حكومة السودان تتعهد بالتحقيق في قتل متظاهرين برصاص مجهول

قُتل شخصان، من جراء إطلاق نار على متظاهرين، قرب مقر القيادة العامة للجيش السوداني، في الخرطوم.. وقال مصدر طبي، إن أحد المتوفيين، في مستشفى الزيتونة بالعاصمة الخرطوم، وكشف أن الآخر قضى في مستشفى رويال كير، متأثراً بإصابة مباشرة في القلب، بعد أن فشل الأطباء في إسعافه.

حكومة السودان تتعهد بالتحقيق في قتل متظاهرين برصاص مجهول
متظاهرون سودانيون يمنعون الوصول إلى جسر المنشية فوق النيل الأزرق في العاصمة الخرطوم في 23 أكتوبر تشرين الأول 2020 ، خلال مظاهرة تطالب بالعدالة لرجل قُتل في مظاهرات سابقة على خلفية أزمة اقتصادية متفاقمة

السياق

شكَّـلت القوات المسلحة السودانية، لجنة تحقيق، لمعرفة المتسبِّبين في قتل متظاهرين سلميين ، وإصابة العشرات، خلال المسيرات التي جاءت في الذكرى الثانية، لعملية فض الاعتصام، أمام قيادة الجيش.

وتعهدت بالتعاون مع الجهات العدلية والقانونية، للوصول إلى الحقيقة، وشدَّدت على أنها مستعدة، لتقديم كل مَنْ يثبت تورُّطه في الأحداث للعدالة.

 وأعرب رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، عن "صدمته" لجريمة استخدام الرصاص الحي، ضد متظاهرين سِلميين في السودان، ما تسبب في قتل شخصين وإصابة العشرات.

وقال بيان مجلس الوزراء، عقب الاجتماع الطارئ بشأن "جريمة استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين سِلميين": "صُدمنا خلال الساعات الماضية، بأحداث الاعتداء على المتظاهرين السِّلميين، الذين تجمَّعوا في محيط القيادة العامة، في ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة واعتصامات الولايات، ما أسفر عن شهيدين، وعشرات الإصابات، بين صفوف الثوار".

 

انتقاد الحكومة

انتقدت الحكومة "بطء" السُّلطات، في كشف الجرائم، وتقديم المتسبِّبين بالحادث إلى العدالة، ووصفته بـ "الأمر المقلق".

وأكد رئيس مجلس الوزراء، أنه تمت دعوة وزراء الداخلية والدفاع والإعلام، ومدير جهاز المخابرات العامة، والنائب العام، ووالي الخرطوم، لاجتماع طارئ، قُدِّمت خلاله تقارير عمّا حدث، وطلب منهم رئيس الوزراء، إكمال تحرياتهم، والتسريع في إجراء التحقيق، لتسليم المطلوبين للعدالة، بصورة فورية ومن دون إبطاء.

وقُتل شخصان، من جراء إطلاق نار على متظاهرين، قرب مقر القيادة العامة للجيش السوداني، في الخرطوم.

وقال مصدر طبي، إن أحد المتوفيين، في مستشفى الزيتونة بالعاصمة الخرطوم، وكشف أن الآخر قضى في مستشفى رويال كير، متأثراً بإصابة مباشرة في القلب، بعد أن فشل الأطباء في إسعافه.

وأكد المصدر، وجود ما لا يقل عن 12 جريحاً في أحد المستشفيات، بالقرب من الزيتونة، بإصابات متفاوتة، بعضها بالرصاص، لكنها غير خطرة.

 

صدمة أميركية

من ناحية أخرى، أعربت سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، عبر حسابها الرسمي على تويتر، عن "صدمتها" من الواقعة.

وكتبت السفارة: "تعرب الولايات المتحدة عن صدمتها واستيائها، من الخسائر في الأرواح، خلال مظاهرات، بالقرب من مقر القوات المسلحة".

وأضافت: "ندين استخدام الذخيرة الحية، ضد المتظاهرين السِّلميين، وندعو السلطات السودانية إلى التحقيق وتقديم الجاني للعدالة".

 

إحياء ذكرى فض الاعتصام

وفي تجمع كساه الحزن، بحضور عدد من أسر شهداء ثورة ديسمبر، أحيا مئات السودانيين، في العاصمة الخرطوم، الذكرى الثانية لعملية فض الاعتصام، أمام قيادة الجيش، قبل عامين.

وعبَّــر محتجون، عن غضبهم لعدم قدرة الحكومة، على تقديم الجناة إلى العدالة، حتى الآن، مطالبين بالقصاص لقتلى العملية، المختلَف على أعدادهم، لكن لجنة الأطباء المركزية، التي تحظى بمصداقية كبيرة، قالت حينها إن عددهم قارب مئة وثمانية قتلى.

وكان تجمُّع المهنيين السودانيين، طالب في بيان، بنقل التحقيق في الحادثة، إلى لجنة دولية خاصة، أو بإشراف المحكمة الجنائية الدولية، والقيام بإصلاحات جذرية، وإعادة بناء الأجهزة العدلية، التي اتَّهمها التجمُّع، بالتقاعس عن القيام بواجباتها.