اغتيال الوزني يشعل العراق.. احتجاجات ودعوات لمقاطعة الانتخابات
خرجت مظاهرات في مناطق عراقية عدة، احتجاجاً على عودة مسلسل اغتيال الناشطين بكواتم الصوت، وسط مطالب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، المقرَّرة في أكتوبر المقبل.

السياق
أثار مقتل إيهاب الوزني، الناشط العراقي البارز، رئيس تنسيقية الاحتجاجات، بهجوم مسلح، في منطقة الحداد بمحافظة كربلاء، غضباً واسعاً في العراق. إثر ذلك خرجت مظاهرات في مناطق عراقية عدة، احتجاجاً على عودة مسلسل اغتيال الناشطين بـ"كواتم الصوت"، وسط مطالب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، المقرَّرة في أكتوبر المقبل.
الكاظمي يتوعَّد القتلة
لم تعلن حتى الآن، أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن خلية الإعلام الأمني، أعلنت أن شرطة محافظة كربلاء، استنفرت كل جهودها، بحثاً عن الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم، في شارع الحداد وسط كربلاء.
إلى ذلك، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وزارة الداخلية بسرعة الكشف عن قتلة الناشط.
وقال إن "قتلة الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة"، وتعهد بملاحقة القتلة "لنقتص من كل مجرم سوَّلت له نفسه العبث بالأمن العام"، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية.
"أنا رجل مهدَّد"
أظهرت كاميرات مراقبة، مسلحين يركبون دراجة نارية، بالقرب من منزل الوزني، إذ ترصَّدوا له، ولدى قدومه بسيارته، أطلقوا عليه أعيرة نارية، أدت إلى قتله.
وقبل أيام من اغتياله برصاص المجهولين، أمام منزله، توقَّع الناشط العراقي إيهاب الوزني مقتله، وقال في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي: "أنا مهدَّد بالقتل.. وكل المتظاهرين مهدَّدون".
ودعا السلطات العراقية، إلى حماية المتظاهرين، والكشف عن المتهمين باغتيال الناشطين العراقيين.
وكان إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، من أبرز النشطاء المناهضين للفساد وسوء الإدارة، والتي تنادي بالحد من نفوذ إيران والجماعات المسلحة.
حرق القنصلية الإيرانية
عقب تشييع جثمان إيهاب الوزني، توجَّه عشرات المحتجين الغاضبين للتظاهر، أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، احتجاجاً على اغتيال الوزني، وأضرم المحتجون النار في السور الخارجي للقنصلية الإيرانية.
وأظهرت مقاطع فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، ألسنة النار وهي تشتعل في السور الخارجي للقنصلية.
كما أظهرت مقاطع فيديو، عراقيين غاضيون من التدخُّل الإيراني في شؤون بلادهم، يمزِّقون ويحرقون صور الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في محافظة بابل العراقية، احتجاجاً على مقتل الناشط الوزني.
ويتهم الناشطون العراقيون، ميليشيات موالية لإيران، بتنفيذ عمليات الاغتيال التي تستهدف الناشطين في العراق.
إلى ذلك، أكد قائد عمليات كربلاء، اللواء الركن علي الهاشمي، تطويق القنصلية الإيرانية، وقال الهاشمي إن "القنصلية الإيرانية مطوَّقة من قِبَلِ أفواج الطوارئ، والوضع في محافظة كربلاء المقدسة تحت السيطرة".
في المقابل، سلَّمت الخارجية الإيرانية، السفارة العراقية في طهران، مذكرة احتجاج، على خلفية الاعتداء على القنصلية الإيرانية بكربلاء، وطلبت من السُّلطات العراقية، القيام بواجبها، في حماية مقراتها الدبلوماسية.
إصابة صحفي آخر
بعد أقل من 24 ساعة، على اغتيال الوزني، أصيب أحمد حسن، مراسل قناة الفرات برصاصة، اخترقت رأسه، على يد مجهولين، قرب منزله في مدينة كربلاء.
