صناعة الرقائق المحلية، على أنها درع يحميها من هذا الصراع.

ترجمات - السياق
تحت عنوان "الاحتكار يهدِّد صناعة الرقائق العالمية"، حذَّرت صحيفة وول ستريت، من أن هيمنة شركة تايوانية واحدة، على صناعة الرقائق العالمية، قد تجعل الجميع عرضة للخطر.
وقالت الصحيفة في تقرير: إن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC)، برزت في السنوات الماضية كأهم شركة لأشباه الموصلات في العالم، حيث تحتل المرتبة 11 في العالم من حيث القيمة، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 550 مليار دولار أمريكي، بيد أن تأثيرها الهائل في الاقتصاد العالمي بسبب هيمنتها، يترك العالم في وضع هش، نظرًا لأنها تقع في تايوان، التي تُعَدُّ بؤرة اشتعال التوترات، بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
الصحيفة تواصل تحذيرها للولايات المتحدة، من استمرار احتكار هذه الصناعة بيد شركة واحدة، قد يؤول ولاؤها يومًا في النهاية إلى الصين (العدو التقليدي لأمريكا).
وتقول: إنه في إطار تزايد التقنيات، التي تتطلَّب شرائح إلكترونية معقَّدة للغاية، يرى محللون أنه من الصعب على الشركات المصنِّعة الأخرى، اللحاق بالركب في هذه الصناعة، التي تتطلَّب استثمارات ضخمة، كما أن الشركة لن تستطيع صُنع رقاقات إلكترونية كافية للجميع، وهي حقيقة أصبحت أكثر وضوحًا وسط النقص العالمي من أشباه الموصلات، ما زاد اختناقات العرض، وارتفاع الأسعار للمستهلكين والعاملين، خصوصًا في صناعة السيارات.
صراع أمريكي صيني
"وول ستريت جورنال" توجِّه حديثها صراحة إلى الولايات المتحدة، وتضيف، أنه في هذا الإطار، يعتقد المسؤولون الأمريكيون، أن احتمالات نشوب صراع تتزايد، بعد تصاعد النشاط العسكري الصيني بالقرب من تايوان، وهي قضية لوحظت بعد خطاب توبيخ علني للصين، من قادة مجموعة الدول الصناعية السبع.
ويعتقد بعض المحللين، أن الصين لن تحاول السيطرة على تايوان في المستقبل القريب، لأن هذه الخطوة قد تعطِّل إمداداتها من الرقائق الإلكترونية، حيث يشير القادة التايوانيون إلى صناعة الرقائق المحلية، على أنها درع يحميها من هذا الصراع، فقد أغدقت حكومة تايوان على صناعة الرقائق المحلية بالإعانات على مر السنين.
وفي هذا الصدد، يؤكد محللون للصحيفة، أن التطورات الواسعة في الصناعة، إلى جانب خبرة "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة" واستثماراتها القوية، ستجعل من الصعب إنشاء سلسلة إمداد أكثر تنوعًا لأشباه الموصلات في وقت قريب، خصوصًا مع الأخذ في الاعتبار مدى التعقيد، والتكلفة التي تنطوي على صناعة أشباه الموصلات، فضلاً عن أهمية المواكبة، فمن الممكن أن تنفق بعض الشركات مليارات الدولارات، وتستغرق سنوات في المحاولة، من دون أن تستطيع المواكبة ليتراجع أفقها التكنولوجي.
الشبه بالشرق الأوسط
"وول ستريت جورنال" شبَّهت الاحتكار التايواني، باعتماد العالم على نفط الشرق الأوسط فقط، وحين ظهرت بعض الفوضى، وضع العالم كله في موقف صعب، وهو ما ينتظر تايوان في أي وقت، من أن تقع في مشكلة مع الصين، ما يعني توقُّف صناعة الرقائق لأمد ليس بالقريب، مشيرة إلى أن الشركة التايوانية، بعد إدراجها في بورصة نيويورك، حقَّقت ربحًا قدره 17.6 مليار دولار العام الماضي وعائدات بلغت نحو 45.5 مليار دولار.
كما نقلت الصحيفة عن مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» البريطانية للأبحاث، تحذيرها من أن الاعتماد على الرقائق التايوانية فقط عالميًا، يمثِّل "تهديدًا للاقتصاد العالمي".
كل هذه المخاوف والاتهامات، دفعت المتحدِّثة باسم الشركة نينا كاو، للخروج عن صمتها، والتقليل من أي خوف، قد يجتاح العالم من احتكار شركتها لصناعة الرقائق في العالم، وقالت: "فِكرة أن العالم يعتمد بشكل كبير على الشركة ليست حقيقية، وذلك بالنظر إلى العديد من مجالات الخبرة في سلسلة توريد أشباه الموصلات في العالم".
وتسعى الولايات المتحدة وأوروبا والصين، إلى تقليل اعتمادها على الرقائق التايوانية، بينما لا تزال الولايات المتحدة تقود العالم، في تصميم رقائق ومعالجات الكمبيوتر، عبر عملاق الصناعة شركة إنتل (Intel Corporation).
وتتضمَّن خُطة البنية التحتية للرئيس جو بايدن 50 مليار دولار، للمساعدة في تعزيز إنتاج الرقائق المحلية، بينما وضعت الصين قضية استقلالها في صناعة أشباه الموصلات عن تايوان، ركيزة أساسية في خُطتها الاستراتيجية، بينما يهدف الاتحاد الأوروبي، إلى إنتاج ما لا يقل عن 20% من رقائق الجيل التالي في العالم، عام 2030، في إطار خُطة صناعة رقمية بـ 150 مليار دولار أمريكي.