الصين تخطط لاقتحام سوق الإعمار الضخم في ليبيا
تسعى الحكومة الليبية الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة إلى الترويج للعودة إلى الحياة الطبيعية في طرابلس وجعل إعادة فتح الوزارات أولوية

ترجمات السياق
أكّد تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" أنّ الصين أصبحت أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لطرابلس في غضون عشر سنوات، مع حفاظها على مسافة حذرة من مختلف القوى السياسية، الأمر الذي يمنحها اليوم فرصة ملائمة لدخول سوق إعادة الإعمار.
و بينما تسعى الحكومة الليبية الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة إلى الترويج للعودة إلى الحياة الطبيعية في طرابلس وجعل إعادة فتح الوزارات أولوية، فإن موقع وزارة الخارجية يكتسب مظهرًا جديدًا: كل يوم ، بيان صحفي يعلن عن زيارة رسمية جديدة.
ويشير التقرير إلى أنّ القائم بالأعمال بالسفارة الصينية في طرابلس، وانغ غيمن، كان من بين أول من صافحوا وزيرة الخارجية الجديدة نجلاء منقوش، إذ "تحدث هذا الدبلوماسي الحكيم المطلع على الوضع الليبي في الأول من أبريل/نيسان عن إمكانية إعادة فتح السفارة بسرعة، كما قال إن "الشركات الصينية مستعدة للعودة ما يوضح شهية بكين لسوق إعادة الإعمار الليبي الضخم".
ويوضح التقرير أنّ بكين تُعدّ اليوم واحدة من العملاء الرئيسيين لليبيا، وهي الوجهة الثانية لصادرات الغاز والنفط (16 في المائة عام 2019) بعد إيطاليا مباشرة، وقد زادت الصادرات الليبية إلى الصين بنسبة 547 في المائة عام 2019، بينما تراجعت الصادرات إلى فرنسا بنسبة 36 في المائة وإيطاليا بنسبة 13 في المائة، وفي المقابل احتلت بكين الصدارة بين الدول التي نمت صادراتها إلى ليبيا بأكبر قدر في 2018 و2019، متقدمة على تركيا ومصر، وإذا كانت الصين تستورد النفط الليبي فقط، فإنها تصدّر بضائع متنوعة مثل الإطارات وأطباق البورسلين وأنظمة تكييف الهواء إلى طرابلس".
ويفسّر فريدريك ويري، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنّه منذ عام 2011 تجنبت الصين بعناية الانحياز إلى جانب واحد من عديد من مكونات الحياة السياسية الليبية، مع إظهار معرفة عميقة بالديناميات المحلية التي تتصرف من قبل الدولة أو خارجها، موضحا أنّه "عام 2011 امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وطبقت الدولة نفس الاستراتيجية خلال الحرب الأهلية في 2014 و2019 في محاولة للحفاظ على مسافة حذرة بين سلطات الغرب وسلطات الشرق بهدف حماية مصالحها الاقتصادية" وفق ما نقله التقرير.
ويقول إن الصين "ممثل غير أيديولوجي بل تجاري يتصرف وفقًا لمصالحه وهكذا تتمايز الصين عن القوى الأخرى التي تنخرط عسكريا على الأرض... إن الصين لاعب براغماتي لا يثير أبدًا مسألة احترام حقوق الإنسان، التي تبدو ضرورية للرأي العام الأوروبي أو الأمريكي لإضفاء الشرعية على العمليات في الخارج" حسب تعبيره.
ويخلص التقرير إلى أن "سياسة الصين المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان تجذب بشكل متزايد الحكومات في المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الساعية إلى الاستثمار الأجنبي" لكن بالنسبة لفريدريك ويري فإن "تقدم العملاق الصيني في القارة لا يخلو من العواقب على المدى الطويل، فهو يؤسس علاقات جديدة من التبعية الاقتصادية والمالية والسياسية" وفق تعبيره.