بعد دلتا الهندية... هل نحن على مشارف الجائحة الرابعة؟
رغم المخاوف والقلق، توقع فاتسل أن يمر الشتاء المقبل بشكل جيد، حال تم تلقيح 80 في المئة من السكان بحلول الخريف.

ترجمات - السياق
"الفيروس يتصرَّف بشكل مختلف الآن"... بهذه الجملة حذَّر البروفيسور تيم سبيكتور، أستاذ علوم الأوبئة الجينية في "كنجز كوليدج-لندن"، من أن يكون العالم على مشارف جائحة رابعة، خصوصًا بعد انتشار سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا، بعدد من الدول، بدأت من الهند والآن في أوروبا.
بدأ رصد نسخة "دلتا المتحوِّرة" لأول مرة في الهند، إذ تشهد مستوى أكبر لانتشار نسخة "ألفا" التي تشكل الإصابة بها أكثر من 86 في المئة من الإصابات بكورونا في ألمانيا وحدها، وفقاً لبيانات معهد روبرت كوخ.
بسبب انتشار نسخة "دلتا" أعلنت بريطانيا، إرجاء قرار إلغاء القيود المفروضة.
وفي فرنسا تزيد المخاوف من تفشي سلالة دلتا، إذ أعلنت السلطات أن نسبة الإصابة بالسلالة، التي ظهرت للمرة الأولى في الهند، تمثِّل حالياً من 2 إلى 4 في المئة من اختبارات الكشف عن كورونا.
وقد تم الإبلاغ عن أول موجة من كورونا في يونيو 2020، ثم الإبلاغ عن الذروة الثانية والثالثة في سبتمبر ونوفمبر على التوالي.
وتُعزى الموجة الأخيرة، التي بدأت في الهند، في الغالب، إلى متغير دلتا (B.1.617.2)، وهو سلالة فرعية من B.1.617.
وجد العلماء في الهند أن دلتا، التي تم تصنيفها كمتغير مثير للقلق (VOC) من منظمة الصحة العالمية، ليس قابلاً فقط للانتقال بشكل كبير مقارنة بالمتغيرات الأخرى، ولكن لديه أيضًا حمولة فيروسية أعلى ومعدل اختراق كبير لأي لقاح، قد يحصل عليه المصاب.
تأتي التحذيرات من خطورة الجائحة الرابعة، أو دلتا الهند المتحور، بعد أن خلصت دراسة هندية إلى أنه "ستكون هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير قوية للصحة العامة، على الصعيد العالمي، لاحتوائه"، ما يعني أن العالم مقبل على أزمة جديدة، لا يعرف أحد متى تنتهي.
الحرص واجب
خبير العلوم المناعية الألماني، كارستن فاتسل، يرى أن زيادة نسبة الإصابة بسلالة دلتا، ليست المؤشر الوحيد على اقتراب الموجة الرابعة من الجائحة، وأضاف: "علينا الحرص وتجنُّب ارتفاع معدلات الإصابة، الناتجة عن رفع الإغلاق بشكل غير مدروس".
الخبير الألماني، علَّق على تزايد الإصابة بـ "دلتا" في بلاده، بأكثر من عشرة في المئة، بالقول: إن هذا المعدل لا يزال قليلاً، مقارنة ببريطانيا على سبيل المثال، موضحاً أن "دلتا" أكثر قدرة على الانتشار بـ 60 في المئة مقارنة بنسخة "ألفا" المتحورة، كما أنها أكثر قدرة على تخطي الحماية المناعية، بمعنى أن الأجسام المضادة التي يكوّنها الجسم، بعد الجرعة الأولى من التطعيم، لا تكون كافية على الأغلب، لتحييد هذه النسخة المتحورة، في حين تكون حماية جيّدة لدى الحاصلين على التطعيم.
واتفق معه في الرأي، ديرك بروكمان، من معهد علوم الأحياء بجامعة هومبولت، مشدِّدًا على ضرورة التعامل بجدية مع سلالة دلتا، لقدرتها الكبيرة على الانتشار، مشيراً إلى أن نسخة "ألفا" بدأت أيضاً ببطء، لكنها باتت مسيطرة خلال فترة قصيرة. وتوقع بروكمان حدوث الأمر نفسه مع "دلتا" في ألمانيا.
اختصاصي العلوم المناعية فاتسل، توقَّع أيضاً أن تتسبَّب "دلتا" في "موجة صغيرة جديدة" من الجائحة خلال الصيف في ألمانيا، وأرجع ذلك إلى عوامل عدة، بينها طريقة تعامل السائحين العائدين من رحلات خارج البلاد.
وأشار فاتسل إلى انتشار "دلتا" بين الشباب بشكل خاص في اسكتلندا، وأوضح أن هذا الأمر يؤكد أهمية تطعيم المراهقين والأطفال.
ورغم المخاوف والقلق، توقع فاتسل أن يمر الشتاء المقبل بشكل جيد، حال تم تلقيح 80 في المئة من السكان بحلول الخريف.
تحذيرات الصحة العالمية
من جانبها، حذَّرت الصحة العالمية، من أن العالم قد يكون على مشارف دخول الموجة الرابعة، من جائحة كورونا، مشيرة إلى أن (دلتا الهندي)، أخطر من سابقيه، وينتشر بسرعة بين البشر.
وقال أحد كبار مسؤولي الصحة العامة في المنطقة -رافضاً ذكر اسمه- لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن النوع الجديد من كورونا، مثير للقلق، لأنه أكثر قابلية للانتقال ويسبِّب أعراضًا أكثر حدة من المتغيرات الأخرى.
وتوقَّع كبير خبراء الأمراض المعدية، في الحكومة الأميركية أنتوني فاوتشي، أيضًا احتمال حدوث موجة أخرى من تفشي كورونا، وقال إنه رغم وجود اللقاحات، فإن تحور الفيروس أسرع، ومن ثم تحوره ودخول العالم مرحلة الجائحة الرابعة، أصبح قريبًا.
وأوضح فاوتشي، خلال مقابلة مع قناة "إن بي آر" الأميركية، أن احتمال حدوث زيادة مفاجئة في وتيرة تفشي الفيروس باتت أكبر، خصوصًا أن قدرة السُّلطات المسؤولة، في شتى أنحاء العالم، على تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس، ليست باليسيرة، بل إن هناك شعوباً تنفر من الحصول على اللقاح، خوفًا من أعراضه.