وقالت قناة الفرات العراقية، إن مراسلها، أحمد حسن، تعرَّض لمحاولة اغتيال، مشيرة إلى أنه أصيب بطلق ناري في رأسه، وأضافت القناة أن حسن "فَقَدَ الوعي ونُقل إلى المستشفى للعلاج".
أمريكا وبريطانيا تدينان
أدانت الولايات المتحدة، اغتيال الوزني، وقالت إن "تكميم الأفواه المستقلة، من خلال انتهاج العنف، أمر غير مقبول بالمرة".
وعبَّـرت السفارة الأمريكية في بغداد، عن عميق تعاطُفها مع أسرة الفقيد، وعن مواصلتها الوقوف إلى صف أولئك، الذين يسعون إلى تحقيق مستقبل سِلمي ومزدهر للعراق.
إلى ذلك أدانت المملكة المتحدة الاغتيال أيضاً، وقالت إن "الإفلات من العقاب على مقتل النشطاء، لم يؤد إلا إلى مزيد من القتل".
وقال السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، إن "الإفلات من العقاب على مقتل النشطاء منذ 2019، لم يؤد إلا إلى مزيد من القتل".
مقاطعة الانتخابات
عقب اغتيال الوزني، دشن ناشطون عراقيون وسم "مقاطعون" على وسائل التواصل الاجتماعي، يطالب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، وضرورة إخراج الميليشيات، لتهيئة مناخ سياسي ديمقراطي حقيقي.
وأعلن حزب البيت الوطني، مقاطعة الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وقال الحزب في بيان: "كيف لحكومة تتماهى مع قوى السلاح، ويمر الكاتم والعبوة أمام أنظارها، أن توفِّر مناخاً انتخابياً آمناً، لقادة حراك سياسي، منهم القتيل والمغيَّب والمشرَّد، بسبب التهديد وعمليات الاغتيال واستهداف المنازل بالعبوات".
وأوضح البيان، أن اغتيال الوزني "ما هو إلا دليل على استمرار الإرهاب الممنهج، لرموز وقادة وشباب تشرين"، معلناً مقاطعة النظام السياسي.
الى جميع الشرفاء الوطنيين.. اعلنوا مقاطعتكم للانتخابات..
— Aymen Hameed - ايمن حميد (@aymenhameed1) May 9, 2021
الانتخابات عملية ديموقراطية.. والديموقراطية ما تتحقق بوجود الميليشيات القذرة الي يغتالون بشبابنا يومية!
والنظام السياسي كله يتحمل مسؤولية الجرائم الي دتصير.#مقاطعون#ايهاب_الوزني
طيلة 18 عاماً من الخراب والضياع، كنا نقنع أنفسنا بالانتخابات بتبرير الاصلاح من الداخل، ولكن بعد القتل الممهنج لثوار #تشرين، واعتقال عدد كبير من الشباب الأحرار، ومحاولة أبواق السلطة للتحريض على تصفية المؤثرين، فلا داعي للعمل مع النظام المستبد، اليوم نقول نحن #مقاطعون.
— محمود النجار | Mahmoud Al-Najjar (@Mahmood_Najar) May 9, 2021
حوادث الاغتيالات
شهدت العراق حوادث اغتيال عدة، منذ انطلاق الحراك الشعبي في أكتوبر 2019، في عدد من المحافظات، إذ تعرَّض عشرات الناشطين للاغتيال على يد مجهولين، إضافة إلى تعرُّض بعضهم للخطف والتعذيب، وفي المقابل، لم تتمكَّن السُّلطات من الكشف عن القتلة.
وانطلق الحراك الشعبي في العراق، في أكتوبر 2019، ضد الأحزاب السياسية الحاكمة والأوضاع المعيشية المتردية، وتفشي البطالة والفساد المالي والإداري، في دوائر الدولة ومؤسساتها.