مصر تشتري 30 مقاتلة من طراز رافال ... فما أهمية الصفقة؟
قال مسؤول في وزارة القوات المسلحة الفرنسية، إن قيمة الصفقة لبيع 30 من مقاتلات رافال، التي تصنعها شركة داسو، لمصر، تبلغ نحو أربعة مليارات يورو (4.80 مليار دولار)، وإن التسليم سيبدأ عام 2024.

السياق
وقَّعت الحكومة المصرية، صفقة جديدة مع فرنسا، لشراء 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال، بـ 3.95 مليار يورو، عن طريق قرض تمويلي تصل مدته كحد أدنى 10 سنوات، بضمان فرنسي، وبـ 85 في المائة من قيمة المشتريات.
وقال المتحدِّث باسم القوات المسلحة المصرية، إنه في إطار اهتمام القيادة السياسية، بتطوير قوى الدولة الشاملة وتنميتها، وقَّعت مصر وفرنسا عقد توريد 30 طائرة طراز رافال، وذلك من خلال القوات المسلحة المصرية وشركة داسو أفياسيون الفرنسية، على أن تُموِّل العقد المبرم، من خلال قرض تمويلي، بحد أدنى 10 سنوات.
وتُعَدُّ هذه الصفقة، الثانية لمصر، التي كانت أول بلد يشتري مقاتلات رافال، عندما أبرمت عقداً، عام 2015 لتوريد 24 طائرة منها، لصالح القوات الجوية المصرية، إضافة إلى فرقاطة وأربع طرادات وحاملتي مروحيات.
مصر الثانية
إلى ذلك، قالت شركة داسو الفرنسية لصناعة الطائرات، إن "هذا الطلب الجديد يكمل عملية أولى اشترت خلالها مصر 24 مقاتلة رافال عام 2015، لتبلغ طائرات رافال، التي تحمل ألوان العلم المصري، 54 مقاتلة".
وأشارت الشركة، في بيان، إلى أن القوات الجوية المصرية، أصبحت الثانية في العالم، بعد القوات الجوية الفرنسية، من ناحية تشغيل مثل هذا الأسطول من رافال.
في المقابل، أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، أن عقد شراء مصر 30 طيارة رافال، يوفِّر نحو سبعة آلاف وظيفة في فرنسا، على مدى ثلاث سنوات.
وأكدت، في بيان، أن هذا العقد، يوضح الطبيعة الاستراتيجية للشراكة، التي تقيمها فرنسا مع مصر، في حين أن بلدينا منخرطان في مكافحة الإرهاب، والعمل من أجل الاستقرار في محيطهما.
موعد التسليم
في السياق، قال مسؤول في وزارة القوات المسلحة الفرنسية، إن قيمة صفقة لبيع 30 من مقاتلات رافال، التي تصنعها شركة داسو، لمصر، تبلغ نحو أربعة مليارات يورو (4.80 مليار دولار)، وإن التسليم سيبدأ عام 2024.
وأشار المسؤول -بحسب رويترز- إلى أنه سيجري اليوم (الثلاثاء) توقيع عقد ترتيبات التمويل، التي تشمل ضمانات حكومية فرنسية بـ 85%، ومن المرجَّح بدء تنفيذ الصفقة في يونيو.
متى بدأت رحلة رافال؟
انطلق مشروع رافال، بسبب خلاف بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية سابقاً، إذ اتفقوا على مشروع لإنتاج طائرة حربية بهم عام 1983، وانتهى الأمر بانسحاب الدولتين، بينما أصرت فرنسا على إتمام المشروع بنفسها، وإنتاج الطائرة الحربية رافال، عبر شركة داسو أفياسيون الفرنسية.
نفذت طائرة رافال، أولى طلعاتها الجوية، في الرابع من يونيو 1986، لتدخل بعد ذلك الخدمة العسكرية عام 2000، وهي طائرة مقاتلة متعدِّدة المهام من الجيل 4.5.
يبلغ طول رافال 15.27 وبمسافة بين الجناحين 10.80م وبارتفاع 5.34م، ووزنها 10 أطنان، بينما عند الإقلاع يصل إلى 24 طناً، وتبلغ سرعتها القصوى 2000كم في الساعة، ويعود الفضل إلى محرِّكين من نوعSnecma M88-2، قادران على قطع أكثر من 3700 كم، على ارتفاع أقصى يبلغ 16800م، أي 350م كل ثانية، ويتحمَّل الجناحان وزن 326 كغ لكل متر مربع.
أبرز مميزات رافال
تتميَّـز بقدرات قتالية عالية، تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلاً عن امتلاكها منظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدُّد أنظمة التسليح بها، إضافة إلى تميُّـزها بمنظومة حرب إلكترونية متطوِّرة، تمكِّنها من القدرة على تنفيذ المهام التى توكَل إليها، بكفاءة واقتدار.
وتُــعَــدُّ طائرات رافال الفرنسية، ذات الجيل الرابع، متعدِّدة المهام، فهي تتميَّـز عن العديد من المقاتلات الحربية، بمواصفات تكنولوجية سرية، من بينها أنها تستطيع تجاوز الرادار، كما تم تزويدها برادرا يوفِّر مسحاً إلكترونياً، يقوم بعملية استحداث الخرائط ثلاثية الأبعاد، لكل ما تحتها.
والمقاتلة التي تصنِّعها شركة داسو أفياسيون الفرنسية، من أهم ما يُميِّـز رادارها، قدرتها على تعقُّب 40 هدفاً، في آن واحد، في حين أن سرعتها تصل إلى 2450كم في الساعة، وأقصى ارتفاع لها يبلغ 50 ألف قدم، وهي قادرة على الاشتباك مع 8 أهداف، كما تمتلك مدفع رشاش عيار 30 ملم، وحاملة صواريخ جو جو وجو أرض.