بعد مرور 15 شهرًا على ارتدائها.. متى يخلع العالم الكمامات؟

تفيد الإرشادات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن الذين تم تطعيمهم، يمكنهم التجمع، في أماكن داخلية خاصة، من دون القلق بشأن الأقنعة أو الاحتياطات الأخرى.

بعد مرور 15 شهرًا على ارتدائها.. متى يخلع العالم الكمامات؟

ترجمات - السياق

متى نخلع الكمامة؟.. سؤال يتردَّد على ألسنة الناس، في شتى أنحاء العالم، ومع ذلك لم يجب أحد حتى الآن، وكأنه سؤال من عالم افتراضي أو من عالم آخر.

نهاية عام 2019 ظهر فيروس كورونا، وبدأ التحور والانتشار عالميًا في مارس 2020، ما فرض على الجميع ارتداء الكمامات، خوفًا من انتشار العدوى.

وحتى الآن، أي بعد مرور ما يقرب من 15 شهرًا، مازال العالم يرتدي هذا القناع، فمتى يأتي يوم الخلاص منه؟!

موقع today الأمريكي، نقل عن بعض الخبراء الطبيين توقعاتهم، بأن يستمر ارتداء الكمامات على مستوى العالم، فترة من الوقت قد تطول، نتيجة استمرار عملية اختبار اللقاحات المضادة، فضلاً عن أن مَنْ حصل على اللقاح لم يتعد 10% على مستوى العالم.

وأوضح الموقع، أن العامل الرئيس، في المدة التي سنرتدي فيها الأقنعة، المدة التي سيستغرقها الوصول إلى مناعة القطيع، حيث تتم حماية عدد كافٍ من السكان ضد الفيروس، قبل أن يكون من الآمن عدم ارتداء الأقنعة، خاصة في الأماكن المغلقة، التي تضم مجموعات كبيرة من العامة.

وفي ذلك، يقول الدكتور ديفيد داودي، عالم الأوبئة، الأستاذ المساعد في كلية جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة في بالتيمور: "أعتقد أن الأمر سيستغرق أشهراً عدة، قبل أن نرى أشخاصًا لا يرتدون أقنعة في التجمعات الداخلية".

شروط التجمع

تفيد الإرشادات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن الذين تم تطعيمهم، يمكنهم التجمع، في أماكن داخلية خاصة، من دون القلق بشأن الأقنعة أو الاحتياطات الأخرى.

ويمكن للذين تم تلقيحهم أيضًا، التجمع بأمان في الداخل مع غير المحصنين، طالما أن هؤلاء الأشخاص من المنزل نفسه.

وإذا أراد الذين تم تطعيمهم، التجمع مع غير المحصنين، من أكثر من أسرة واحدة، يجب عليهم استخدام كمامات، أو مراعاة التباعد الاجتماعي والاحتياطات الأخرى.

ومع ذلك، للتوقُّف عن ارتداء الأقنعة، في الأماكن المغلقة المزدحمة، مثل السوبر ماركت أو مبنى المكاتب أو المدرسة، قال الخبراء إنهم يرغبون في رؤية انخفاض كبير في الحالات وانتقال العدوى.

يقول داودي: "يتعلَّق الأمر أكثر بكمية مَنْ يحصل على اللقاحات"، وأضاف أنه سيكون من المهم أيضًا، أن يتم تطعيم الأطفال، إذا تمت الموافقة على استخدام لقاحات فيروس كورونا بالنسبة إليهم.

وقالت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن الأقنعة لا تزال مهمة، لأن هناك عشرات الآلاف من الإصابات بفيروس كورونا، يوميًا.

وتابعت: "مع أن هناك أخبارًا رائعة، ونحصل على المزيد والمزيد من التطعيمات كل يوم، لا يزال لدينا مئات الآلاف من الإصابات في العالم يوميًا، ما يفرض ارتداء الكمامة، حتى وقت لاحق".

التعود والعمل

وتقول الدكتورة ماري رامزي، رئيسة قسم التحصين في هيئة الصحة العامة بإنجلترا: إن القيود مثل تغطية الوجه في الأماكن المزدحمة والتباعد الاجتماعي، أصبحت مقبولة من الكثيرين، ولم تعد عائقًا أمام ظروف العمل المختلفة.

وتابعت: "لقد اعتاد الناس تلك القيود الأقل صرامة الآن، ويمكن للناس التعايش معها، ولا يزال بإمكان الاقتصاد الاستمرار، في ظِل تلك القيود الأقل صرامة، بضع سنوات، على الأقل حتى يتم تطعيم أجزاء أخرى من العالم بشكل جيد مثلنا، وتنخفض الأرقام في كل مكان، عندها قد نكون قادرين على العودة تدريجيًا إلى الوضع الطبيعي، من دون كمامات.
وتحذِّر الدكتورة رامزي، من خطورة التكاسل عن ارتداء الكمامات، مشيرة إلى أن أي فيروس منتشر، سيختار حتماً أولئك المعرَّضين أكثر للخطر.. وقالت: "علينا أن ننظر بعناية شديدة، قبل رفع أي من هذه القيود".

قبل نهاية مايو الماضي، أعلن مسؤولو الصحة الأمريكيون، أن الأمريكيين الذين تم تطعيمهم، لم يعودوا بحاجة إلى ارتداء أقنعة ولا مسافة اجتماعية في معظم الأماكن المغلقة، لكن العديد من الأمريكيين لا يزالون مرتبكين، لأن قواعد كورونا أصبحت أكثر تعقيدًا.

الأسبوع الماضي، غيَّـرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إرشاداتها بشأن أقنعة الوجه، قائلة إن الملقَّحين لم يعودوا بحاجة إليها في معظم الأماكن.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لم يعد الذين مر أسبوعان على تلقيحهم، بحاجة إلى ارتداء الأقنعة، باستثناء مَنْ ما مازالوا تحت الرعاية الصحية، أو في السجون، أو مَنْ يتنقل عبر وسائل النقل، كما أن التباعد الجسدي، لم يعد ضروريًا لمَنْ حصل على التطعيم.

ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان المتسوق الذي لا يرتدي القناع، يشكل خطرًا على المجتمع أم لا، فقد بات ارتداء الكمامة أمرًا واقعًا للجميع، خصوصًا في الأماكن المزدحمة أو مناطق العمل.

خبراء الطب الوقائي في العالم، مازالوا أيضًا ينصحون بارتداء الكمامة، إذ قال الدكتور ستين فيرموند، طبيب الأطفال، عميد كلية ييل للصحة العامة في نيو هيفن، كونيتيكت: "طالما كانت الأقنعة قابلة للخلع أو الاستغناء عنها قليلاً، إذا كنت في الهواء الطلق الرائع وبمفردك.. أما إذا كنت وسط زحام أو وسيلة مواصلات، فإن لديك فرصة كبيرة للتأثير في الآخرين، وعليه يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأولها الكمامة".