لماذا يبدي بوتفليقة قلقاً بالغاً بشأن مصير شقيقه المُدلَّل سعيد؟
لا يخفي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، توتّره وقلقه، بشأن مصير شقيقه سعيد بوتفليقة، القابع في السجن، رغم محاولات الوساطة التي قام بها الرئيس السابق

ترجمات - السياق
لا يخفي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، توتّره وقلقه، بشأن مصير شقيقه، مستشاره السابق سعيد بوتفليقة، القابع في السجن، رغم محاولات الوساطة التي قام بها الرئيس السابق، التي ووجهت بالصدّ.
ووفق تقرير نشرته مجلة جون أفريك، فإنّ الرئيس الجزائري، الذي تخلى عن السلطة بصفة قسرية، في أبريل 2019، ولم يغادر مقر إقامته، يتلقى زيارات نادرة، ويعرب لمضيفيه عن مخاوفه على مصير شقيقه سعيد بوتفليقة، الذي رفضت غرفة الاتهام بمحكمة الجزائر، في 20 أبريل الجاري، طلبًا للإفراج المؤقَّت عنه، تقدَّم به محامو المستشار الرئاسي السابق.
وخضع الشقيق الأصغر للرئيس السابق، لاستجواب قاضي التحقيق، في 12 أبريل، في ما يتعلَّق بتمويل الحملة الانتخابية، لترشيح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ونفى سعيد بوتفليقة، الذي حوكم بتهمة "غسل الأموال والتمويل السري للأحزاب السياسية ونيل أرباح من عائدات أنشطة غير مشروعة" أيَّ تورُّط له، في الحملة الانتخابية لشقيقه الأكبر، وبعد فترة وجيزة من هذه الجلسة، قدَّم محاموه طلبًا إلى قاضي التحقيق، للسماح لموكِّـلهم بمغادرة السجن، لكن المحكمة أبقت المستشار القوي السابق، في الحبس الاحتياطي.
وكشف التقرير أنّه "في صيف 2019، حاول الرئيس السابق، عبر وسطاء، الاتصال بقائد أركان الجيش، الرئيس المؤقَّت آنذاك، أحمد قايد صالح، (الذي توفي في ديسمبر 2019) لكن قايد صالح، قرَّر إغلاق جميع الأبواب" مشيرًا إلى أنّ قايد صالح، الرجل القوي في السلطة، بعد رحيل بوتفليقة، كان وراء تحقيقات الفساد، التي أرسلت كبار المسؤولين إلى السجن.
وقد اكتسب سجن الحراش، شهرة دولية، حيث يأوي خلف أسواره العالية، أكثر من 30 شخصية بارزة، من النظام الجزائري السابق، ويشغل سعيد بوتفليقة، الزنزانة التي سُجن فيها الملياردير الجزائري السابق رفيق خليفة، بعد تسليمه من بريطانيا، في ديسمبر 2013، ويقول التقرير إنّ من المفارقات أن عبدالعزيز بوتفليقة، هو المتسبِّب في سقوط مجموعة خليفة، عام 2003 ووضع كل ثقله، حتى يتم جلب الملياردير السابق، اللاجئ في لندن، ليتم تسليمه ويحاكَم في الجزائر.
وبحسب التقرير "لا يرغب سعيد بوتفليقة، المحتجز في جناح خاص، لأسباب أمنية، في الاختلاط بالسجناء الآخرين، من كبار الشخصيات، الذين ما زالوا في سجن الحراش، واستقبل هذا السجن، رئيسي الوزراء السابقين، عبد المالك سلال وأحمد أويحيى، وخمسة عشر وزيرًا، وكثيرًا من رجال الأعمال، لكن تم إفراغه تدريجيًا، من نزلائه المشهورين، الذين تم توزيعهم على سجون أخرى".
ويقول أحد مستشاري سعيد بوتفليقة، إنه "في الفناء الذي يمشي فيه يوميًا، قد يصادف شقيق الرئيس السابق، اثنين أو ثلاثة وزراء سابقين" ويضيف أنّه لا يزال في حالة معنوية جيدة، لكنه لا يفهم حتى الآن، سبب وجوده في السجن.
ويقول محاميه سالم حاجوتي، إنه لا يفهم سبب سجن موكِّله، لا سيما أن العدالة -وفق قوله- لم تجد أيَّ أثر لإثراء شخصي للمستشار السابق، ويضيف المحامي، الذي يواصل زيارته بانتظام: "أجروا تحقيقات، من دون العثور على أي شيء، يتعلَّق بأصوله وثروته المفترضة".
وإضافة إلى محاميه، يستقبل شقيق الرئيس الجزائري السابق، عائلته في غرفة الزيارة، وغالبًا ما يسأل عن أخبار شقيقه الأكبر .