تردي الاقتصاد التركي.. يرفع نسبة هجرة الشباب إلى أوروبا لأكثر من 500 في المائة

أصبحت عمليات الاعتقال بسبب المشاهد الساخرة ظاهرة حديثة في تركيا، تغلق أمام الشباب التركي أبسط منافذ الحرية، ما يجعل حلم الهروب إلى الخارج، خيار كثير من الأتراك.

تردي الاقتصاد التركي.. يرفع نسبة هجرة الشباب إلى أوروبا لأكثر من 500 في المائة
Refugees in Europe

السياق

اعتقل الأمن التركي عدداً من نشطاء برامج التواصل الاجتماعي لم تتجاوز أعمارهم 23 عاماً، بتهمة "إهانة الأمن القومي التركي"، على خلفية نشرهم مقاطع فيديو ساخرة، تناولت عدم قدرة الشباب الأتراك على السفر، وسط جائحة كوفيد-19.

وأصبحت عمليات الاعتقال بسبب المشاهد الساخرة ظاهرة حديثة في تركيا، تغلق أمام الشباب التركي أبسط منافذ الحرية، ما يجعل حلم الهروب إلى الخارج، خيار كثير من الأتراك.

من جانبه، صرّح مكتب الإحصاء الأوروبي، بأن طلبات اللجوء التركية في أوروبا، زادت بـ 506 % منذ عام 2019، وأرجعت ذلك إلى الصعوبات الاقتصادية، والقمع المنهجي لحرية التعبير والديمقراطية.

وبحسب تقارير مكتب الإحصاء الأوروبي، احتل الأتراك الباحثون عن ملاذ آمن في أوروبا المرتبة الخامسة، في طلبات اللجوء والحماية المؤقَّتة لدول الاتحاد الأوروبي، بعد السوريين والفنزويليين والأفغان والعراقيين.

وأفادت التقارير، أن نحو ثلاثة آلاف تركي، تقدَّموا بطلب للجوء في دول الاتحاد الأوروبي عام 2015، بينما ارتفع العدد إلى نحو 18 ألفاً عام 2020.

حسب البيانات، فإن هجرة الأدمغة على هذا النطاق الواسع، نجمت عن تراجُع الديمقراطية، إضافة إلى تدهور مستوى المعيشة، إذ يرى معظم الشباب التركي، أنهم لا يرون آفاقاً لمستقبلهم في تركيا.

وفي تقريره السنوي، قال البنك الدولي، إن مستوى الفقر في تركيا، ارتفع من 10.2 في المائة عام 2019، إلى 12.2 في المائة عام 2020، إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم  إلى نحو 12 في المائة، ويقدَّر معدل بطالة الشباب بـ 22 في المائة.

ووفقًا للإحصاءات التركية الرسمية، عام 2019، هاجر نحو 330 ألف تركي، إلى أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى، تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاماً، وتضم تركيا أكبر عدد من الشباب في أوروبا، بلغ نحو 13 مليون شخص.

وكشفت دراسة استقصائية، لمؤسسة الديمقراطية الاجتماعية (SODEV) ومقرها إسطنبول، العام الماضي، أن 62.5 في المائة من الشباب، يُفضِّلون العيش في الخارج، إذا أتيحت لهم الفرصة، لكن لا يهاجر إلا من يستطيع تحمُّل التكاليف، في الدول الأوروبية.

وأظهر الاستطلاع، أن معظم المهاجرين الشباب، من ذوي التعليم العالي والياقات البيضاء.