مشروع جديد يُسلِّط الضوء على مخطوطات البحر الميت

يذكر أن مخطوطات البحر الميت، تتكوَّن من مجموعة من نحو 25 ألف قطعة، تم اكتشافها في الكهوف، على شواطئ البحر الميت، في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي

مشروع جديد يُسلِّط الضوء على مخطوطات البحر الميت
مخطوطات البحر الميت

ترجمات – السياق

جمع مشروع جديد، بين تكنولوجيا التأريخ بالكربون، وتقنية التحليل الرقمي، لعِلم الكتابات القديمة، لحل لُغز مخطوطات البحر الميت.

تمثِّل هذه المبادرة، التي نُفِّذت في جامعة جرونينجن في هولندا، المرة الأولى منذ عقود، التي يتم فيها تأريخ عدد كبير، من شظايا مخطوطات البحر الميت، بالكربون المُشِّع.

ووفقًا لصحيفة جيروسليم بوست الإسرائيلية، لا يزال العلماء، يعملون على نشر نتائج دراستهم، في مجلة أكاديمية، لكنهم عرضوا المشروع وبعض النتائج الأولية، في مؤتمر بجامعة جرونينجن، الأسبوع الماضي.

ويبدو أن مشروع جرونينجن، يؤكِّد تقييم الباحثين السابقين، بأن بعض المخطوطات، قد تكون أقدم مما كان يُعتقَد.

يذكر أن مخطوطات البحر الميت، تتكوَّن من مجموعة من نحو 25 ألف قطعة، تم اكتشافها في الكهوف، على شواطئ البحر الميت، في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وهي تشمل بعض أقدم مخطوطات الكتاب المقدَّس، ونصوصًا دينية أخرى، لم يتم قبولها في الإنجيل، وكتابات غير دينية.

ويُـعَــدُّ التأريخ بالكربون- 14 أو الكربون المُشِّع، طريقة لتحديد عُمر الآثار بناءً على تحلُّل نيتروجين الكربون المُشِّع، لكن بسبب الطبيعة المدمِّرة لعملية التأريخ، يجب التضحية بشظية من المخطوطة، لذلك كانت سُلطة حماية الآثار مُتردِّدة، في السماح بهذا النوع من البحوث.

وتم تنفيذ مشروع كبير، للتأريخ بالكربون المُشِّع، على نحو 14 شظية، بداية التسعينيات.

وخلال السنوات الماضية، أدت التطوُّرات التكنولوجية، إلى تقليل تأثير أنواع معينة من التحليل، بشكل كبير، على عمليات الحفظ المادية للمخطوطات، ونتيجة لذلك، سمحت سُلطة حماية الآثار، التي تتولى مهمة التوازن، بين البحث الجديد والحفاظ على المخطوطات للأجيال القادمة، للباحثين بإجراء بحثهم.

واشتمل مشروع جامعة جرونينجن على نحو 30 مخطوطة، تم استخدام نتائج 25 منها، لتدريب خوارزمية مُعيَّنة على تحليل المجموعة.

ووفقًا لمعظم العلماء، تعود مخطوطات البحر الميت، إلى القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، ومع ذلك، كانت مُحاطة بالعديد من الشكوك.

وقال البروفيسور ملادين بوبوفيتش، رئيس معهد قمران في جامعة جرونينجن، قائد المشروع، في المؤتمر الذي عُقد في الجامعة: "عندما يتعلَّق الأمر بتأريخ المخطوطات، نواجه مشكلة تتمثَّل في أننا لم نقم بتأريخها داخليًا، والعدد القليل الذي تم تأريخه، يعود إلى نهايات الجدول الزمني".

واكتشف العلماء، أثناء بحثهم، أن بعض المخطوطات، التي سبق أن أخذوها في الاعتبار، كانت أقدم مما كان يُعتقَد، الأمر الذي قد تكون له آثار كبيرة.

وأدرك الباحثون، أن ممارسات الكتابة والنسخ، تطورت بطريقة أقل توحيدًا واتِّساقًا مما اعتقد الخبراء.

وقال البروفيسور بوبوفيتش: "بالنسبة لتأريخ المخطوطات، تُظهر البيانات التي أنتجها نموذجنا، أنه لم يكن هناك تطور مستمر ومتَّسِق للحروف، بل كان هناك تطور كبير في فترات، وتطور ضئيل في أخرى، ولم تكن الحروف تتطوَّر بطريقة منتظمة متجانسة، طوال هذه الفترات".

وشرح: "سيقول مؤرخو الحفريات، إنه يمكنهم تأريخ مخطوطات البحر الميت، بدقة تتراوح بين 25 و50 عامًا، لكن حتى الآن، لم يثبت البحث نموذجهم، وبعد حصولنا على بيانات جديدة في المستقبل، سيكون لدينا نموذج، يعمل بدقة، وقادر على تحديد تاريخ المخطوطات، بدقة تستند إلى تجربة لم يسبق لها مثيل، وذلك تقدُّم كبير في هذا المجال".