هل يُعد هجوم أفغانستان الأخير إبادة جماعية؟

يمكن اعتبار الهجمات المتزايدة على الأقليات الشيعية أعمال إبادة جماعية، فقد فعل تنظيم داعش ذلك من قبل مع الأقلية اليزيدية بالعراق عام 2014، كما استهدفت الشيعة في تلعفر ومعسكر سبايكر

هل يُعد هجوم أفغانستان الأخير إبادة جماعية؟
دفن جثامين ضحايا انفجار كابل

ترجمات-السياق

السبت الماضي، انفجرت قنبلة في مدرسة للفتيات بأفغانستان، مستهدفة النساء، وحيًا ذا أغلبية شيعية غرب العاصمة كابول، ووقع الانفجار حينما كانت الفتيات يغادرن المدرسة، ما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصا وجرح 50 آخرين، وفق ما ذكرته تقارير.

من جانبها، أدانت حركة طالبان الهجوم، ما يعني أن التركيز على الجناة سينتقل إلى قوات داعش في أفغانستان.

ووفق صحيفة "جيه بوست" الإسرائيلية، يأتي هذا الهجوم في وقت تنسحب خلاله القوات الأمريكية من أفغانستان، ومن المرجح أن تغادر قوات أجنبية أخرى المنطقة أيضا.

ويبدو أن العديد من الدول التي تدعم بشكل عام الجماعات المتطرفة، مثل إيران وتركيا وقطر وباكستان، تريد الاستفادة من الانسحاب الأمريكي، وقد يكون الهجوم على المدرسة رمزا لما يحمله المستقبل.

وذكرت وزارة الداخلية الأفغانية أن التفجير استهدف مدرسة سيد الشهداء في مستوطنة دشت البرتشي، وهي منطقة كانت هدفا لداعش من قبل.

وتظهر الصور الشابات والفتيات في المستشفيات، وفي الماضي، وحسبما ذكرت إحدى وسائل الإعلام، استهدف داعش مستشفى نساء وتوليد، ما أسفر عن مقتل نساء حوامل وأطفال حديثي الولادة.

وكما هو متوقع يشعر الناس بالغضب في دشت البرتشي، كما يتضح من الحشود الغاضبة التي أفادت التقارير بأنها هاجمت من حاولوا المساعدة، وأعربت عن غضبها من نقص الحماية الحكومية.

ويمكن اعتبار الهجمات المتزايدة على الأقليات الشيعية أعمال إبادة جماعية، فقد فعل تنظيم داعش ذلك من قبل مع الأقلية اليزيدية بالعراق عام 2014، كما استهدفت الشيعة في تلعفر ومعسكر سبايكر.

وعند النظر إلى الهجمات في أفغانستان، وبالتحديد الهجمات على الشيعة في باكستان، يبرز نمط مماثل، وفي أغسطس 2018، قُتل 50 طالبا في دشت البرتشي بمركز تعليمي، والذين مثل معظم الشيعة في المنطقة، كانوا من أقلية الهزارة العرقية.

في مارس 2019، أدى هجوم على تجمع شيعي إلى مقتل عدة أشخاص، وبعد عام في مارس 2020، أسفر هجوم آخر على تجمع شيعي، عن مقتل 32 شخصا في كابول عند نصب تذكاري لزعيم شيعي.

ونُقل عن الشيعة الأفغان قولهم في عام 2018 إنهم يرون نوايا الإبادة الجماعية لداعش وراء الهجمات، وإن التنظيم الجهادي العالمي يريد "القضاء علينا".

وفي يناير، زار الزعيم الشيعي الأفغاني كريم خليلي باكستان في أعقاب قتل 11 من عمال المناجم الأفغان الشيعة الذين جاءوا من أفغانستان للعمل، والذين كانوا أيضا من الشيعة الهزارة، الذين غالبا ما يستهدفون في أفغانستان.

ولا يتم استهداف الأقليات بالقتل الجماعي في أي مكان آخر تقريبا في العالم مثل ما يحدث للشيعة في باكستان.

وفي حين وصفت وسائل الإعلام الدولية الهجمات بأنها "طائفية" أو زعمت أن داعش "يكره" الشيعة، إلا أنها لم تستخدم نفس المصطلحات لهذا النوع من الكراهية عندما ظهر في الغرب.

ولا يتم في معظم الأحيان، شرح سبب الهجمات التي تستهدف مجتمع الأقلية بالكامل، يكون من الضروري تحليل المقال لمعرفة أن الضحايا كانوا مستهدفين لكونهم أقلية دينية، ويبدو أن الهجمات منهجية، وغالبا ما تستهدف الأطفال والنساء، وتتم في المناسبات والفترات الدينية، مثل شهر رمضان.

ففي أغسطس 2018، على سبيل المثال، استُهدف مسجد شيعي، والجهات التي كثيرا ما تتحدث عن فوبيا الإسلام مثل تركيا أو رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، لم تصف الهجمات على الشيعة في أفغانستان بأنها شكل من أشكال كراهية الإسلام.

ومع ذلك، وبالنظر إلى أن الجماعات مثل داعش تستهدف الشيعة في أفغانستان بهدف الإبادة الجماعية، يبدو أن هذا المصطلح مناسب تماما.

ويبدو أن الهجمات على النساء الشيعيات في أفغانستان، والتي تهدف إلى القضاء على نساء الأقليات.

ولم يتضح بعد سبب صمت جماعات حقوق الإنسان والبلدان التي من المفترض أن تدين الإبادة الجماعية عن هذه القضايا، وتعاملها معها كـ"انفجارات عشوائية" بدلا من رؤية الصلة المباشرة والمتزايدة بينها.